من هو حسين سلامي ويكيبيديا السيرة الذاتية؟.. كل ما تريد معرفته عن الجنرال الذي هز المنطقة

في تطور دراماتيكي قد يغيّر خارطة التوترات الإقليمية، أعلنت وكالة تسنيم الإيرانية، صباح الجمعة 13 يونيو 2025، مقتل اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، في غارة إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية في العاصمة طهران.

وتعد هذه العملية العسكرية واحدة من أجرأ الهجمات التي تنفذها إسرائيل ضد مواقع حساسة داخل إيران، وتأتي وسط توترات متصاعدة وتهديدات متبادلة بين البلدين في الأسابيع الأخيرة.

من هو حسين سلامي ويكيبيديا السيرة الذاتية؟

اللواء حسين سلامي من مواليد عام 1960 في كلبايكان بمحافظة أصفهان، وقد التحق بجامعة إيران للعلوم والتقنية في تخصص الهندسة الميكانيكية، لكن اندلاع الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 غيّر مسار حياته بالكامل، حيث انضم إلى الحرس الثوري الإيراني.

برز اسمه خلال سنوات الحرب كقائد ميداني بارز في المناطق الكردية ومناطق غرب إيران، وكان له دور في قيادة فرق عدة، أبرزها “فرقة كربلاء” و”فرقة الإمام الحسين”.

المسيرة العسكرية وتوليه قيادة الحرس الثوري

في 21 أبريل 2019، عيّنه المرشد الأعلى علي خامنئي قائدًا عامًا للحرس الثوري، خلفًا للواء محمد علي جعفري. وبهذا المنصب، أصبح سلامي أحد أكثر الشخصيات نفوذًا في النظام الإيراني.

امتاز بخطابه الحاد تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل، وغالبًا ما تصدرت تصريحاته عناوين الأخبار بسبب لهجته العدائية، إذ توعّد مرارًا بـ”محو إسرائيل من الوجود” و”كسر شوكة أمريكا”.

سياساته ونهجه العسكري

كان حسين سلامي يُعد من التيار المتشدد داخل الحرس الثوري، واتخذ نهجًا هجوميًا، خاصة في ظل العقوبات الأمريكية وتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية من قبل واشنطن.

كما أشرف على توسع النفوذ الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ودعم مباشر لفصائل مثل حزب الله، والحوثيين، والحشد الشعبي، مما جعله هدفًا دائمًا للأجهزة الاستخباراتية المعادية لطهران.

الضربة الإسرائيلية: تفاصيل الهجوم

في الساعات الأولى من صباح الجمعة، أفادت تقارير إعلامية بوقوع 6 انفجارات متتالية في العاصمة الإيرانية طهران. وبحسب مصادر أمنية، فإن الغارات استهدفت مقار تابعة للحرس الثوري ومواقع استخباراتية ومخازن أسلحة.

وأكدت قناة العربية أن اللواء حسين سلامي كان ضمن القتلى الذين سقطوا في هذا الهجوم، وهو ما وصفته أوساط إيرانية بأنه “إعلان حرب غير رسمي”.

ردود الفعل الأولية على اغتيال حسين سلامي

بينما لم يصدر بيان رسمي من الحكومة الإيرانية يؤكد الواقعة بشكل نهائي، فإن وسائل إعلام رسمية ألمحت إلى “عملية إرهابية كبرى”، فيما أعلنت حالة استنفار في جميع وحدات الحرس الثوري في مختلف أنحاء البلاد.

في المقابل، التزمت الحكومة الإسرائيلية الصمت حتى اللحظة، بينما اعتبر مراقبون أن العملية تمت بمباركة أمريكية ضمن تنسيق استخباراتي عال المستوى.

تحليل استراتيجي: تداعيات محتملة على المنطقة

إذا تأكدت وفاة حسين سلامي، فإن المشهد الإقليمي مرشح لمزيد من التصعيد. فقد كان القائد العسكري الأشهر في إيران خلال العقد الأخير، ومهندس السياسات الخارجية العسكرية لطهران في العراق وسوريا ولبنان.

ويرى خبراء أن الرد الإيراني قد يشمل تنفيذ عمليات نوعية خارج الحدود أو توجيه ضربات عبر وكلاء مثل حزب الله اللبناني، ما قد يشعل جبهات جديدة في المنطقة.

سلامي والعقيدة الأمنية الإيرانية

من بين أبرز نظريات حسين سلامي كان مفهوم “الردع من خلال الوجود”، حيث كان يرى أن بسط النفوذ الإيراني في دول الجوار يخلق مظلة دفاعية تمنع الأعداء من مهاجمة إيران مباشرة.

لذلك، كان يتمسك بضرورة الحضور الإيراني في سوريا والعراق واليمن، ويصفه بأنه “خط دفاع استراتيجي” عن حدود إيران.

الفراغ القيادي بعد سلامي

برحيل حسين سلامي، تفقد المؤسسة العسكرية الإيرانية أحد أكثر قادتها تأثيرًا منذ الثورة الإسلامية. وبحسب مصادر مقربة من الحرس الثوري، فإن من المتوقع أن يتولى نائبه اللواء علي فدوي القيادة بشكل مؤقت لحين تعيين خلف رسمي.

لكن تعويض شخصية مثل سلامي، التي جمعت بين الكاريزما والولاء التام للمرشد ونهج الصدام المباشر، لن يكون بالأمر السهل.

خاتمة: إيران على مفترق طرق

العملية التي أودت بحياة حسين سلامي ليست فقط اغتيالًا لقائد عسكري، بل ضربة سياسية ومعنوية لحرس الثورة والمؤسسة الأمنية الإيرانية بأكملها. الرد الإيراني لن يكون مجرد بيان تنديد، بل قد يُترجم إلى خطوات ميدانية تعيد رسم خارطة الصراع.

وفي ظل صمت المجتمع الدولي، ومراقبة القوى الكبرى لتطورات الأحداث، تبقى المنطقة أمام سيناريوهات مفتوحة على كافة الاحتمالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى