تفاصيل حادث وادي الهجر في عبري.. فاجعة تهز سلطنة عمان يوينو 2025

خيّمت أجواء من الحزن والأسى على ولاية عبري بسلطنة عُمان، بعد فاجعة مؤلمة راح ضحيتها ثلاثة شبّان في مقتبل العمر، إثر حادث سير مروع وقع في منطقة وادي الهجر فجر يوم الأربعاء الموافق 11 يونيو/ حزيران 2025. وقد أكدت المصادر الرسمية أن الضحايا هم شقيقان وابن عمهم، ما جعل هذه الحادثة تترك أثرًا بالغًا في نفوس الأهالي والمجتمع المحلي.

المأساة لم تكن مجرد خبر عابر، بل تحولت إلى حديث الشارع العُماني، لما حملته من ألم عميق وفقدان لثلاثة أرواح بريئة كانت في طريقها إلى وجهة لم تُكتب لها النهاية. فما الذي حدث تحديدًا؟ وكيف وقع الحادث؟ ومن هم الضحايا؟ هذا ما نرصده لكم في هذا التقرير التفصيلي الذي يسلّط الضوء على كل جوانب القصة.

 حادث وادي الهجر في عبري

تقع منطقة وادي الهجر في ولاية عبري التابعة لمحافظة الظاهرة، وتُعرف بتضاريسها الجبلية ومساراتها الوعرة التي تحتاج إلى حذر شديد أثناء القيادة. وبحسب السكان المحليين، فإن الطريق الذي وقع فيه الحادث يُعد من المناطق التي تتطلب قيادة مركبات دفع رباعي ودرجة عالية من الانتباه.

وادي الهجر رغم طبيعته الخلابة، إلا أنه يشهد بين الحين والآخر حوادث سير بسبب طبيعة المنحدرات والطرقات غير الممهدة، وغياب بعض وسائل الأمان الحديثة. وقد طالبت عدة جهات سابقًا بتطوير البنية التحتية في تلك المنطقة، لكن الحادث الأخير أعاد تلك المطالبات إلى الواجهة من جديد.

تفاصيل الحادث كما وردت من المصادر

وفقًا لمصادر ميدانية مطلعة، فإن الحادث وقع في الساعات الأولى من فجر الأربعاء، عندما كان الشبان الثلاثة يستقلون مركبة خاصة في طريقهم عبر أحد المنحدرات الجبلية بوادي الهجر. وقد فقد السائق السيطرة على المركبة بسبب انزلاقها المفاجئ، ما أدى إلى سقوطها في منحدر صخري حاد، يزيد ارتفاعه عن عشرات الأمتار.

وأشارت المعلومات إلى أن سرعة الرياح في المنطقة، إضافة إلى وعورة الطريق، كانت من العوامل المساعدة في وقوع الكارثة، خاصة مع غياب الإضاءة ووجود منعطفات خطرة. وقد أدّى الحادث إلى وفاة الشبان الثلاثة في موقع الحادث فورًا، قبل وصول فرق الدفاع المدني والإسعاف.

هوية الضحايا: شقيقان وابن عمهم

ما زاد من ألم الفاجعة، أن الضحايا الثلاثة هم شابان شقيقان، ومعهما ابن عمهم، وجميعهم في ريعان الشباب، تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا، بحسب ما صرّحت به مصادر عائلية.

وقد تم التعرف على هوياتهم فورًا من قبل الأهالي، حيث أن المركبة كانت معروفة في المنطقة، وهم من أبناء إحدى العائلات العريقة في عبري. وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي سيلًا من التعازي والرسائل المؤثرة التي عبّرت عن حجم الخسارة، لا سيما أن الشبان الثلاثة كانوا معروفين بحسن أخلاقهم ومشاركتهم في الأنشطة الاجتماعية.

ردود الفعل: موجة حزن واسعة

عقب انتشار خبر الحادث، عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بردود أفعال حزينة وغاضبة في الوقت ذاته. كتب أحد المغرّدين: “رحم الله شباب وادي الهجر، فقدنا أرواحًا طيبة، نسأل الله أن يجعلهم من أهل الجنة”. فيما دعا آخر إلى تحرك عاجل من قبل الجهات المختصة لتأمين الطرق الجبلية وتثبيت اللوحات التحذيرية في المناطق الخطرة.

كما أعرب العديد من الأهالي عن أسفهم لغياب وسائل السلامة في بعض الطرق الوعرة التي لا تزال تشكّل خطرًا كبيرًا على حياة المواطنين، خصوصًا في القرى النائية.

دور الدفاع المدني والإسعاف

استجابت هيئة الدفاع المدني والإسعاف بسرعة لنداء الاستغاثة الذي أطلقه أحد المارة، حيث توجّهت فرق الإنقاذ إلى موقع الحادث على الفور. وتم استخدام معدات خاصة لانتشال المركبة من المنحدر الصخري، كما تم نقل الجثامين إلى مستشفى عبري المرجعي لاستكمال الإجراءات الرسمية وتسليمهم إلى ذويهم.

وقد أصدرت الهيئة بيانًا مقتضبًا أكدت فيه أن فرقها تعاملت مع الحادث بكفاءة رغم صعوبة التضاريس، داعية السائقين إلى أخذ الحيطة والحذر عند القيادة في مثل هذه المناطق، خصوصًا خلال فترات الليل أو الفجر.

حوادث متكررة.. متى تنتهي؟

يُعتبر هذا الحادث حلقة جديدة في سلسلة من الحوادث المؤسفة التي تشهدها الطرق الجبلية في سلطنة عُمان، لا سيما في مناطق مثل عبري وصحم والرستاق. ففي كل عام تُسجل عدة حوادث مماثلة يذهب ضحيتها شباب في مقتبل العمر، بسبب إما السرعة، أو ضعف البنية التحتية، أو الظروف الجوية الصعبة.

وكانت مطالبات عديدة قد رُفعت في السنوات الأخيرة لتوسعة بعض الطرق، ووضع إشارات تنبيهية في المنعطفات الخطيرة، وإنشاء حواجز حماية على جوانب الطرق الجبلية، إلا أن تطبيق هذه التوصيات لا يزال محدودًا في بعض المناطق.

دعوات لتأمين الطرق وتحديث البنية التحتية

أعادت هذه الحادثة المؤلمة الجدل حول مدى جاهزية الطرق الجبلية في سلطنة عُمان للتعامل مع حركة المرور، خاصة مع ازدياد أعداد المركبات والسياح الذين يرتادون تلك المناطق. وطالب ناشطون على منصات التواصل الجهات المسؤولة، وفي مقدمتها وزارة النقل، بإعادة تقييم وضع الطرق الجبلية، وتركيب كاميرات مراقبة وتحذيرات إلكترونية تقلل من احتمالات وقوع حوادث مماثلة.

كما دعا البعض إلى تفعيل أنظمة الإنذار المبكر عبر تطبيقات الهواتف الذكية، التي يمكن أن تنبه السائقين إلى وجود مناطق خطرة أو انزلاقات متوقعة.

الجنازة والمشاركة المجتمعية

شُيّعت جنازات الشبان الثلاثة وسط حضور كبير من أهالي ولاية عبري، حيث خيّم الصمت والحزن على الجميع. وقد أُديت صلاة الجنازة في مسجد كبير بالولاية، وتم دفنهم في مقبرة العائلة بحضور أصدقاء الدراسة وزملائهم، وسط دعوات لا تنقطع بأن يتغمدهم الله بواسع رحمته.

وحرص عدد من الوجهاء والمسؤولين المحليين على تقديم واجب العزاء، مؤكدين أن الحادثة خسارة لكل الولاية، وليس لعائلة واحدة فقط.

ختامًا: فاجعة وادي الهجر.. صرخة للتغيير

إن فاجعة وفاة الشبان الثلاثة في حادث تدهور مؤلم في وادي الهجر، لم تكن مجرد قصة حزن محلية، بل رسالة تحذيرية بأن الأرواح أغلى من أن تُترك لمصير مجهول على طرق لا تملك الحد الأدنى من الأمان.

اليوم، وبعد هذا الحادث المفجع، يبقى السؤال: هل نحتاج إلى المزيد من الأرواح التي تُزهق حتى نعيد النظر في البنية التحتية لمناطقنا الجبلية؟ أم أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات عملية لحماية الأرواح الغالية؟

رحم الله الشبان الثلاثة، وجعل مثواهم الجنة، وألهم ذويهم ومحبيهم الصبر والسلوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى