أسعار الأضاحي في تونس 2025: بين غلاء الأسعار وتراجع القدرة الشرائية

تتصدر أسعار الأضاحي في تونس 2025 عناوين النقاش في الأوساط الشعبية مع اقتراب عيد الأضحى المبارك الذي يحل هذا العام يوم الجمعة 6 يونيو 2025 الموافق للعاشر من ذي الحجة 1446 هجري. وفي ظل ما تعيشه تونس من ظروف اقتصادية صعبة وارتفاع جنوني في أسعار المواد الأساسية، أصبح الحديث عن أسعار الأضاحي هاجسًا يؤرق العائلات التونسية التي تسعى للحفاظ على هذه السنة النبوية رغم التحديات المعيشية اليومية.

ويمثل عيد الأضحى مناسبة دينية واجتماعية هامة، تُحيي فيها الأسر التونسية طقوسًا متجذرة في الهوية والثقافة، أبرزها ذبح الأضاحي وتوزيع اللحوم على الأقارب والفقراء. إلا أن أسعار الأضاحي في تونس 2025 أصبحت تعيق هذا الطقس لدى شرائح واسعة من الشعب، خاصة من ذوي الدخل المحدود.

متوسط أسعار الأضاحي في تونس 2025: أرقام تثير القلق

بحسب تقارير محلية ودولية، فإن أسعار الأضاحي في تونس 2025 شهدت ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالسنوات السابقة. فقد تراوح سعر الخروف الواحد بين 700 دينار تونسي (حوالي 234.92 دولارًا أمريكيًا) للخراف الصغيرة، ليتجاوز في بعض الأحيان 1400 دينار (حوالي 469.17 دولارًا) بالنسبة للخراف الكبيرة والسمينة.

ويؤكد مواطنون كُثر أن متوسط سعر الأضحية الواحدة، أي خروف متوسط الحجم بوزن لحمي صافٍ أقل من 20 كغ، بات يتجاوز 1000 دينار تونسي، مما يعادل نحو 300 دولار. هذا الرقم يُعد مرتفعًا جدًا مقارنة بمتوسط الأجور في تونس، ويجعل من شراء الأضحية عبئًا متكررًا يُثقل كاهل العائلات.

أسباب ارتفاع أسعار الأضاحي في تونس 2025

تعود الزيادة في أسعار الأضاحي في تونس 2025 إلى مجموعة من العوامل المتداخلة التي تراكمت خلال السنوات الأخيرة، أبرزها:

1. ارتفاع أسعار الأعلاف

يشير مربو الأغنام إلى أن العلف يُعد العامل الأكثر تأثيرًا في ارتفاع أسعار الأضاحي. فمع ارتفاع أسعار العلف المستورد، باتت كلفة تربية الخروف الواحد باهظة، وهو ما انعكس مباشرة على السعر النهائي للمستهلك. وتُعاني تونس من تذبذب في توفر الأعلاف وارتفاع أسعارها نتيجة لتقلبات السوق العالمية وشح الدعم الحكومي.

2. شُح الموارد المائية وتراجع المراعي

تُعاني مناطق الشمال الغربي والوسط الغربي في تونس، والتي تُعد من أبرز مناطق تربية الماشية، من الجفاف ونقص مياه الري، مما أدى إلى تراجع المساحات الرعوية الطبيعية. هذا الأمر أجبر المربين على الاعتماد بشكل كلي على الأعلاف التجارية، وبالتالي ارتفاع الكلفة الإنتاجية.

3. تكاليف النقل والحراسة والدواء

لا تقتصر التكاليف على الأعلاف فقط، بل تشمل أيضًا مصاريف الرعاية البيطرية، والنقل من المزارع إلى نقاط البيع، إضافة إلى أجور العمال والحراسة. كل هذه التكاليف تُضاف إلى السعر النهائي، ما يزيد من أسعار الأضاحي في تونس 2025 بشكل عام.

4. المضاربة والاحتكار

يرى خبراء الاقتصاد ومسؤولو جمعيات حماية المستهلك أن الممارسات الاحتكارية والمضاربة تُعد من الأسباب الأساسية في ارتفاع أسعار الأضاحي في تونس 2025. حيث يعمد بعض التجار إلى تخزين الأضاحي واحتكارها في موسم العيد من أجل بيعها بأسعار مضاعفة دون مراعاة للظروف المعيشية للمواطن.

مواقف المواطنين من أسعار الأضاحي في تونس 2025

تعكس شهادات التونسيين حجم الأزمة التي تسببها أسعار الأضاحي في تونس 2025 لعائلاتهم، خاصة أولئك من أصحاب الدخل المحدود.

عبد الحميد بن رمضان – موظف حكومي

يقول إن شراء خروف العيد أصبح تحديًا سنويًا، مشيرًا إلى أن الخروف متوسط الحجم الذي لا يتجاوز وزنه الصافي 20 كغ يباع بأكثر من 1000 دينار، وهو ما يُعد مبلغًا كبيرًا لشخص يتقاضى راتبًا لا يتجاوز 1400 دينار شهريًا.

لطفي الرياحي – رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك

صرّح أن ارتفاع أسعار الأضاحي في تونس 2025 لا يُبرره ارتفاع تكاليف الإنتاج، بل يعود إلى الانفلات الكبير في الأسعار بسبب المضاربين وتجار السوق الموازية. ودعا المواطنين إلى الشراء من النقاط الرسمية المعتمدة فقط، والتي تلتزم بالسعر المرجعي الذي حُدّد بـ22 دينارًا للكيلوغرام الواحد (7 دولارات).

رضا العياري – مربٍ من ولاية سليانة

يرى أن المربين الحقيقيين ليسوا السبب في غلاء الأضاحي، بل إنهم يعانون بدورهم من ارتفاع تكاليف الإنتاج، مشيرًا إلى أن تراجع المراعي وارتفاع أسعار الأدوية والعلف ونقص المياه كلّها عوامل تجعل تربية الخروف مكلفة للغاية.

نقاط البيع الرسمية وأسعار الأضاحي بالميزان

تحاول الحكومة التونسية والبلديات الحد من ارتفاع أسعار الأضاحي في تونس 2025 عبر توفير نقاط بيع رسمية تبيع الأضاحي بالميزان. ويبلغ السعر المرجعي المعتمد للأضاحي في هذه النقاط 22 دينارًا للكيلوغرام الواحد، ما يُمكن أن يُخفض السعر النهائي للأضحية مقارنة بالسوق المفتوحة.

وتتوزع هذه النقاط في ولايات عديدة مثل تونس الكبرى، صفاقس، سوسة، القيروان، وسليانة، وتعمل تحت إشراف وزارة التجارة والداخلية لضمان جودة الذبائح والالتزام بالسعر الرسمي.

دور جمعيات حماية المستهلك في متابعة أسعار الأضاحي

لعبت جمعيات المجتمع المدني وخاصة المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك دورًا مهمًا في توعية المواطنين بخصوص أسعار الأضاحي في تونس 2025، حيث أطلقت حملات توعية تدعو إلى مقاطعة نقاط البيع التي تستغل العيد لرفع الأسعار.

كما طالبت هذه الجمعيات بزيادة الرقابة على الأسواق، وتوفير دعم حكومي للمربين بهدف خفض التكاليف وتشجيع العائلات التونسية على المحافظة على سنة الأضحية دون تحميلهم أعباء إضافية.

هل تعيش تونس أزمة في تربية الأغنام؟

تشير تقارير رسمية إلى أن تونس لا تعاني من نقص في عدد رؤوس الأغنام، حيث يبلغ عددها حوالي 6.5 مليون رأس، ما يكفي لتغطية احتياجات عيد الأضحى. لكن التحدي الأكبر يكمن في التنظيم وتوزيع الكميات بشكل عادل على المحافظات، إلى جانب ضبط الأسعار ومراقبة الأسواق.

وتحذر بعض الجهات من أن ارتفاع أسعار الأضاحي في تونس 2025 قد يُؤدي إلى عزوف العديد من المواطنين عن شراء الأضاحي، ما قد يؤثر على سوق اللحوم في الأشهر التالية للعيد.

الخلاصة
تعكس أسعار الأضاحي في تونس 2025 صورة معقدة لمشهد اقتصادي واجتماعي يعيش تحديات جمّة. وبين ارتفاع تكاليف الإنتاج واستغلال بعض التجار للموسم، يجد المواطن التونسي نفسه أمام قرار صعب كل عام. ومع ذلك، فإن مبادرات الحكومة والجمعيات الاستهلاكية يمكن أن تساهم في توفير حلول تضمن المحافظة على شعيرة الأضحية دون تحميل العائلات فوق طاقتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى