سبب اغتيال اللواء محمد باقري الحقيقي: التفاصيل الكاملة

في فجر يوم الجمعة الموافق الثالث عشر من شهر حزيران/ يونيو 2025، دخلت المنطقة حلقة جديدة من التوتر حين أعلنت إسرائيل تنفيذ ﺿَربات جوية واسعة ضمن عملية “Rising Lion” ضد مواقع عسكرية ونووية في إيران.

تجاوزت هذه الضربات عشرات الأهداف، منها منزل اللواء محمد حسين أفشردي المعروف رسمياً بمحمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامّة للقوات المسلحة الإيرانية.

وزارة الدفاع الإسرائيلية وصفت العملية بأنها “ناجحة”، وأسفرت عن اغتيال باقري ورفيقه في القيادة العسكرية، قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي. لم تؤكد طهران الحادث رسمياً، بينما ألمحت مصادر إسرائيلية لنجاح العملية بشكل قاطع.

من هو اللواء محمد باقري ويكيبيديا السيرة الذاتية؟

محمد حسين أفشردي (1960–2025)، أو محمد باقري، شغل منصب رئيس هيئة الأركان العامة منذ يونيو 2016 بتعيينه من المرشد علي خامنئي، بعد تقاعد سلفه حسين فيروز آبادي بعد أكثر من 25 عاماً.

باقري بدأ مسيرته في الحرس الثوري بعد الثورة، وشارك في الحرب الإيرانية-العراقية (1980–1988)، ثم تقلّد مناصب استخباراتية وتنظيمية؛ أبرزها التنسيق بين الحرس الثوري والجيش الإيراني، بالإضافة إلى شبكاته في شمال غرب البلاد ضد الفصائل الكردية.

وحاز باقري على درجة الدكتوراه في الجغرافيا السياسية، وعُرف بخلفيته الاستخباراتية وتعامله مع الملفات الحساسة مثل دعم الجماعات الشيعية in لبنان وسوريا والعراق. كذلك لعب دوراً بارزاً في تعزيز قدرات الصواريخ الإيرانية، وأثار تصريحاته الجريئة حول حماية بغداد كـ “خط أحمر” على الساحة الإقليمية.

لماذا اغتيل باقري؟

اغتيال باقري لا يأتي بمعزل عن السياق الاستراتيجي الواسع. إسرائيل أعلنت أن ضربة “Rising Lion” استهدفت موقعين أساسيين: برنامج إيران النووي، والقيادة العسكرية، بما فيها باقري وسلامي.

إسرائيل رأت في باقري قوة محركة خلف الجناحين العسكري والنووي، خصوصاً دوره في تعزيز إنتاج الصواريخ المتقدمة والإشراف العسكري المباشر.

في كلمة لحكومة نتنياهو، تم التأكيد على أن الضربة جاءت رداً واحترازاً من تطور البرنامج النووي الإيراني وتسارع التهديدات، إذ لوح أن إيران باتت على بعد أشهر من امتلاك قنبلة نووية.

إسقاط قيادة النظام: هدف مركزي

عملية اغتيال كبار القادة مثل باقري وسلامي تشبه “ضربة الرأس” في بنية القيادة الإيرانية. إسرائيل استهدفت قاعدة القيادة لاتخاذ القرارات الحاسمة؛ فتفادي الهجمات المستقبلية وحماية بنيتها تحت طائل الفوضى التي تتولد عند فقدان القادة الكبار. هذه ليست أولى خطوات إسرائيل – فقد سبق واستهدفت علماء نوويين بنجاحات دقيقة عبر عمليات خاصة منفصلة).

خروج إيران من لعبة الاحتواء

بحسب وكالة الوسيط الإعلامي الإيرانية (IRNA)، فلم تصدر حتى الآن تأكيدات رسمية عن موت باقري، في حين نوّهّت فارس – المقربة من الحرس الثوري – أن الضربة “ناجحة”، لكن الإجابة النهائية ستُعرف بعد تجاوز الأزمة.

بينما تشكّل الرواية الإسرائيلية صدمة، حيث توضح أن طهران دخلت منطقة الأهداف المباشرة في السياسة الإسرائيلية—بعد أن اعتبرت نفسها حتى الآن خارجياً من الاعتداءات المباشرة.

ردّ فعل إيران المحتمل

أعلنت إيران أن الرد سيكون “قاسياً وحاسماً”، حسب ما جاء عن آية الله خامنئي، في إشارة إلى نشْر القاعدة العسكرية في المنطقة أو إعادة إطلاق صواريخ نحو إسرائيل أو حلفائها. وردت التقارير عن إطلاق 100 طائرة مسيرة تجاه إسرائيل، فيما العلن عن احتمالات الإغلاق الجزئي للمجال الجوي العراقي خشية من استخدامه راهناً للنقل العسكري الإيراني.

نطاق الضربة: ليس اغتيالاً فردياً

العملية استهدفت شبكة كاملة بعمقها العسكري والعلمي: قادة الحرس الثوري (سلامي)، رئيس هيئة الأركان (باقري)، علماء نوويين مثل فريدون عباسي دافاني ومحمد مهدی تيرانچي.

عديد المواقع النووية – مثل ناتنز وخونداب – تعرضت لأضرار كبيرة، مما يعطل أيضاً جهود تخصيب اليورانيوم بنسب عالية.

التحليل والتداعيات

  • إضعاف البنية العسكرية الإيرانية: فقدان قادة كجوهر قيادة ينعكس هزة داخلية تؤثر على القدرة التنظيمية وإدارة الجبهات.
  • إرباك البرنامج النووي: استهداف علماء وقواعد يعيد ايران خطوات الى الوراء فيما يتعلق بالتخصيب والتطوير.
  • تصعيد إقليمي محتمل: رد إيراني قد يجرّ المنطقة نحو دائرة مواجهة أشمل، تشمل القوات الأميركية وحلفاء إسرائيل.
  • ضغط دبلوماسي: ضربة كهذه تُوجّه رسالة للولايات المتحدة والغرب: الحل العسكري وارد إذا فشل المسار الدبلوماسي.

السياق الدولي

التوقيت كان حساساً: قبل أيام قليلة من جولة مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في عُمان لإعادة فرض خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA). العملية الإسرائيلية قد تقوض الجهود الدبلوماسية وتضع ضغوطاً إضافية على الولايات المتحدة لتعليق المفاوضات.

الولايات المتحدة نفت مشاركتها المباشرة في الضربة العسكرية، لكنها أعلنت دعمها لإسرائيل مع الحفاظ على قواتها في المنطقة. هذه الضربة أثارت قلق دول غربية صوتت موقفاً متوازنًا بين ضرورة عدم التصعيد واحتمالية تفادي إيران للطريق النووي.

خلفية البرنامج النووي الإيراني

إيران زادت من تخصيب اليورانيوم إلى 60% – مستوى قريب من تصنيع قنبلة. الوكالة الدولية للطاقة الذرية وثّقت تجاوزها للخطة الأصلية، ما غضّ النظر عنها الدول الطموحة لتجويف الدور الإيراني النووي وحذر من خطورة الانتشار. إسرائيل، بزعامة نتنياهو، قررت تضييق الفجوة قبل الوصول إلى مرحلة تكتمل فيها القدرات النووية بالكامل.

هل كان بإمكان طهران تفادي هذا المصير؟

لو مالت إيران للاستجابة الدبلوماسية في المرحلتين النووية والبرنامج الصاروخي، ربما كانت ستواجه تخفيفاً تدريجياً للعقوبات وأقلّ حاجز تهديد من قبل إسرائيل. لكن التصعيد العسكري والصمت عن استهداف القادة دفع إسرائيل إلى خيار “الإسقاط والاستباق” للحؤول دون مسار التسلح النووي الكامل.

خاتمة وتوقّع المستقبل

اغتيال اللواء محمد باقري يمثل نقطة تحول دراماتيكية في العلاقة بين إيران وإسرائيل. فقد تفقد إيران الآن قدرتها على التحرك بقيادة مركزية، وتضطر لمحاولات إعادة هيكلة قيادية خلال أزمة. الرد الإيراني المفترض سيكون كاشفاً لدور الحرس الثوري والقدرات الدبلوماسية لطهران.

أما على المستوى الدولي، فإن هذه الغارة تمنح إسرائيل رسالة واضحة: الاستمرار في الضرب إذا فُعِّلت خطط نووية إسرائيلية أو صاروخية يراها تهديداً وجودياً. بينما تُترك المنطقة برمتها أمام مسارات مفتوحة من الصراع أو التفاوض.

الخلاصة
من خلال هذا التحليل، تم توضيح سبب اغتيال اللواء محمد باقري في سياق “عملية Rising Lion” الإسرائيلية، المرتكزة على ضرب القيادة النووية والعسكرية في إيران، وتداعيات عمل كهذا على النظام الإقليمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى