الإفراج عن حميدان التركي رسميًا.. وموعد عودته إلى السعودية

شهدت الساحة السعودية خلال الساعات الماضية تفاعلًا واسعًا بعد الإعلان عن الإفراج الرسمي عن المواطن حميدان بن علي التركي من أحد سجون ولاية كولورادو الأمريكية، في خطوة طال انتظارها منذ سنوات.

الإفراج بعد 19 عامًا من السجن

بعد نحو 19 عامًا قضاها خلف القضبان، أعلنت أسرة حميدان التركي الإفراج عنه رسميًا، مع نقله إلى مركز احتجاز تابع لإدارة الهجرة والجمارك الأمريكية، تمهيدًا لإكمال إجراءات الترحيل إلى المملكة العربية السعودية.

وأعربت الأسرة في بيان رسمي نُشر عبر منصة “إكس” عن خالص شكرها وامتنانها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لما قدّماه من دعم ورعاية طوال فترة احتجازه، والتي امتدت لما يقرب من عقدين.

دور القيادة السعودية والسفارة في واشنطن

ثمّنت أسرة حميدان التركي الجهود الكبيرة التي بذلتها القيادة السياسية، والمساندة المستمرة من قبل سفارة المملكة في واشنطن، بقيادة الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، والتي واكبت القضية بتفاصيلها الدقيقة على مدار السنوات الماضية.

وأكد البيان أن ما تحقق من انفراج في القضية هو نتاج مباشر للدعم الرسمي السعودي، والتكاتف الشعبي والإعلامي، الذي وقف إلى جانب الأسرة منذ اللحظة الأولى وحتى لحظة الإفراج.

من هو حميدان التركي؟

حميدان بن علي التركي هو مواطن سعودي وُلد عام 1969، وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر التسعينيات بغرض الدراسة. كان طالبًا في جامعة دنفر بولاية كولورادو، حيث أُكمل دراسته العليا هناك.

في نوفمبر من العام 2004، اعتُقل التركي لأول مرة، ثم أُعيد اعتقاله في 2005، على خلفية اتهامات تتعلق بمعاملة خادمته الإندونيسية. ورغم نفيه المستمر لهذه التهم، صدر ضده حكم في 2006 بالسجن لمدة 28 عامًا، خُففت لاحقًا إلى 8 سنوات بعد مراجعة العقوبة.

القضية التي شغلت الرأي العام

طوال سنوات اعتقاله، أثارت قضية حميدان التركي اهتمامًا واسعًا داخل المملكة وخارجها، حيث تم تداول تفاصيلها في وسائل الإعلام العربية والدولية.

واعتبرها كثيرون قضية إنسانية وسياسية معقدة، خصوصًا في ظل ما اعتبروه خللاً في إجراءات المحاكمة، وغياب العدالة في التهم الموجهة إليه.

كما كانت هناك جهود شعبية ضخمة تمثلت في حملات تضامن، ومطالبات متكررة بالإفراج عنه أو نقله لقضاء عقوبته في المملكة.

نقله إلى مركز ترحيل تابع للهجرة

بعد قرار الإفراج عنه، تم نقل حميدان التركي من سجن كولورادو إلى مركز احتجاز تابع لإدارة الهجرة، وهي المرحلة الأخيرة التي تسبق الترحيل الرسمي لأي شخص أجنبي يُفرج عنه بعد فترة سجن طويلة.

وأكدت مصادر قانونية أن السلطات الأمريكية بدأت فعليًا في الإجراءات الإدارية اللازمة لإعادة التركي إلى بلاده، والتي تشمل التواصل مع السلطات السعودية، واستكمال المتطلبات اللوجستية.

موعد عودة حميدان التركي إلى السعودية

حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم يُعلن بشكل رسمي عن موعد وتاريخ عودة حميدان التركي إلى المملكة العربية السعودية. ومع ذلك، فإن نقله إلى مركز تابع للهجرة يشير إلى أن الترحيل قد يتم خلال فترة وجيزة، وقد لا يتجاوز أسابيع معدودة.

وأكدت مصادر مطلعة أن موعد العودة مرتبط بانتهاء الإجراءات التنسيقية بين الحكومتين الأمريكية والسعودية، والتي تتطلب بعض الوقت لاستيفاء كافة المتطلبات القانونية والدبلوماسية.

ردود الفعل على الإفراج

اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الفرح والترحيب، حيث تصدّر وسم “#حميدان_التركي” الترند في المملكة، وسط دعوات شعبية لاستقباله استقبال الأبطال، واعتبار الإفراج انتصارًا للعدالة.

كما أعادت شخصيات عامة ووسائل إعلام بارزة تسليط الضوء على ما وصفوه بـ”معاناة رجل دفع ثمن تهم لم تثبت عليه”، معتبرين أن هذه الخطوة تأتي كإنصاف متأخر، لكنها مطلوبة.

الجانب الإنساني في القصة

إلى جانب الأبعاد القانونية والسياسية، لم تغب القصة الإنسانية عن الواجهة، حيث تحدث أفراد الأسرة مرارًا عن معاناتهم طوال فترة احتجازه، مؤكدين أن سنوات الفقد والانقطاع كانت ثقيلة على الأبناء.

وأشاروا إلى أن خبر الإفراج مثلّ “عودة الروح” للعائلة، التي باتت تنتظر لحظة اللقاء في أرض الوطن بفارغ الصبر.

ماذا بعد الإفراج؟

من المتوقع أن يخضع حميدان التركي بعد عودته إلى فترة تقييم صحي وطبي، وقد يلتقي بمسؤولين في الدولة تقديرًا لقضيته، ولتقديم الدعم النفسي والأسري اللازم بعد فترة طويلة من الغياب القسري.

ورغم الإفراج، قد تستمر المتابعة القانونية لبعض الملفات المتعلقة بقضيته، سواء داخل الولايات المتحدة أو ضمن أطر العلاقات الثنائية.

ختاما:

قصة حميدان التركي تختزل الكثير من المعاني والدروس؛ من صبر العائلة، إلى تماسك الدولة، ومن التأثير الشعبي، إلى أهمية الضغط الحقوقي والدبلوماسي.

وبينما يبقى الجميع في انتظار موعد عودته الرسمي، فإن لحظة الإفراج وحدها كانت كفيلة بإعادة الأمل، وفتح صفحة جديدة لرجل غاب عن وطنه 19 عامًا، لكنه لم يُنسَ يومًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى