تفاصيل وأسباب وفاة محمد علي بلحارث.. المخرج الذي علّم التوانسة كيف يُصنع الصوت

في صباح الجمعة 13 حزيران/ يونيو 2025، ساد الحزن الأوساط الثقافية والفنية التونسية، بعد الإعلان عن وفاة أحد أبرز أعلام الدراما الإذاعية والتلفزيونية في تونس، وهو الفنان محمد علي بلحارث، الممثل والمخرج والمبدع الذي ترك بصمة راسخة في الوجدان التونسي والعربي.

وفاة محمد علي بلحارث لم تكن مجرد خبر عابر، بل مثّلت لحظة وداع لزمن من الأصالة والاحتراف الفني، حيث نعى المثقفون والنجوم والإعلاميون الرحيل المفاجئ لرجل ساهم لعقود في بناء ذاكرة سمعية وبصرية عبر الإذاعة والتلفزيون والمسرح.

تفاصيل وفاة الممثل والمخرج التونسي محمد علي بلحارث

أعلن نجل الراحل، حبيب بلحارث، عن وفاة والده ظهر يوم الجمعة، بعد تعرضه لأزمة صحية مفاجئة نقل على إثرها إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة في الساعات التالية رغم محاولات الطواقم الطبية إنقاذه.

وسارعت وزارة الشؤون الثقافية التونسية إلى نعي بلحارث في بيان رسمي، أكدت فيه أن تونس فقدت رمزًا من رموزها الإبداعية، وصوتًا مميزًا في الحكاية الإذاعية والدراما الشعبية، وأن بصمته ستظل محفوظة في أرشيف المؤسسة الوطنية للإذاعة.

من هو محمد علي بلحارث ويكيبيديا السيرة الذاتية؟

محمد علي بلحارث هو مخرج وممثل تونسي من مواليد مدينة الزهور، برز اسمه منذ ثمانينات القرن الماضي في مصلحة الدراما بالإذاعة التونسية. كان يعمل مخرجًا إذاعيًا وشارك كذلك كممثل في عدة أعمال مسرحية وتلفزيونية وإذاعية.

تميز بلحارث بأسلوبه الواقعي في الإخراج، وحرصه على تمثيل تفاصيل المجتمع التونسي بكل صدق، ولهذا تحوّل إلى مرجع في الفن الشعبي والإنتاج الإذاعي، وشارك أيضًا كحكم سابق في رياضة كرة القدم، مما يعكس شخصيته المتعددة المواهب والاهتمامات.

أعمال محمد علي بلحارث.. مسيرة من التنوّع والعطاء

على مدار أكثر من أربعة عقود، قدم بلحارث عشرات الأعمال التي تنوعت بين الدراما التاريخية، الاجتماعية، والكوميدية. وكان له دور محوري في تطوير البرامج الإذاعية خلال فترات مفصلية، حيث عُرف بحسّه الفني العالي وقدرته على توظيف الأصوات والحوارات ببراعة درامية.

قائمة مختارة من أعماله:

  • بلحسن الشاذلي
  • باي الشعب
  • خاتم ياقوت
  • أوكار بني هلال

إلى جانب هذه الأعمال، شارك محمد علي بلحارث في عدد كبير من المسلسلات والمسرحيات:

الاسم نوع العمل السنة
الدنيا سعود مسلسل إذاعي 2021
صليحة الصوت الخالد مسلسل إذاعي 2021
الفاضل تلفزيوني (ضيف) 2020
زنقة الباشا مسلسل تلفزيوني 2019
زنقة الريح مسلسل تلفزيوني تاريخي 2019
الكبدة مشومة مسرحية 2019
ناعورة الهواء 1 مسلسل تلفزيوني 2014
نجوم الليل 3 مسلسل تلفزيوني 2011
دنيا مسلسل تلفزيوني 2010
جاري يا حمودة مسلسل كوميدي 2004
عطشان يا صبايا مسلسل مصري عن بيرم التونسي 1986
فج الرمل مسلسل تونسي 1995
ابحث معنا مسلسل غموض وإثارة 1988

بلحارث.. بوصلة جيل من الفنانين

يُجمع الفنانون الشباب في تونس على أن محمد علي بلحارث كان بمثابة البوصلة التي توجه خطواتهم الأولى في المهنة. فقد كان أبًا روحيًا لكل من مرّ عبر الإذاعة الوطنية، وحرص دائمًا على أن يفتح المجال للمواهب الصاعدة، ويمنحهم الثقة والأدوات.

أزمة صحية مفاجئة.. والوداع الأخير

بحسب مصادر عائلية، فقد شعر الراحل بألم في الصدر منتصف يوم الجمعة، وسرعان ما تطور الوضع إلى أزمة حادة تم على إثرها نقله إلى المستشفى. هناك حاول الأطباء التدخل، لكن الحالة كانت متأخرة. وأُعلن عن وفاته رسميًا عصر الجمعة.

الحزن عمّ الوسط الفني، والإذاعي، والرياضي كذلك، إذ أن الفقيد كان شخصية محبوبة من الجميع، وتتميز بسعة صدره وحكمته ورؤيته الإنسانية للأمور.

وزارة الثقافة تنعي.. والإذاعة تحتفظ بالصوت

وزارة الشؤون الثقافية في بيانها الرسمي أكدت أن رحيل بلحارث لا يُعني فقط فقدان مخرج قدير، بل هو فقد لذاكرة صوتية ولغوية وثقافية جمعت بين الماضي والحاضر، وأضافت أن أرشيف الإذاعة يحتفظ بعشرات الأعمال التي ستُخلد ذكراه.

شهادات حية عن مسيرة بلحارث

روى أحد زملائه في الإذاعة أن بلحارث كان يقف خلف الكواليس طوال الوقت، يوجّه ويُصحّح، دون أن يسعى للنجومية، مشيرًا إلى أن الراحل آمن بأن المخرج الجيد هو من يسلّط الضوء على الآخرين لا على نفسه.

فيما قالت ممثلة تونسية شاركته عملًا إذاعيًا: “كان الأب والقدوة.. أتذكر كيف كان يُعيد تسجيل المشهد عشر مرات ليخرج بالصوت المثالي.. إنه رجل التفاصيل، والفن الصادق”.

الوداع.. جنازة مهيبة وحضور فني كثيف

من المتوقع أن تُشيّع جنازة بلحارث من أحد المساجد الكبرى بالعاصمة تونس، بمشاركة عدد كبير من الفنانين والإعلاميين ومحبيه من مختلف أنحاء البلاد، تكريمًا لمسيرته الطويلة وتأثيره العميق.

الإرث الفني والثقافي

ترك بلحارث خلفه مكتبة صوتية ومسرحية غنية، ستظل مرجعًا للأجيال القادمة. وكان يُعدّ واحدًا من القلائل الذين دمجوا الدراما الإذاعية بالصوت المسرحي، ما جعل أعماله تنبض بالحياة رغم غياب الصورة.

كلمات الختام.. صوت لن يُنسى

رحل محمد علي بلحارث جسدًا، لكن صوته، وحواراته، وتعليقاته، وبصماته الفنية ستظل تملأ الأثير لعقود قادمة. إنه ليس مجرد اسم في تاريخ الإذاعة، بل هو أحد مؤسسي الوعي الفني التونسي الحديث، وسيبقى في الذاكرة الثقافية بصوته الذي رافق التونسيين في صباحاتهم وأمسياتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى