نيمبوس: ما هو؟ أعراضه، طرق علاجه، وسبل الوقاية من المتحور الجديد لفيروس كورونا 2025؟
مع عودة النقاشات العالمية حول فيروس كورونا إلى الواجهة، ظهر على الساحة متحور جديد يثير قلق خبراء الصحة والباحثين حول العالم، يُعرف باسم نيمبوس، أو علمياً بـ NB.1.8.1.
ظهر هذا المتحور لأول مرة في المملكة المتحدة، وسرعان ما بدأ يُرصد في عدة دول أخرى، ما دفع منظمة الصحة العالمية لوضعه تحت التصنيف “قيد المراقبة”.
لكن ما هو متحور نيمبوس تحديدًا؟ ولماذا يثير كل هذا القلق؟ وهل تختلف أعراضه عن متحورات كورونا السابقة؟ ما مدى فعالية اللقاحات الحالية ضده؟ وهل نحن على أبواب موجة جديدة من الفيروس؟ إليك التحليل الكامل من خلال هذا التقرير الشامل.
ما هو متحور نيمبوس NB.1.8.1؟
نيمبوس هو أحد المتحورات الفرعية لفيروس SARS-CoV-2، وهو ينحدر من سلالة أوميكرون، لكنه يحتوي على طفرات إضافية في بروتين “سبايك” الذي يُستخدم لدخول خلايا الجسم. هذه الطفرات تمنحه قدرة محتملة على التهرب المناعي بشكل أكبر من المتغيرات السابقة، مع سرعة انتشار أعلى في بعض الحالات.
اكتُشف لأول مرة في إنجلترا، وسُجلت حتى اللحظة 13 حالة مؤكدة به، لكن خبراء وكالة الأمن الصحي البريطانية (UKHSA) يعتقدون أن العدد الفعلي قد يكون أكبر بكثير، نظرًا لتراجع معدلات الفحص المجتمعي مقارنة بذروة الجائحة.
أعراض متحور نيمبوس.. ما الجديد؟
حتى الآن، لا تظهر على المصابين بـ نيمبوس أعراض مختلفة بشكل كبير عن الأعراض المعروفة لسلالات أوميكرون، وتشمل:
- ارتفاع في درجة الحرارة (الحمى)
- تعب عام وإرهاق شديد
- آلام في العضلات والمفاصل
- احتقان في الحلق أو بحة في الصوت
- صداع متكرر
- سعال جاف أو مصحوب ببلغم
- أعراض تنفسية خفيفة إلى متوسطة
لكن ما يقلق الخبراء هو أن هذه الأعراض قد تبدو “بريئة” في بدايتها، مما يدفع البعض لاعتبارها نزلة برد عادية أو التهابًا موسميًا، ما يُسهّل انتشار العدوى دون وعي.
مستوى العدوى.. هل نيمبوس أكثر شراسة؟
بحسب الدكتور لورنس يونغ، أستاذ علم الفيروسات في جامعة ورك البريطانية، فإن نيمبوس يتمتع بقدرة أعلى على إصابة الخلايا من المتغيرات السابقة. وتشير الدراسات الأولية إلى أنه قد يتفلت جزئيًا من المناعة الناتجة عن اللقاحات أو العدوى السابقة.
ومع دخول فصل الصيف وعودة التجمعات العامة والسفر، يتوقع الخبراء موجة إصابات جديدة في أواخر يونيو وبداية يوليو 2025، خصوصًا مع انخفاض الالتزام بالإجراءات الوقائية.
فعالية اللقاحات ضد نيمبوس
لقاحات كوفيد المتوفرة حاليًا طُوّرت بالأساس لمواجهة متحورات أوميكرون السابقة، ومع التطور المستمر في الفيروس، أصبح من الضروري تحديث تركيبة اللقاحات بشكل دوري.
حتى اللحظة، لا توجد دراسات واسعة تؤكد مدى فعالية اللقاحات ضد نيمبوس، لكن البيانات المبكرة تُشير إلى أن الحاصلين على جرعات معززة، خصوصًا كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، كانوا أقل عرضة للدخول إلى المستشفيات بنسبة تزيد عن 40% مقارنة بغير المطعّمين.
طرق علاج متحور نيمبوس
لا يختلف بروتوكول العلاج حاليًا عن المتبع في حالات أوميكرون، ويشمل:
- عزل المصاب في المنزل لمدة 5 إلى 7 أيام
- تناول خافضات الحرارة مثل الباراسيتامول
- شرب كميات كافية من السوائل
- أخذ أدوية السعال ومضادات الاحتقان إن لزم الأمر
- استخدام الأدوية المضادة للفيروسات مثل باكسلوفيد للحالات ذات الخطورة
ينصح الخبراء بتجنب استخدام المضادات الحيوية إلا في حال وجود عدوى بكتيرية ثانوية مؤكدة، نظرًا لعدم فعاليتها في مكافحة الفيروسات.
من هم الأكثر عرضة للخطر؟
بحسب الهيئات الصحية البريطانية، فإن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات نيمبوس تشمل:
- كبار السن (فوق 65 سنة)
- سكان دور الرعاية
- مرضى القلب والرئة والسكري
- الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة
- النساء الحوامل
لهذه الفئات، يُوصى بالحصول على جرعات معززة من اللقاح بشكل فوري، والالتزام بإجراءات الوقاية الشخصية مثل الكمامة والتباعد الاجتماعي.
هل نيمبوس خطر عالمي؟
رغم أن رصده بدأ في بريطانيا، إلا أن متحور نيمبوس بدأ ينتشر في الصين، سنغافورة، هونغ كونغ، وأجزاء من أمريكا اللاتينية. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن نيمبوس يشكل اليوم 10.7% من الإصابات العالمية، مقارنة بـ 2.5% فقط قبل شهر.
هذا التضاعف السريع في نسبته يعكس قدرته العالية على الانتقال، وهو ما يجعل المتخصصين يتابعونه عن كثب لتقييم ما إذا كان سيتحول إلى متحور مهيمن أو لا.
طرق الوقاية من نيمبوس
للوقاية من متحور نيمبوس، يُوصي الخبراء بالخطوات التالية:
- الحصول على الجرعة المعززة من اللقاح إذا كنت مؤهلاً
- الابتعاد عن الأماكن المزدحمة في حال وجود أعراض تنفسية
- استخدام الكمامة في وسائل النقل والأماكن المغلقة
- الاهتمام بتعقيم اليدين باستمرار
- عدم المصافحة أو التقبيل في اللقاءات الاجتماعية
- التوجه لإجراء اختبار في حال ظهور أعراض مشابهة للبرد
كما تؤكد وزارة الصحة البريطانية أن العودة للتدابير الوقائية البسيطة قد يُحدث فرقًا كبيرًا في السيطرة على أي موجة قادمة.
وفيات كورونا لا تزال قائمة
رغم انحسار التغطية الإعلامية، لا يزال فيروس كورونا يوقع ضحايا، خصوصًا بين الفئات الهشة. ففي مايو 2025 فقط، سجلت بريطانيا أكثر من 300 وفاة مرتبطة بكورونا، مما يُعد تذكيرًا بأن المرض لم ينتهِ تمامًا.
التركيز الإعلامي على انتهاء الجائحة لا يعني زوال الخطر، بل يدعو إلى استمرار الوعي المجتمعي واتخاذ القرارات الصحية بناءً على المعرفة لا الاستسهال.
كلمة أخيرة
قد لا يكون متحور نيمبوس هو نهاية الطريق، لكن ظهوره يذكّرنا بأن الفيروس يتغير باستمرار، وأن التعامل معه يجب أن يكون مرنًا ومستندًا إلى العلم. الوقاية لا تزال هي السلاح الأقوى، والتطعيم لا يزال هو الحائط الأول للدفاع.
في ظل عالم سريع الحركة ومليء بالتحديات، تبقى الصحة العامة مسؤولية جماعية. نيمبوس ليس مجرد اسم جديد في سجل كورونا، بل دعوة جديدة للاستعداد والتحرك بحكمة.