أعمال عيد الغدير مفاتيح الجنان – دليل شامل 2025 / 1446
يُعد عيد الغدير من أعظم المناسبات عند المسلمين الشيعة، حيث يُختم به عامهم الهجري في الثامن عشر من شهر ذي الحجة. يحمل هذا اليوم إرثًا روحيًا عميقًا، إذ تجتمع فيه الأعمال والسنن المستحبة التي يعتقد الشيعة أنها تُفتح بها أبواب الجنة، حسب ما ورد في العديد من الأحاديث والروايات المركزية.
في عام 2025 / 1446 هـ يوافق عيد الغدير تقريبًا السبت 14 يونيو/ حزيران 2025. في هذه المناسبة، تتنوع الممارسات بين العبادة الفردية والجماعية، ما يجعلها تجربة إيمانية متكاملة للمؤمن.
1. الصوم – كفارة وامتياز كبير
أول الأعمال المستحبة في عيد الغدير هو الصيام، حيث يُروى أن صيام يوم الغدير يكفر ذنوب ستين سنة، بل يعدل صيام الدهر كله، ويعادل مائة حجة ومائة عمرة، لهذا يُحرص الكثير من الشيعة على صيامه نيابة، حتى وإن كانوا مسافرين.
2. الغسل والطهارة – لتجديد البدن والروح
يستحب الغسل من بعد صلاة الفجر وحتى غروب شمس يوم الغدير. ويُقال إنه يطهّر النفس استعدادًا لاستقبال نعمة هذا اليوم العظيم.
3. صلاة ركعتين قبل الزوال
يُستحب أداء ركعتين قبل نصف ساعة من زوال الشمس، يقرأ في كل ركعة: الفاتحة، ثم سورة الإخلاص 11مرة، وآية الكرسي 10مرات، وسورة القدر 10مرات. ويقال إن ثوابها: مائة ألف حجة ومائة ألف عمرة، ويكشف بها الله كرب المؤمن ويتحقق له الماء والسرور.
4. زيارة أمير المؤمنين عليه السلام
زيارة الإمام علي في مرقده في النجف أو الأماكن المقدسة الأخرى أو قراءة زيارته المخصوصة في هذا اليوم من أهم الأعمال. يُقال إن هذه الزيارة تقرب الإنسان من الجنة وتزيد درجاته في الآخرة.
5. الإطعام والصدقة
يحرص المؤمنون على توزيع الطعام والصدقات للفقراء والمحتاجين. فقد ورد أن درهما في هذا اليوم يعادل ألف درهم، وأن من أطعم مؤمنًا فكأنما أطعَمَ فئامًا من الأنبياء والشهداء :contentReference[oaicite:6]{index=6}. وتنتشر المجالس والموائد في المساجد والمراكز، خاصة في العراق وإيران ولبنان وأفغانستان.
6. دعاء الندبة والأدعية المخصوصة
دعاء الندبة أحد الأدعية الرئيسية في عيد الغدير. بالإضافة إلى تلاوة أدعية أخرى مثل دعاء التوسل والزيارة، وذكر “اللهم إني أسألك…” التي تقال مئات المرات، وتعتبر من أكبر الطاعات في هذا اليوم.
7. المؤاخاة – تجديد العهد الأخوي
طقس رمزي فريد يُمارَس خلال الغدير، يضع فيه المؤمن يده في يد أخيه قائلًا: “وآخيتك في الله وصافيتك…”، ويرد الأخ بالقبول :contentReference[oaicite:9]{index=9}. تتخلل هذه الكلمات التزام الأخين بمودة وشراكة روحية في الطريق إلى الجنة، وقد ورد أنها تؤدي إلى إسقاط الديون والخصومات.
8. الزينة والفرح
ينبغي في هذا اليوم ارتداء أجمل الثياب، ووضع الطيب، والتوسّع في الفرح بين العائلة والأصدقاء. ويسود جو من البهجة والسرور في المساجد والحسينيات وتجتمع العائلات
لتبادل التهاني بعبارة: “الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولايته”، وهي جملة تشكل جزءًا من الأعمال الواجبة.
9. ذكر الصلاة على النبي وآله
الإكثار من الصلاة على محمد وآل محمد في هذا اليوم مستحب جدًا. يُقال إن ثوابها مضاعف، فهي تمس قلب الرسول وآل بيته وتدخل السعادة للمؤمنين.
10. مجالس العلم والمحاضرات
تُعقد مجالس دينية في المساجد والحسينيات، تُلقى فيها مواعظ حول الغدير، أهميته في تبليغ الرسالة، وتأصيل ولاية علي بن أبي طالب. يحرص المؤمنون على حضورها بحضور العلماء والرواة.
11. صيام شكرٍ وغفران
بالإضافة لصيام اليوم، يُستحب الصيام جزءا من يوم الغدير كنوع من الشكر للمغفرة والولاية، طلبًا لرضا الله ومضاعفة الأجر.
12. تلاوة القرآن والأذكار
يكثر المؤمنون من قراءة القرآن، خاصة سورة المائدة وسورة التوبة، والأذكار المستحبة كـ”الحمد لله الذي أتم علينا نعمته”، ويُعد ترديد التكبيرات وإشاعة التسبيحات من أبرز سمات اليوم .
13. المشاركة في مهرجانات الغدير الدولية
من أبرز مظاهر الحديث المعاصر عن الغدير مهرجان الغدير الإعلامي الدولي في النجف الأشرف، وهو حدث سنوي يشارك فيه مئات الإعلاميين والشعراء من مختلف البلدان، ويعد منصة لنشر فكر الغدير إعلاميًا وثقافيًا.
14. إفشاء السرور وصلة الأرحام
يعتبر تقديم الهدايا والتهاني والتفاؤل من أعمال اليوم؛ فيُروى عن علي بن الحسن أن يعبر المؤمن “الحمد لله الذي أكرمنا بهذا اليوم…”، وهي جملة تتضمن امتنانًا لله على نعمة الولاية والفرح الجماعي.
الخاتمة
عيد الغدير ليس مجرد يوم ضمن الأعياد الظاهرية، بل هو تظافر للأعمال الروحية حول مفهوم الولاية، وتعبّد جماعي يتخلله التصاق بالخير والطاعة. إنه مفتاح لجوانب إيمانية شتى: الصيام وزيارة المرقد والطهارات والدعاء، وصولًا إلى التعايش والمودة، وكلها في خدمة روح واحدة تسمّى “مفاتيح الجنان”.