من هو غلام علي رشيد ويكيبيديا؟ سيرة ذاتية لأحد أعمدة الحرس الثوري الإيراني
اللواء غلام علي رشيد، وُلد عام 1953 في إيران، هو أحد أبرز الشخصيات العسكرية في الجمهورية الإسلامية، وواحد من القادة الذين تركوا بصمة واضحة في المسار الدفاعي والسياسي للنظام الإيراني.
يشغل رشيد منصب قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي، كما كان نائبًا لرئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، مما وضعه في صميم دوائر صناعة القرار العسكري والأمني في البلاد.
غلام علي رشيد لا يُعد مجرد ضابط تقليدي، بل شخصية فكرية وتنظيمية ذات تأثير استراتيجي عميق، وكان يعتبر عنصرًا رئيسيًا ضمن “الشبكة القيادية” التي تمسك بزمام الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب أسماء مثل محمد باقري، محمد علي جعفري، وعلي فدوي.
غلام علي رشيد ويكيبيديا السيرة الذاتية: الانطلاقة المبكرة من قلب الثورة والحرب
بدأ رشيد مسيرته العسكرية مع انطلاق الثورة الإسلامية عام 1979، وبرز اسمه لاحقًا خلال الحرب الإيرانية العراقية (1980–1988)، وهي الحرب التي شكلت الوجدان العسكري للنظام الإيراني، وأسهمت في صعود جيل جديد من القادة العسكريين المتشبعين بأيديولوجية الثورة.
كان له دور في قيادة الجبهات، وتولى مناصب ميدانية وأخرى عملياتية داخل الحرس الثوري، قبل أن يتم ضمه إلى المجلس الأعلى للأمن القومي لاحقًا، في إطار سعي القيادة الإيرانية لدمج الرؤية الميدانية مع الاستراتيجية الوطنية.
قائد مقر خاتم الأنبياء المركزي
يُعتبر مقر “خاتم الأنبياء” من أهم المقرات العسكرية في إيران، إذ يتولى الإشراف المباشر على العمليات الدفاعية والردعية، ويشكل الذراع التنفيذية لتوجيهات القيادة العليا في حال اندلاع أي حرب كبرى.
ومن خلال هذا المنصب، تولّى رشيد الإشراف على رسم السيناريوهات العسكرية الإيرانية، بما في ذلك إدارة أنظمة الدفاع الجوي، والتنسيق بين وحدات الجيش التقليدي والحرس الثوري، إضافة إلى تنسيق الخطط مع القيادة العامة حول كيفية التعامل مع أي هجوم إسرائيلي أو أمريكي محتمل.
نائب رئيس هيئة الأركان الإيرانية
قبل أن يقود مقر خاتم الأنبياء، شغل اللواء غلام علي رشيد منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية. وفي هذا الإطار، كانت له مساهمة واضحة في تطوير العقيدة العسكرية الإيرانية، وتوسيع مفهوم “الردع الإقليمي”، الذي ترتكز عليه طهران في مواجهة خصومها.
ساهم في إعادة هيكلة القيادة العسكرية الإيرانية بعد الحرب، ودمج الخبرة الثورية مع مفاهيم حديثة للدفاع والهجوم، مع التركيز على تكتيك “الحرب غير المتكافئة”، الذي تقوم فكرته على إضعاف العدو من خلال أدوات غير تقليدية، كالمليشيات والوكلاء والعمليات السيبرانية والطائرات المسيّرة.
أقوال وتصريحات رشيد في الإعلام
عُرف اللواء رشيد بتصريحاته المباشرة والتي كثيرًا ما أثارت الجدل في الأوساط السياسية والعسكرية. فقد أكد في أحد خطاباته الشهيرة أن:
«ضباطًا إيرانيين يقدمون الدعم الاستشاري في العراق ولبنان وفلسطين».
هذا التصريح فُسّر على أنه اعتراف رسمي بمستوى التداخل الإيراني في الملفات الإقليمية، وتأكيد لدور إيران في تدريب وتمويل وإسناد الجماعات المسلحة الموالية لها في المنطقة، وعلى رأسها الحشد الشعبي، حزب الله، والجهاد الإسلامي.
الشبكة القيادية للحرس الثوري
ارتبط اسم غلام علي رشيد بما يُعرف داخل الأوساط الإيرانية بـ”الشبكة القيادية”، وهي مجموعة من القادة العسكريين الذين يتولون أدوارًا مركزية في توجيه السياسات الدفاعية، ويملكون اتصالًا مباشرًا مع مكتب المرشد الأعلى. تضم هذه الشبكة أسماء بحجم:
- اللواء محمد باقري – رئيس هيئة الأركان العامة (سابقًا).
- اللواء محمد علي جعفري – القائد السابق للحرس الثوري.
- اللواء علي فدوي – نائب القائد العام للحرس الثوري.
وهؤلاء القادة يُنظر إليهم باعتبارهم “العقل المدبر العسكري” للجمهورية الإسلامية، ويحظون بحصانة سياسية وعسكرية نادرة.
دوره في الاستراتيجية العسكرية الإيرانية
لم يكن دور رشيد يقتصر على الجبهات أو القيادة الميدانية، بل كانت له إسهامات في بلورة العقيدة العسكرية الإيرانية المعاصرة، التي تقوم على مبادئ أهمها:
- الرد غير المتكافئ عبر الحلفاء الإقليميين.
- الضربات الاستباقية في حال اقتراب الخطر من الحدود.
- إدارة المعارك النفسية والإعلامية في الحروب الباردة.
- بناء قوة ردع هجومية تعتمد على الصواريخ والطائرات المسيّرة.
ارتباطه بالملف النووي والصاروخي
رغم أنه لم يكن المسؤول الأول عن الملف النووي، إلا أن غلام علي رشيد كان مشاركًا في التخطيط الدفاعي لحماية المنشآت النووية، وفي تنسيق خطط الرد في حال تعرضت المنشآت لأي ضربة.
وقد ذكرت تقارير استخباراتية أن رشيد شارك في تقييم القدرات الصاروخية الإيرانية، وكان على اطلاع دائم بمستوى الجهوزية القتالية في المواقع الاستراتيجية، ومن ضمنها مواقع نطنز وأراك وبوشهر.
السيناريوهات التي كان يخطط لها
كان رشيد يُعد من أبرز واضعي “خطط الحرب الكبرى”، وتحديدًا في مواجهة إسرائيل أو الولايات المتحدة. وتشير التقارير إلى أنه ترأس عدة مناورات استراتيجية سنوية، هدفها اختبار قدرة القوات الإيرانية على الرد في حال اندلاع مواجهة شاملة.
كما تولّى تدريب وحدات خاصة على التعامل مع “الضربات المفاجئة”، وهي وحدات مجهّزة للعمل في بيئات إلكترونية مشوشة أو مناطق مهددة بهجوم نووي أو كيماوي.
حياته الشخصية ومكانته داخل النظام
لم يُعرف عن غلام علي رشيد الكثير على الصعيد الشخصي، إذ فضّل الحفاظ على طابع عسكري صارم وإبقاء حياته الخاصة بعيدة عن الإعلام. ومع ذلك، كان يُعرف بصلته القوية بالمرشد الأعلى علي خامنئي، وكان من القلائل الذين يُستشارون في القضايا الاستراتيجية الحساسة.
هل استُهدف في الضربة الإسرائيلية الأخيرة؟
مع انتشار الأخبار عن الضربة الإسرائيلية الواسعة التي استهدفت طهران فجر الجمعة 13 يونيو 2025، ترددت أنباء عن استهداف مباشر لمقر “خاتم الأنبياء” العسكري، حيث يُعتقد أن اللواء غلام علي رشيد كان يتواجد. ورغم أن التلفزيون الإيراني لم يؤكد رسميًا مقتله، إلا أن العديد من المصادر أشارت إلى أن رشيد كان من بين القادة الذين سقطوا في الغارات.
مكانة رشيد في المعادلة الإقليمية
لم تقتصر تأثيرات رشيد على الداخل الإيراني فحسب، بل امتدت إلى مستوى الإقليم. إذ كانت تصريحاته وتحركاته تُقرأ من قبل المحللين العسكريين في الخليج وإسرائيل بوصفها مؤشرات مباشرة على توجهات إيران الدفاعية والهجومية.
وكان يُعتقد أنه يقف وراء عمليات التنسيق مع حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، إضافة إلى تقديم المشورة الفنية لوحدات الصواريخ لدى الحوثيين في اليمن.
الختام
نستعرض في هذا التقرير الموسع السيرة الذاتية الكاملة للواء غلام علي رشيد، أحد أبرز العقول العسكرية الإيرانية، ومهندس العقيدة الدفاعية الحديثة، مع عرض لأبرز محطاته ودوره الاستراتيجي.