متى موعد عيد الغدير في اليمن 2025/ 1446؟: مناسبة لزيدية الحوثيين وتحدٍ للدولة المدنية
في 2025/1446 هـ، يتزامن عيد الغدير مع الثامن عشر من ذي الحجة، الموافق تقريبًا لـ14 يونيو/ حزيران 2025 في التقويم الميلادي، في اليمن، يثير هذا اليوم جدلاً واسعًا، خاصة بين المذاهب الإسلامية، فما الذي يدعونا لفهمه بصورة متعمقة؟
أصل اسم “عيد الغدير” وتاريخه
تنسب تسمية “عيد الغدير” إلى حادثة غدير خم، حيث خطب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأعلن: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، يقدّره الشيعة باعتباره إعلانًا للإمامة، بينما يرى أهل السنة أنه بيان للفضل فقط بدون جعل اليوم عيدًا شرعيًا.
الجدل بين السنة والشيعة حول الاحتفال
– وجهة النظر السنية: الحديث صحيح، لكن لا يصح تحويله إلى عيد، لأن الإسلام حدد عيدين فقط. وتُعد الاحتفالات الحالية “بدعة” ظهرت بعد قرون.
– وجهة النظر الشيعية: خطاب الغدير نص دستوري سياسي يعلن ولاية علي، واعتبره البعض تكملة للدين.
موقف السلطة الرسمية اليمنية
وزارة الأوقاف في الحكومة الشرعية أصدرت بيانًا في 10 يونيو 2025، اعتبرت فيه “يوم الغدير” مناسبة زائفة، محذّرة من أن “نظرية الاصطفاء السلالي” تمثل خطرًا على الدولة المدنية وتمييزًا طائفيًا.
حضور الحوثيين والزيدية في الاحتفالات
– جماعة الحوثي تعتبر الغدير مناسبة رئيسية، وقد أجازت وحدات الخدمة والمؤسسات الرسمية إجازة في 18 ذي الحجة، وتؤكد أنها تُظهر شرع ولاءً لأمير المؤمنين علي.
– الزيدية – الفرع الأكبر للشيعة في اليمن – يحتفلون بها منذ القرن الحادي عشر الهجري (1663م)، خصوصًا في صنعاء.
مظاهر الاحتفال في المحافظات اليمنية
- إجازة رسمية للموظفين في مناطق الحوثيين خلال 14–15 يونيو.
- حشود جماهيرية ومهرجانات تقام في الساحات القروية حول صنعاء، تضم مسيرات، زوامل، عروض الخيول والمسابقات التقليدية.
- خطابات طائفية من مساجد الحوثيين تعزز عقيدة الولاية السلالية.
- نشاز اجتماعي وسياسي: الحكومة الشرعية تدعو إلى توعية الشعب وفضح هذه الطقوس.
أبعاد طائفية وسياسية للاحتفال
يُنظر إلى عيد الغدير في اليمن كأداة لتمكين رمزي وطائفي. الحوثيون يستخدمونه لترسيخ الولاية، والزعامات الزيدية تستعيد موقعها التاريخي. ولوعضّ المعلومات، توجد ضغوط سياسية باتجاه تحويله من مناسبة دينية إلى عرْض سيطرة.
الجدل المجتمعي والديني مستمر
بينما يحفّز الشعب على التفرقة عبر المناصب والمركزات، ظهرت موجة دعم لموقف وزارة الأوقاف وضرورة الحفاظ على الدولة المدنية، فهل تسود العقلانية، أم تلقي الطائفية بظلالها على المستقبل الاجتماعي؟
أثره على العلاقة الوطنية والعلاقات الإقليمية
تكريس عيد الغدير قد يؤدي إلى تصعيد أفقي بين الطوائف، خصوصاً في ظل تدخلات عابرة، كإيران التي تعزز التمدّد الزيدي المحلي بما يخدم محورها المحلي الإقليمي.
دلالته المستقبلية على الهوية اليمنية
يلامس تصوير عيد الغدير تحديات الهوية الوطنية في اليمن. هل سيبقى عيدًا رمزيًا يحدّد الطائفة، أم فرصته لبناء دولة متعددة ومتحابة؟ طموح متعارض مع توسّع التوتر الطائفي.
الخاتمة: عيد الغدير بين إحياء الطقوس وتعميق الانقسام
موعد عيد الغدير في 14 يونيو 2025 لم يعد حدثًا دينيًا بسيطًا، بل هو معركة بين مفاهيم الهوية، الطائفية، والاختيار الوطني في اليمن. ما يحدد بعدها هو قرار السلطة والرأي العام، فإما يبقى منصّة لتكريس التقسيم، أو فرصة لتعزيز القيم المدنية والوحدة.