أسعار الأضاحي في فلسطين 2025: العيد حاضر… والقدرة على الذبح غائبة
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك لعام 2025، تكتسي أجواء فلسطين بالحزن والأسى بدلًا من الفرح المعتاد، ليس فقط بسبب العدوان المتواصل على قطاع غزة وتبعات الحرب، بل أيضًا بسبب الواقع الاقتصادي الصعب الذي يُخيم على مدن الضفة الغربية. وفي قلب هذه الظروف، يعود السؤال المُرّ عامًا بعد عام: هل يستطيع المواطن الفلسطيني هذا العام تأمين أضحية لعائلته؟ وهل يمكن الحديث عن عيد دون القدرة على تنفيذ شعائره الأساسية؟
في هذا السياق، تبرز أسعار الأضاحي في فلسطين 2025 كأحد أبرز التحديات أمام العائلات الفلسطينية، حيث شهدت ارتفاعًا كبيرًا في ظل ضعف القدرة الشرائية وانخفاض مستويات الدخل وغياب الدعم الرسمي والدولي.
واقع اقتصادي ينعكس على أسعار الأضاحي في فلسطين 2025
تشير المؤشرات الاقتصادية إلى أن أسعار الأضاحي في فلسطين 2025 ارتفعت بنسبة تفوق 40% مقارنة بالأعوام السابقة. ويعود ذلك إلى عدة عوامل أبرزها:
- استمرار العدوان الإسرائيلي وما خلفه من دمار اقتصادي.
- ارتفاع أسعار الأعلاف عالميًا وتكلفة النقل.
- فقدان أكثر من 250 ألف عامل فلسطيني لوظائفهم، خاصة في إسرائيل.
- ضعف القدرة الشرائية لدى الموظفين في القطاعين العام والخاص.
- غياب أي تدخل حكومي فعّال لضبط أسعار السوق.
وبحسب وزارة الزراعة الفلسطينية، فإن السوق المحلي يضم قرابة 770 ألف رأس من الأغنام، لكن ما هو متاح فعليًا للذبح يتراوح بين 140 إلى 160 ألف رأس فقط، مما يرفع من الطلب ويزيد الضغط على الأسعار.
أسعار الأضاحي في فلسطين 2025: ارتفاع غير مسبوق
ارتفعت أسعار الأضاحي في فلسطين 2025 إلى مستويات غير مسبوقة، لتتراوح في الضفة الغربية بين 700 و1050 دولارًا للخروف الواحد، أي ما يعادل 750 دينارًا أردنيًا في بعض الأسواق، بمتوسط سعر بلغ حوالي 850 دولارًا.
جدول توضيحي لأسعار الأضاحي في فلسطين 2025:
نوع الأضحية | السعر الأدنى (دولار) | السعر الأعلى (دولار) | متوسط السعر |
خروف | 700 | 1050 | 850 |
عجل (نادر جدًا هذا العام) | 1500 | 2500 | 2000 |
وكالة ذبح عبر الجمعيات | 900 | 1200 | 1000 |
هذه الأسعار تجعل الأضحية بعيدة عن متناول الغالبية، خاصة إذا علمنا أن متوسط دخل الأسرة الفلسطينية اليومي لا يتجاوز 15 دولارًا في كثير من المناطق.
الأسواق شبه فارغة… والطلب في تراجع حاد
في جولة ميدانية أجراها عدد من المراسلين في أسواق الضفة الغربية، كانت الصورة واضحة: تراجع حاد في الإقبال على شراء الأضاحي. وصف أحد المزارعين السوق بقوله: “كأنك في سوق بلا زبائن، ننتظر أيامًا طويلة لبيع رأس واحد فقط”.
ويقول إسحاق العواودة، تاجر مواشي من الخليل: “رغم اقتراب العيد، هناك تراجع لا يقل عن 70% في شراء الأضاحي مقارنة بالأعوام التي سبقت الحرب على غزة، وهذا العام هو الأصعب من حيث حركة البيع”. وأضاف: “أسعار الأضاحي في فلسطين 2025 ارتفعت نحو 25% عن العام الماضي، وهذا الارتفاع قضى على أي أمل بانتعاش السوق”.
المواطن الفلسطيني: بين واجب الأضحية وواقع الحرمان
تعكس شهادات المواطنين حجم الأزمة التي خلقتها أسعار الأضاحي في فلسطين 2025. يقول فؤادي علي، عامل بناء فقد عمله في إسرائيل بعد أكتوبر 2023: “كنت أذبح كل عام خروفًا من أغنامي، لكنني اليوم بعت كل ما أملك، ولم نتذوق طعم اللحم منذ شهور”. ويضيف: “هذا العيد لن أضحي، ولن يستطيع أي من جيراني أيضًا، جميعنا في نفس القارب”.
وفي مدينة نابلس، يعبّر خالد، موظف حكومي، عن خيبته بقوله: “راتبي لا يكفي لسد الرمق، كيف أستطيع شراء أضحية بهذا السعر؟ الأضحية أصبحت حلمًا لا يُدركه إلا من لديه دخل خارجي أو دعم من الخارج”.
دور الجمعيات الخيرية في ظل ارتفاع أسعار الأضاحي في فلسطين 2025
مع استمرار ارتفاع أسعار الأضاحي في فلسطين 2025، لجأ عدد كبير من المواطنين إلى الجمعيات الخيرية التي توفر برامج الذبح بالوكالة. تقدم هذه الجمعيات خدمة شراء الأضاحي وذبحها وتوزيعها على الأسر المحتاجة، إلا أن أسعار هذه الوكالات لم تسلم من الارتفاع أيضًا.
فقد بلغ متوسط سعر الذبح بالوكالة هذا العام نحو 1000 دولار، مما يفوق ميزانيات العديد من الأسر. ويؤكد مسؤولون في عدد من الجمعيات أن التبرعات من الخارج شهدت انخفاضًا كبيرًا بسبب الوضع السياسي العالمي، ما أثر على قدرتهم على توفير الأضاحي بأسعار مناسبة.
توقعات وزارة الزراعة الفلسطينية بخصوص موسم الأضاحي
قال المتحدث باسم وزارة الزراعة، محمود فطافطة، إن الظروف الاستثنائية التي تمر بها فلسطين تجعل من المستحيل التنبؤ بعدد المضحين هذا العام، مضيفًا: “نحن نعلم أن هناك مئات الآلاف من العاملين فقدوا وظائفهم، ونعلم أن الأوضاع في غزة كارثية، حتى موظفو القطاع العام يعانون من تأخر الرواتب، أما القطاع الخاص فهو بالكاد ينجو”.
وأضاف فطافطة أن أسعار الأضاحي في فلسطين 2025 تعكس واقعًا اقتصاديًا مأزومًا، لكنه طمأن المواطنين أن الثروة الحيوانية كافية لتغطية السوق، وأن الوزارة تعمل على مراقبة السوق ومنع الاحتكار قدر الإمكان.
هل يمكن كسر حلقة الغلاء في أسعار الأضاحي في فلسطين 2025؟
رغم سوداوية المشهد، هناك دعوات متزايدة من قبل المجتمع المدني والهيئات الدينية لتفعيل سياسات دعم حقيقية، عبر:
- إعفاء الأعلاف من الضرائب.
- تقديم دعم نقدي مباشر للأسر الراغبة في الأضحية.
- فتح باب الاستيراد من الأسواق الأرخص.
- تشجيع الأضحية الجماعية ضمن برامج الجمعيات.
- تعزيز التعاون مع الدول العربية والإسلامية في مجال دعم المواشي.
الخلاصة
في ظل استمرار الأزمات السياسية والاقتصادية، باتت أسعار الأضاحي في فلسطين 2025 تمثل عبئًا يفوق قدرة المواطن الفلسطيني العادي. وبين واجب ديني ملزم وظروف معيشية قاسية، يقف الفلسطيني حائرًا، يحاول الحفاظ على تقاليده وسط غياب أي رؤية حكومية واضحة لتسهيل الأمر عليه.
إن الحاجة اليوم ليست فقط إلى مراقبة الأسعار، بل إلى حلول شاملة تعيد للأضحية معناها الديني والاجتماعي، وتحمي المواطن من الحرمان في موسم يجب أن يكون موسم رحمة وتكافل، لا موسم عجز وحسرة.