من هي الدكتورة عبلة المرزوق؟ ولماذا سميت ب سندريلا المرقاب

في ظل تصاعد الاهتمام بالشخصيات النسائية المؤثرة في الخليج، يبرز اسم الدكتورة عبلة المرزوق كواحدة من الرائدات اللاتي تركن بصمة لا تُنسى في التاريخ الوطني والاجتماعي والطبي للكويت. فمن هي هذه السيدة التي ارتبط اسمها بالشجاعة والإخلاص والعمل الإنساني؟

ولادة ونشأة استثنائية

ولدت الدكتورة عبلة خلف سعد المرزوق في الكويت عام 1956، ونشأت في بيئة كويتية محافظة في منطقة المرقاب، الأمر الذي منحها لقبها الشعبي الشهير “سندريلا المرقاب”. ومنذ نعومة أظافرها، أظهرت اهتمامًا بالغًا بالعلم والعمل الخيري، وهو ما دفعها إلى الالتحاق بمجال الطب في مرحلة مبكرة من حياتها.

رحلة علمية ومهنية متميزة

درست الطب وتخصصت في مجال الجراحة والعناية المركزة، لتصبح لاحقًا واحدة من الطبيبات الرائدات في الكويت في هذا المجال. عملت في عدد من المستشفيات الحكومية وساهمت في تطوير آليات الرعاية الصحية، خصوصًا في أقسام الطوارئ والعناية الحرجة. وامتازت برؤيتها الإنسانية للطب، حيث كانت ترى في كل مريض إنسانًا يستحق الرعاية الكاملة والاهتمام.

دور بطولي خلال الغزو العراقي للكويت

برزت الدكتورة عبلة المرزوق بشكل استثنائي خلال الغزو العراقي للكويت عام 1990. ففي وقت هرب فيه الكثيرون من أتون الحرب، بقيت عبلة صامدة، تقدم الدعم الطبي والمعنوي للمتضررين. رفضت مغادرة البلاد رغم المخاطر، وأسهمت في إسعاف الجرحى، وتقديم الخدمات الصحية في ظروف شديدة القسوة.

هذا الدور جعلها من الرموز الوطنية التي تُذكر بكل فخر في تاريخ المقاومة المدنية، وكانت قدوة للكثير من النساء والشباب الذين آمنوا بأهمية البقاء من أجل الوطن.

لماذا سميت الدكتورة عبلة بسندريلا المرقاب

عرفت الناشطة الكويتية الراحلة عبلة المرزوق بلقب “سندريلا المرقاب”، لما قدمته من إسهامات مؤثرة في خدمة المجتمع وتعزيز القيم الوطنية، لا سيما خلال فترة الغزو العراقي للكويت. فقد تجلت شجاعتها في مواقف بطولية خلدها التاريخ، جعلت منها رمزًا للمقاومة والتفاني في حب الوطن.

الناشطة الاجتماعية والمثقفة الوطنية

لم يكن حضور عبلة المرزوق مقتصرًا على المشهد الطبي فحسب، بل كانت أيضًا ناشطة اجتماعية بارزة. شاركت في عشرات المبادرات الوطنية التوعوية، وركزت على قضايا تمكين المرأة، وتعزيز القيم الوطنية في الأجيال الشابة.

تميزت بطرحها المتوازن وولائها المطلق للكويت، وكانت تربطها علاقة عاطفية وثيقة بالسعودية، حيث اشتهرت بمقولتها الشهيرة: “أنا كويتية وأحب السعودية”، في إشارة إلى عمق الروابط الخليجية.

الحضور الإعلامي والتأثير الثقافي

كانت للدكتورة عبلة المرزوق إطلالات إعلامية متميزة في البرامج الحوارية والندوات الوطنية، حيث كانت تشارك بآرائها حول القضايا الاجتماعية والصحية. وكانت من الأصوات التي تدعو إلى الوحدة الخليجية، وتحذر من التفكك المجتمعي.

وفاتها وخسارة وطنية كبيرة

في يونيو 2025، نُقل خبر وفاة الدكتورة عبلة المرزوق عن عمر ناهز 68 عامًا، وسط موجة من الحزن العام في الكويت ودول الخليج. ونعى الآلاف رحيلها، مؤكدين أن غيابها ترك فراغًا يصعب تعويضه.

تركت خلفها إرثًا من العمل الوطني والإنساني، وسيرة زاخرة بالإنجازات والمواقف المشرفة التي سيتذكرها التاريخ الكويتي طويلاً.

خاتمة
الدكتورة عبلة المرزوق لم تكن مجرد طبيبة أو ناشطة، بل كانت امرأة استثنائية جسدت في حياتها معاني الشجاعة والعطاء والولاء. اسمها سيظل محفورًا في ذاكرة الكويت، وقصتها مصدر إلهام لكل من يسعى لصناعة الفرق في حياة الآخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى