من هو محمد باكبور ويكيبيديا؟ السيرة الكاملة لقائد الحرس الثوري الجديد 2025

في تطور أمني مفصلي، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، عن تعيين اللواء محمد باكبور قائدًا عامًا جديدًا لقوات الحرس الثوري الإيراني، خلفًا للواء حسين سلامي الذي اغتيل فجر اليوم في عملية وُصفت بأنها من أخطر العمليات الإسرائيلية داخل العمق الإيراني.

هذا القرار لم يكن مجرد إجراء بروتوكولي، بل جاء وسط زلزال أمني يضرب قلب المؤسسة العسكرية الإيرانية، بعد سلسلة اغتيالات استهدفت الصف الأول من قادتها. فمَن هو محمد باكبور؟ وما الذي يحمله سجله العسكري؟ ولماذا اختير في هذا التوقيت؟ هذا ما سنفصّله في هذا التقرير الحصري الشامل.

النشأة والبدايات العسكرية لمحمد باكبور

ولد محمد باكبور عام 1961 في مدينة أراك الإيرانية، وهي مدينة معروفة بثقلها الصناعي والعسكري. نشأ في بيئة دينية محافظة، ما جعله قريبًا من التيار العقائدي الثوري الذي هيمن على الدولة بعد 1979. التحق مبكرًا بالحرس الثوري بعد انتصار الثورة الإسلامية، وانخرط في صفوف القتال خلال الحرب العراقية–الإيرانية التي اندلعت عام 1980.

تميز باكبور خلال تلك الحرب بسرعة بديهته وشجاعته الميدانية، ما مكّنه من تسلق المناصب بسرعة، ليشغل مناصب حساسة مثل قائد للوحدة المدرعة، ونائب مسؤول العمليات، ثم قائد فرقة النجف 8، وفرقة عاشوراء 31، حتى أصبح قائدًا ميدانيًا لمعسكر “نصرت” الشهير.

قيادة العمليات ضد الإرهاب داخل إيران

في العقدين الأخيرين، لعب محمد باكبور دورًا كبيرًا في التصدي للتهديدات الإرهابية داخل إيران، لا سيما في شمال غرب البلاد حيث تنشط الجماعات الكردية الانفصالية، وفي الشرق حيث تواجه إيران مجموعات مسلحة ذات طابع طائفي.

قاد باكبور وحدة “صابرين” الخاصة، وهي إحدى أكثر وحدات النخبة سرية في الحرس الثوري، وتُعرف بتدخلاتها السريعة في العمليات المعقدة. أبرز مساهماته كانت أثناء الهجوم الإرهابي على البرلمان الإيراني في طهران عام 2017، حيث أدار باكبور المشهد الأمني بشكل مباشر، وتم احتواء العملية دون أن تتوسع.

تعيينه قائدًا للقوة البرية في الحرس الثوري

في عام 2010، عيّنه خامنئي قائدًا للقوة البرية للحرس الثوري، وهي أهم وحدة قتالية في المؤسسة العسكرية الإيرانية. تحوّل حينها باكبور إلى شخصية مركزية في المشهد الأمني الإيراني، وبدأت تحت قيادته عملية إعادة هيكلة شاملة لهذه القوة.

عمل على تطوير القدرات التكتيكية واللوجستية، وركز على رفع جاهزية القوات لمواجهة الحروب غير المتكافئة، وتكثيف التدريبات الميدانية. كما أدار بنفسه العديد من المناورات العسكرية الاستراتيجية، وأشرف على تعزيز الوجود الإيراني على الحدود الشرقية والغربية.

محمد باكبور: عقيدة حربية تجمع بين الفكر والسياسة

لا يُنظر إلى باكبور كمجرد عسكري تقليدي، بل يُعتبر منظّرًا استراتيجيًا يحمل شهادة الدكتوراه في الجغرافيا السياسية. هذه الخلفية الأكاديمية جعلته من أبرز الأصوات في تطوير مفهوم “الردع غير المتناظر”، أي مواجهة الخصم بأساليب غير تقليدية مثل الهجمات السيبرانية والضربات السريعة غير المعلنة.

كما أنه من أبرز منظّري “الرد السريع” في العقيدة القتالية الإيرانية، وله رؤى خاصة حول إدارة المواجهات في الجبهات متعددة المسارات مثل سوريا والعراق واليمن.

لماذا عُيّن باكبور الآن؟ قراءة في التوقيت والدلالة

تعيين محمد باكبور في هذا التوقيت لا يمكن فصله عن التصعيد الإسرائيلي داخل إيران. فقد شهدت الأسابيع الماضية اغتيالات مركزة شملت كبار القادة الإيرانيين مثل حسين سلامي، وعلي شمخاني، ومحمد باقري، إضافة إلى عدد من العلماء النوويين.

خامنئي اختار شخصًا له سجل طويل في مواجهة الأزمات، ويتمتع بعلاقات قوية مع النواة الصلبة للنظام، كما يحظى بدعم كبار قادة الحرس الثوري، ويملك القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة في وقت قصير.

محمد باكبور وفيلق القدس.. هل يتغير التوازن؟

يرتبط اسم باكبور مباشرة بفيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري. وتشير معلومات متقاطعة إلى أن علاقته كانت قوية مع القائد الراحل قاسم سليماني، وأنه لعب أدوارًا لوجستية خلال التدخل الإيراني في العراق وسوريا.

من المتوقع أن تشهد المرحلة القادمة تنسيقًا أعلى بين باكبور وفيلق القدس، وقد يُسمح له بإطلاق عمليات انتقامية خارج الحدود ردًا على الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة.

الهيبة والشخصية.. ملامح القائد الجديد

يصفه المقربون بأنه شخصية صارمة، يملك كاريزما عسكرية قوية، قليل الظهور الإعلامي لكنه حاضر بقوة في الميدان. لا يتسامح مع التراخي، ويعرف كيف يفرض النظام والانضباط.

حصل على وسام الفتح من المرشد الأعلى، وهو أعلى وسام عسكري يُمنح في إيران، تقديرًا لدوره في مواجهة التهديدات المسلحة وتأمين الحدود.

أبرز الأسئلة المطروحة الآن

  • هل يرد باكبور مباشرة على إسرائيل؟
  • هل يتم إعادة هيكلة قيادة الحرس الثوري؟
  • ما موقفه من الداخل الإيراني والاحتجاجات؟
  • كيف سيتعامل مع الانقسامات داخل المؤسسة الأمنية؟
  • هل سيكون ظهوره علنيًا أم سيحكم من خلف الستار؟

رؤية للمستقبل: إيران تحت قيادة باكبور

اللواء محمد باكبور لا يدخل ساحة قيادة الحرس الثوري من بوابة السياسة أو الترضيات، بل من الميدان. وهو اليوم أمام اختبار تاريخي ليس فقط في تثبيت أركان الأمن الداخلي، بل في إعادة ترسيم قواعد الردع مع إسرائيل وأعداء إيران.

وبينما يرى البعض أن المرحلة القادمة قد تشهد تصعيدًا غير مسبوق، هناك من يراهن على باكبور كقائد يدرك حجم التهديدات، ويوازن بين الردع والانضباط، بين السيطرة والتهدئة.

في كل الأحوال، إيران الآن تدخل مرحلة جديدة… واسم محمد باكبور سيتردد كثيرًا في الأيام المقبلة، ليس فقط داخل الحدود، بل في كل الساحات الإقليمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى