ما هو يوم فن الطبخ المستدام 2025؟ ولماذا أصبح محورًا عالميًا؟
في عالم يعاني من أزمات بيئية متفاقمة وتغيرات مناخية تهدد توازن الكوكب، لم يعد فن الطهو مجرد وسيلة لتقديم الطعام، بل أصبح رسالة ثقافية وبيئية واقتصادية. في هذا السياق، يحتفل العالم في 18 يونيو من كل عام بـيوم فن الطبخ المستدام، وهي مناسبة عالمية تهدف إلى نشر الوعي حول العلاقة بين الطهي والحفاظ على الموارد الطبيعية والحد من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن ممارسات غذائية خاطئة.
ما هو يوم فن الطبخ المستدام؟
فن الطبخ المستدام، أو الطهو الواعي، هو مفهوم حديث يعكس وعياً بيئياً متزايداً. ويُعنى هذا الفن بكل ما يتعلق بإعداد الطعام بدءاً من اختيار المكونات ووصولاً إلى طريقة الطهي والتقديم، مع التركيز على تقليل الهدر واستخدام الموارد المحلية بشكل مسؤول.
بحسب ما أكد مصدر رسمي في وزارة البيئة، فإن مفهوم الطبخ المستدام يشمل:
- عدم الإفراط في استخدام المياه أو الطاقة أثناء الطهي.
- تقليل النفايات الغذائية وإعادة استخدام المكونات.
- اختيار مكونات من مصادر مستدامة ومحلية.
- التقليل من الاعتماد على اللحوم عالية الانبعاثات الكربونية.
- الابتكار في تقديم الأطباق بطريقة تحترم البيئة والصحة العامة.
متى يحتفل العالم بـ يوم فن الطهو المستدام؟
يُصادف يوم فن الطبخ المستدام سنويًا في 18 يونيو/حزيران ، وقد تم اعتماده كمناسبة دولية تعكس التزام الأمم المتحدة ومنظماتها المعنية، وخاصة منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، في نشر مفاهيم الاستدامة الغذائية. في عام 2025، يتزامن هذا اليوم مع يوم الأربعاء، وسط دعوات واسعة لتنظيم أنشطة تعليمية وتفاعلية تسلط الضوء على أهمية الطهو الواعي بيئيًا.
مبادئ الفاو الخمسة للزراعة المستدامة
أشارت مصادر بيئية إلى أن مفهوم الطهو المستدام يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمبادئ الزراعة المستدامة التي وضعتها منظمة الفاو. وتشمل هذه المبادئ:
- تحسين كفاءة استخدام الموارد.
- الحفاظ على الموارد الطبيعية الحيوية.
- تعزيز نظم الزراعة المرنة والقدرة على التكيف.
- العمل الجماعي في المجتمعات المحلية لتحقيق العدالة الاجتماعية.
- تطبيق سياسات مؤسسية تدعم استدامة الغذاء.
هذه المبادئ تشكل الإطار المرجعي لفهم الطهو المستدام، باعتباره امتداداً لزراعة وصيد وإنتاج غذائي لا يضر بالبيئة ولا يُسرف في استخدام الموارد.
علاقة الطبخ بالتغير المناخي
قد تبدو العلاقة بين المطبخ وتغير المناخ غير مباشرة، لكن الدراسات الحديثة تؤكد أن طريقة استهلاكنا وإعدادنا للطعام تؤثر مباشرة على الانبعاثات الكربونية العالمية.
من أبرز المؤثرات:
- إهدار الطعام، الذي يتسبب في إنتاج غازات دفيئة عند تحلله.
- استخدام الأفران والمواقد التي تستهلك طاقة غير متجددة.
- نقل الأطعمة لمسافات طويلة مما يستهلك وقوداً ويزيد الانبعاثات.
دور النشطاء البيئيين في تعزيز المفهوم
ساهم النشطاء البيئيون بشكل كبير في نشر مفهوم الطهو المستدام، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والورش المجتمعية. وقد طالبوا بأن لا يقتصر الأمر على يوم رمزي، بل أن يتحول إلى ثقافة يومية تمارس في البيوت والمطاعم والمدارس.
وفي تصريح خاص لـ “اليوم السابع”، شدد مصدر من وزارة البيئة على أن فن الطهو لم يعد ترفاً، بل ضرورة بيئية ترتبط بمصير الكوكب. وأضاف: “الوعي بأصل المكونات وكيفية تحضير الطعام هو بداية لتغيير حقيقي في علاقتنا مع الأرض”.
فعاليات يوم فن الطبخ المستدام 2025
تتنوع الفعاليات المخطط لها هذا العام لتشمل:
- ورش عمل للطهي باستخدام المكونات المحلية فقط.
- محاضرات بيئية في الجامعات حول علاقة الغذاء بالتغير المناخي.
- تنظيم مسابقات بين الطهاة لتحضير أطباق مستدامة بدون إهدار.
- معارض للتوعية بكيفية حفظ الطعام وإعادة تدويره.
- ندوات إلكترونية عبر Zoom وYouTube لتعزيز الوعي العالمي بالمناسبة.
كيف يمكن للجميع المشاركة؟
ليست المشاركة في هذا اليوم حكرًا على الطهاة أو المتخصصين في البيئة. إليك بعض الطرق البسيطة التي يمكن لأي فرد القيام بها:
- طهو وجبة منزلية باستخدام المكونات الموسمية فقط.
- تقليل كمية الطعام المهدور خلال اليوم.
- التبرع بالفائض الغذائي للجمعيات الخيرية.
- نشر وصفات مستدامة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
فن الطهو المستدام في العالم العربي
رغم أن المفهوم لا يزال جديدًا نسبيًا في المنطقة العربية، إلا أن هناك تجارب لافتة في دول مثل لبنان والمغرب وتونس، حيث تم إدماج مفاهيم الطهو الواعي في مناهج الطهي ومهرجانات الغذاء.
كما أطلقت بعض الجمعيات البيئية في مصر حملات لتوعية ربات البيوت بأساليب الطبخ الموفرة للمياه والطاقة، مما يساهم في تقليل الأثر البيئي للأنشطة اليومية.
مستقبل فن الطهو المستدام
يتوقع خبراء البيئة أن يكون فن الطهو المستدام جزءًا لا يتجزأ من مستقبل الطهي. مع تصاعد القلق من التغير المناخي، سيصبح للطباخين والطهاة دور محوري في قيادة التحول نحو ممارسات غذائية صديقة للبيئة. وقد نرى في المستقبل القريب:
- مطاعم تقدم فقط أطباقًا مستدامة.
- منصات تعليمية للطهو البيئي.
- علامات تجارية تعتمد على الإنتاج الأخضر بالكامل.
الخاتمة: وجبة اليوم.. مستقبل الأرض
في نهاية المطاف، يمثل يوم فن الطبخ المستدام فرصة ثمينة للتأمل في عاداتنا الغذائية، ليس فقط لنحافظ على صحتنا، بل لنحمي كوكبنا أيضًا. فكل وجبة نعدها بطريقة مسؤولة، هي خطوة صغيرة نحو بيئة أكثر استدامة، وغدٍ أكثر إشراقًا.