من هو عبدالرحمان أمسيدر ويكيبيديا وسيرته الكاملة بعد تعيينه رسميًا: من مدير مدرسة عليا إلى رئيس جامعة
في خطوة مفاجئة أعادت ترتيب المشهد الأكاديمي المغربي، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار يوم 10 يونيو 2025 عن تعيين الدكتور عبدالرحمان أمسيدر رئيسًا بالنيابة لجامعة ابن زهر، إحدى أعرق الجامعات المغربية وأكثرها اتساعًا من حيث التغطية الجغرافية وعدد الطلبة.
جاء هذا التعيين بعد إعفاء الدكتور عزيز بن ضو من مهامه دون توضيح رسمي من الوزارة حول خلفيات القرار، ما أثار الكثير من التساؤلات في الأوساط الجامعية، وجعل اسم “أمسيدر” يتصدر العناوين بوصفه الأكاديمي الذي تولى المسؤولية في ظرف حرج.
من هو عبدالرحمان أمسيدر ويكيبيديا السيرة الذاتية؟
عبدالرحمان أمسيدر هو شخصية أكاديمية مغربية بارزة، من مواليد مدينة آيت إيعزة، ويُعرف بانخراطه في قضايا التعليم العالي والتكوين الجامعي، إضافة إلى كونه واحدًا من الأسماء التي اشتغلت على تقاطع التكنولوجيا والمجتمع في أبحاثه الأكاديمية.
يشغل منذ عام 2021 منصب مدير المدرسة العليا للتربية والتكوين بأكادير، المؤسسة التابعة لجامعة ابن زهر، وقد استطاع من خلال هذا المنصب أن يثبت قدرته على التسيير الفعّال، وتطوير الهيكلة البيداغوجية، مما جعله محل ثقة في محيطه الجامعي، ومكّنه من إدارة ملفات معقدة بحكمة وشفافية.
سيرة ومسار أكاديمي حافل
إلى جانب منصبه الإداري، يشغل أمسيدر عضوية في اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، ما يُبرز اهتمامه بالبعد الحقوقي، والانفتاح على القضايا المجتمعية. كما يعمل منذ عام 2018 كخبير تقييم معتمد لدى المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، وهو ما يبرز مكانته العلمية على المستوى الوطني.
تركّز أبحاثه في مجالات متعددة تلتقي في نقطتين أساسيتين: التحول الرقمي والمجتمع، والتقنيات الاتصالية الحديثة. وقد نُشرت له العديد من المقالات والأوراق العلمية المحكمة، وشارك في مؤتمرات وطنية ودولية تناولت العلاقة بين الإعلام الرقمي والتكوين الأكاديمي.
تعيينه المفاجئ والتحديات المنتظرة
قرار تعيين أمسيدر رئيسًا بالنيابة لجامعة ابن زهر جاء مفاجئًا من حيث التوقيت، لكنه متوقع من حيث الكفاءة. فالجامعة تعاني من تحديات عدة، أبرزها:
- التوسع الجغرافي الكبير مقابل محدودية البنية التحتية.
- ارتفاع عدد الطلبة وتنوع التخصصات.
- ضعف التمويل البحثي مقارنة بالجامعات الكبرى في الرباط والدار البيضاء.
- تزايد المطالب الطلابية والاجتماعية.
- لذا، فإن المرحلة الانتقالية التي سيقودها الدكتور أمسيدر ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدراته على إدارة مؤسسة جامعية بهذه الضخامة.
ردود الفعل الأكاديمية والإعلامية
سارعت العديد من الهيئات الطلابية وأطر التدريس إلى الترحيب بتعيين أمسيدر، معتبرين أن “الرجل المناسب وُضع في المكان المناسب”. كما عبّر أساتذة الجامعة عن أملهم في أن يكون هذا التغيير مدخلًا حقيقيًا للإصلاح الجامعي من الداخل، بعيدًا عن الشعارات الشكلية.
في المقابل، رأت بعض الأصوات أن التعيين “مؤقت بطبيعته”، ويجب أن يُتبع بمسطرة شفافة لاختيار الرئيس الدائم للجامعة، وفقًا لمعايير الكفاءة والجدارة وليس الولاء أو العلاقات السياسية.
رؤية عبد الرحمان أمسيدر لإصلاح الجامعة
في لقاء سابق، أكد أمسيدر أن الجامعة المغربية “لم تعد مجرد فضاء للتلقين، بل فضاء لصناعة التفكير وتكوين المواطن القادر على مواجهة تحديات المستقبل”. هذه النظرة التقدمية تُظهر فهماً عميقاً لدور الجامعة كقاطرة للتنمية البشرية والاجتماعية.
ومن بين أبرز ملامح رؤيته:
- تعزيز البحث العلمي التطبيقي الذي يخدم التنمية الجهوية.
- تطوير الشراكات مع الفاعلين الاقتصاديين.
- تشجيع الابتكار وريادة الأعمال الطلابية.
- ترسيخ الحوكمة الرشيدة داخل هياكل الجامعة.
عبدالرحمان أمسيدر.. رجل المرحلة بامتياز؟
الظروف التي تحيط بجامعة ابن زهر حاليًا تفرض وجود قيادة هادئة، براغماتية، ومتوازنة. ويبدو أن الدكتور أمسيدر يجمع هذه الصفات. فهو ليس من أصحاب الحضور الإعلامي الصاخب، لكنه في الوقت ذاته فاعل نشط على المستوى المهني والأكاديمي.
وجوده على رأس الجامعة في هذه المرحلة، ولو بشكل مؤقت، يمنح فرصة حقيقية لإحداث تحول تدريجي في الأداء، خاصة إذا تم دعمه من طرف الوزارة والجهات الوصية، وتمكينه من الصلاحيات الضرورية للتنفيذ.
هل يبقى في المنصب بشكل دائم؟
وفقًا لمصادر إعلامية، من المنتظر أن تُفتح قريبًا مسطرة تعيين الرئيس الجديد للجامعة وفقًا للإجراءات القانونية. ومع ذلك، فإن احتمالية ترشيح الدكتور أمسيدر للمنصب بشكل دائم تظل قائمة بقوة، خصوصًا إذا أثبت كفاءة استثنائية خلال هذه الفترة الانتقالية.
عائلة ودعائم اجتماعية
بعيدًا عن العمل، يُعرف عن عبدالرحمان أمسيدر ارتباطه الوثيق بعائلته، وحفاظه على جذوره الثقافية الأمازيغية. وهو متزوج ويعيش حياة مستقرة، ويُعرف بدماثة خلقه وعلاقاته الواسعة في المجتمع الأكاديمي والمجتمع المدني.
خاتمة: ما بعد التعيين؟
الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تقييم أداء عبدالرحمان أمسيدر كرئيس بالنيابة لجامعة ابن زهر. فبين تطلعات الأساتذة، وآمال الطلبة، والضغوط الإدارية، يقف هذا الأكاديمي المغربي على مفترق طرق. وإذا نجح في التوفيق بين الطموح والإمكانيات، فقد لا يكون هذا التعيين المؤقت سوى تمهيد طبيعي لتكريس قيادة أكاديمية مستحقة ودائمة.