ما حكم صلاة الجمعة إذا وافق يوم العيد يوم جمعة؟: تعرف على الاجابة الوافية
تعد صلاة الجمعة واحدة من أركان الإسلام المهمة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين. هي فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل مكلف تنطبق عليه شروط وجوبها. في المقابل، صلاة العيد، سواء كانت عيد الأضحى أو عيد الفطر، تعتبر سنة مؤكدة وهي موضع اهتمام كبير بين المسلمين في مختلف أنحاء العالم.
يتساءل العديد من المسلمين، وخاصة في البلدان التي تحتفل بالأعياد في نفس اليوم الذي يكون فيه يوم الجمعة، عن حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم العيد. هذا السؤال تزايد بشكل خاص مع اقتراب عيد الأضحى لعام 2025، الذي يصادف يوم الجمعة 6 يونيو 2025.
في هذا السياق، أجابت دائرة الإفتاء الأردنية عن هذا السؤال بشكل واضح ووافي، مؤكدة أن صلاة الجمعة فرض عين لا تسقط بصلاة العيد، حتى إذا اجتمعت الصلاة في نفس اليوم. هذا البيان جاء ليضع حدًا للجدل الذي يثار حول هذه المسألة بين المسلمين، ولكي يوضح ما هو الواجب في هذه الحالة.
حكم صلاة الجمعة وصلاة العيد
صلاة الجمعة هي فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل مكلف تنطبق عليه شروط وجوبها. أما صلاة العيد فهي سنة مؤكدة كما أكد على ذلك العلماء. هذا الفارق في الحكم بين الصلاتين مهم للغاية لأنه يشير إلى أن صلاة الجمعة هي فريضة لا يمكن إلغاؤها أو تعويضها بأي صلاة أخرى.
وأوضحت دائرة الإفتاء الأردنية أن صلاة العيد لا تسقط عن المسلم فرض صلاة الجمعة في حال تزامن العيد مع يوم الجمعة، وذلك استنادًا إلى النصوص الشرعية التي تؤكد على وجوب الصلاة في وقتها. وقد استشهدت دائرة الإفتاء بقول الله تعالى في كتابه الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” (الجمعة: 9)، مما يؤكد على وجوب صلاة الجمعة على المسلمين في وقتها المحدد.
سقوط صلاة الجمعة بصلاة العيد
أكدت دائرة الإفتاء الأردنية أن صلاة العيد لا يمكن أن تسقط عن المسلم في حال وافقت يوم الجمعة، حيث أن صلاة العيد هي سنة مؤكدة، بينما صلاة الجمعة هي فرض عين. وبالتالي، فإن أداء صلاة العيد في نفس يوم الجمعة لا يُعفي المسلم من أداء صلاة الجمعة.
هدي النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة
أشارت دائرة الإفتاء الأردنية إلى هدى النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام، الذين كانوا يقومون بأداء صلاة العيد ثم صلاة الجمعة في حال تزامنهما في نفس اليوم. وقد نقلت كتب الحديث والسنة بأن النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في عصره كانوا لا يتوانون عن أداء الصلاتين في مثل هذه الحالات، وهو ما أكده جماهير الفقهاء من المذاهب الإسلامية المختلفة، مثل الحنفية و المالكية و الشافعية و الحنابلة.
على الرغم من أن هناك بعض الاستثناءات في بعض الحالات التي تتعلق بالذين يواجهون صعوبة في أداء الصلاتين، إلا أن القاعدة العامة هي وجوب أداء الصلاتين في نفس اليوم.
الرخصة لأهل العوالي
كان هناك رخصة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم تتعلق بـ أهل العوالي، وهم الذين كانوا يسكنون خارج المدينة وكانوا يجدون مشقة في الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة العيد وصلاة الجمعة. بناءً على ذلك، فقد رُخص لهم في ترك صلاة الجمعة بعد أن قاموا بأداء صلاة العيد، وذلك بسبب مشقة السفر والرجوع.
وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنّا مجمعون” (رواه أبو داود)، حيث كان هذا الحديث موجهًا خصيصًا لأهل العوالي الذين كانت مسافاتهم بعيدة عن المدينة وكان من الصعب عليهم أداء الصلاتين في نفس اليوم.
رأي الحنابلة
ذكرت دائرة الإفتاء الأردنية أن بعض فقهاء الحنابلة يرون أنه يمكن للمسلم الذي يؤدي صلاة العيد أن يترك صلاة الجمعة ويكتفي بأداء صلاة الظهر، مع وجوب إقامة صلاة الجمعة من قبل الإمام. هذا الرأي يُعد مخالفًا لما عليه جمهور الفقهاء من المذاهب الأخرى، حيث أن الجمعة تُعتبر فرض عين ولا يمكن إسقاطها، إلا في حالة وجود رخصة مشروعة كما ورد في الحديث النبوي لأهل العوالي.
ورغم ذلك، أكدت دائرة الإفتاء الأردنية على أهمية الأخذ بالأحوط والأبرأ للذمة، حيث يُستحب للمسلم أن يؤدي صلاة الجمعة في كل الأحوال، خاصة وأن ذلك يتماشى مع ما استقر عليه إجماع المسلمين ومذاهبهم المعتبرة.
التوجه العام للفتوى الأردنية
دائرة الإفتاء الأردنية أكدت على أن سقوط صلاة الظهر عمن صلى العيد في حال موافقته يوم الجمعة هو رأي خاطئ لا يمكن قبوله، حيث أن النصوص الشرعية القطعية تأمر المسلم بأداء الصلوات الخمس في أوقاتها، ولا يسقط أي فرض منها، حتى وإن تزامن مع يوم العيد.
وقد أشارت إلى أن هذه الرأي يتعارض مع إجماع أهل السنة ويخالف الأدلة القطعية التي توجب صلاة الجمعة على المسلمين، داعية المسلمين إلى التمسك بمذاهبهم المتبعة وترك المتاهات والجدل الذي قد يؤدي إلى تفرقة الصفوف.
خاتمة:
أكدت دائرة الإفتاء الأردنية أن صلاة الجمعة لا تسقط في يوم العيد، حتى إذا تزامن مع يوم الجمعة، وأوضحت أن صلاة العيد هي سنة مؤكدة، ولا يمكن أن تُسقط الفريضة. وأشارت إلى أهمية الالتزام بما ورد في الكتب الفقهية و السنة النبوية، وأن الواجب على المسلم هو أداء صلاة الجمعة في وقتها، في نفس يوم العيد، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام.