صدمة في حلب: من هو القاضي أحمد حسكل ويكيبيديا السيرة الذاتية وما قصة الاعتداء عليه؟

وسط أجواء يسودها القلق والترقب، شهدت مدينة حلب السورية واحدة من أكثر الحوادث المثيرة للجدل خلال الأشهر الأخيرة، بعد الاعتداء الصادم على القاضي أحمد حسكل، قاضي التحقيق في الجرم المشهود، داخل محيط رسمي وأثناء تأديته لواجبه القضائي.

الواقعة التي وقعت مساء الأحد، لم تكن مجرد خلاف مهني، بل تحوّلت إلى قضية رأي عام أشعلت احتجاجات في أروقة قصر العدل بحلب، وأثارت أسئلة كبرى عن استقلال السلطة القضائية، وحدود التداخل بين القضاء والأمن، والأهم: من يحمي القضاة حين يُستهدفون أثناء أداء واجبهم؟

تصاعدت ردود الفعل بعد تداول تفاصيل الواقعة التي تخللتها مشادة كلامية وصفعة وضرب وإهانة علنية لقاضٍ، ما دفع وزارة العدل إلى فتح تحقيق رسمي وتوقيف عناصر أمن على خلفية الحادثة، بينما تظاهر العشرات مطالبين بإطلاق سراح المتهم الرئيسي في الاعتداء، مما زاد المشهد توترًا وتعقيدًا.

في هذا التقرير الموسع، نسلّط الضوء على تفاصيل الاعتداء على القاضي أحمد حسكل، خلفيات الصراع، ردود الفعل الرسمية والشعبية، وأبرز المعلومات عن السيرة الذاتية للقاضي الذي أصبح حديث البلاد.

من هو القاضي أحمد حسكل ويكيبيديا؟ السيرة الذاتية لقاضٍ ميداني لا يساوم على الحق

يُعتبر القاضي أحمد حسكل من أبرز قضاة التحقيق في مدينة حلب، وهو يشغل منصب قاضي تحقيق الجرم المشهود، ما يعني أنه يتولى القضايا ذات الطابع الحساس، التي تقع في إطار الجرائم الفورية والعاجلة، وتحتاج إلى إجراءات قضائية دقيقة وسريعة.

ينحدر القاضي حسكل من عائلة سورية محافظة، وُلد ونشأ في مدينة حلب، ودرس الحقوق في جامعة حلب، ثم التحق بالسلك القضائي، وعُرف عنه التزامه الشديد بتطبيق القانون دون محاباة.

سيرة قضائية نظيفة

خلال سنوات خدمته، لم تسجل أي تجاوزات مهنية ضد القاضي حسكل، وكان يُعرف بين زملائه بـالحسم والانضباط والاستقلالية في اتخاذ القرار. عُرف عنه كذلك تعامله الإنساني مع الضحايا والمتهمين على حد سواء، دون أن يفرّط في سيادة القانون أو هيبة القضاء.

ماذا حدث مساء الأحد في حلب؟ تفاصيل حادثة الاعتداء

اتصال هاتفي وتحرك رسمي

بحسب ما رواه القاضي نفسه في منشور نشره نادي قضاة سوريا، فقد تلقى اتصالًا هاتفيًا من قسم شرطة الصالحين في تمام الساعة 11:50 مساءً، يُبلغه بوقوع جريمة قتل، وأن جثة الضحية تم نقلها إلى مشفى حلب الجامعي.

تحرك القاضي حسكل برفقة عناصر الشرطة فورًا إلى المستشفى، وطلب رسميًا نقل الجثة إلى الطبابة الشرعية وفتح الضبط هناك بدلًا من المستشفى، حفاظًا على إجراءات التحقيق والعدالة. إلا أن التعليمات لم تُحترم في البداية، حيث تجاهل المساعد المكلف طلب القاضي ثلاث مرات متتالية.

الشرارة: ماذا قال القاضي؟ ومن هو المعتدي؟

عندما حاول القاضي إيقاف فتح الضبط في غير مكانه القانوني، نزل من السيارة وتوجه للحديث مع العناصر المتواجدين. بعدها، وبينما كان عائدًا إلى سيارته، تبعه شخص مجهول، نشبت بينهما مشادة كلامية انتهت بـصفعة علنية على وجه القاضي أمام مرأى من الناس.

وردّ القاضي على الصفعة بدافع الدفاع عن النفس، بحسب تعبيره، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ تحولت الواقعة إلى اعتداء جسدي مهين، حيث تم ضرب القاضي بشكل عنيف من قبل عدد من الأشخاص، في مشهد وُصف من الشهود بـ”المؤلم والمذل”.

الرواية الأمنية: ماذا قال عبيدة الطحان؟

في المقابل، حاول رئيس قسم شرطة الصالحين، الضابط عبيدة الطحان، تبرير الواقعة، حيث قال في تصريحات أولية إن ما حدث يعود إلى سلوك “فوقي” من القاضي تجاه عناصر الأمن، ما تسبب في تصعيد الموقف، بحسب تعبيره.

وأضاف أن القاضي لم يحترم ما وصفه بـ”أدبيات التعامل”، ما أدى إلى احتكاك بالأيدي، ليُصار لاحقًا إلى توقيف القاضي والتحقيق معه، في مشهد غريب أثار انتقادات لاذعة على المستوى المهني والشعبي.

مفاجأة: وزارة الداخلية توقف عبيدة الطحان وتفتح تحقيقًا موسعًا

المفاجئ أن وزارة الداخلية السورية أعلنت بعد ساعات من تداول الفيديوهات وشهادات الشهود، عن إيقاف الضابط عبيدة الطحان عن العمل، وإحالته إلى التحقيق على خلفية الاعتداء على القاضي.

كما أكدت الوزارة أنه لا أحد فوق القانون، وأن الجهات المختصة ستتابع كل ما جرى، وتُحاسب من تثبت مسؤوليته، في موقف نادر وُصف بأنه “انتصار للعدالة ومكانة القضاء.”

احتجاجات داخل قصر العدل.. رسالة غضب قضائية

شهد قصر العدل في مدينة حلب يوم الإثنين، احتجاجات واسعة شارك فيها محامون، قضاة، ونشطاء حقوقيون، طالبوا فيها بضمان استقلال القضاء، وحماية القضاة من التعسف الأمني أو الإهانات الميدانية.

ورفع المحتجون لافتات كُتب عليها:

  • “لا عدالة بلا احترام للقضاة”
  • “استقلال السلطة القضائية خط أحمر”
  • “أحمد حسكل ليس وحده”

هذه التحركات، وإن كانت رمزية، إلا أنها تعكس غضبًا مكتومًا من علاقة غير متكافئة بين المؤسسات القضائية والأمنية، حيث يرى كثيرون أن القضاء في سوريا بحاجة لإطار حماية قانوني أقوى، يمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

حملة تضامن شعبية: القضاة ليسوا وحدهم

الشارع السوري تفاعل بدوره بشكل كبير مع الحادثة، وعبّر الآلاف عن دعمهم الكامل للقاضي حسكل، واعتبروا أن الاعتداء عليه إهانة للقانون نفسه، وليس مجرد واقعة شخصية.

في حين دشن نشطاء وحقوقيون حملة إلكترونية واسعة تحت وسم:

  • #العدالة_لأحمد_حسكل

وكتب أحد الناشطين:

“حينما يُصفع القاضي أمام المارة، فإن هذه الصفعة تصيب ميزان العدالة نفسه. نطالب بمحاسبة كل من شارك في الاعتداء، وتفعيل قانون حماية القضاة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى