مطار مدريد يتحوّل إلى مأوى للمشردين في 2025.. أزمة سكن تتفاقم
تفاقمت أزمة السكن في العاصمة الإسبانية مدريد إلى حد أن مطار المدينة الدولي باراخاس تحول إلى مأوى فعلي للمشردين، في ظاهرة سلطت الضوء على معاناة عشرات العاملين الأجانب الذين لا يكفيهم دخلهم لتأمين سقف يقيهم برد الليل.
421 شخصًا ينامون في مطار مدريد
بحسب دراسة حديثة، قضى نحو 421 شخصًا على الأقل ليلة واحدة في محطات مطار مدريد خلال شهر مارس 2025. وتشير الأرقام إلى أن 78% من هؤلاء من الرجال، وغالبيتهم من الأجانب، وأن 50% منهم ينامون في المطار منذ أكثر من 6 أشهر.
ارتفاع الإيجارات.. السبب الرئيسي
ارتفعت أسعار الإيجارات في مدريد بشكل غير مسبوق، حيث ارتفع إيجار شقة بمساحة 60 مترًا مربعًا من 690 يورو إلى نحو 1300 يورو خلال عقد واحد. هذا الارتفاع دفع العديد من محدودي الدخل، ومن بينهم من يملكون وظائف، إلى النوم في المطار لعدم قدرتهم على دفع الإيجار.
قصة فيكتور فرناندو ميسا
من بين هؤلاء فيكتور فرناندو ميسا، عامل بيروفي يبلغ من العمر 45 عامًا. رغم أنه يعمل في نقل الأثاث، إلا أن دخله لا يتيح له استئجار مسكن. ويفضل النوم في مطار مدريد، حيث يصل قبل الساعة التاسعة مساءً ليتفادى التفتيش الأمني.
ميسا يقول: نريد فقط أن نُترك وشأننا. نريد أن نُعامل كبشر، لا كحيوانات
. وأضاف أن هناك من يتسبب في المشاكل مثل المدمنين على الكحول، لكن الأغلبية تحترم المكان وتحافظ على الهدوء.
إدارة المطار ترد
شركة أيينا المشغلة للمطار نفت تحويل المطار إلى مأوى، مؤكدة أن محطاته ليست معدّة لإيواء مئات المشردين. لكنها تواجه أزمة مماثلة في مطارات أخرى مثل برشلونة، بالما دي مايوركا، وجزر الكناري.
نظرة احتقار.. وشعور بالتمييز
يشكو عدد من من ينامون في المطار من نظرات احتقار وتمييز عنصري، ويؤكد البعض أن هذا يدفعهم للتفكير بالعودة إلى بلادهم. يقول ميسا: أفكر بالعودة إلى البيرو بعد سنوات قليلة من العمل هنا
.
مواجهة سياسية بلا حلول
تتبادل الحكومة المركزية ممثلة في شركة أيينا، وبلدية مدريد التي يديرها الحزب الشعبي المحافظ، الاتهامات حول المسؤولية. حيث تؤكد أيينا أن البلدية مسؤولة عن الرعاية الاجتماعية، بينما ترى البلدية أن الحكومة تتحمل العبء لأنها تشرف على الهيئة.
وقد تم التعاقد مع شركة استشارية خارجية لإجراء إحصاء دقيق لحالة المشردين في المطار، ومن المتوقع أن تصدر نتائج الدراسة في نهاية يونيو 2025.
خاتمة
ما يجري في مطار مدريد يعكس أزمة أوسع في السكن داخل إسبانيا، خصوصًا في المدن الكبرى. وبينما يطلب البعض المساعدة، يؤكد آخرون أن كل ما يريدونه هو أن يُتركوا بسلام
، في انتظار يوم يمكنهم فيه استعادة كرامتهم ومكانتهم كمواطنين عاملين لا يستحقون أن يبيتوا على مقاعد المطار.