قصة بلاغ ملاك الكويتية ضد الشحومي تشعل الكويت.. هل تُفتح أبواب المواجهة بين الفن والسياسة؟
لم يكن مساء الأحد 25 مايو/ أيار 2025 عاديًا في الساحة الكويتية، لا على المستوى السياسي ولا الفني. فقد فجّرت الفنانة ملاك الكويتية (عهود عوض العازمي) مفاجأة مدوية بتقديم بلاغ رسمي ضد النائب السابق أحمد الشحومي، تتهمه فيه بـ”التحريض على الفسق والفجور”، وهي التهمة التي حرّكت الرأي العام وأشعلت وسائل التواصل الاجتماعي.
وبين من اعتبرها قضية “استهداف إعلامي”، ومن وصفها بـ”رد فعل مشروع ضد التشهير”، انقسم الشارع الكويتي، لتتحول القصة إلى قضية رأي عام مركّبة تمس السياسة، الفن، القانون، والصورة المجتمعية للأسماء العامة.
تفاصيل بلاغ ملاك الكويتية ضد الشحومي: اتهامات مباشرة في مركز الشرطة
بحسب مصادر موثوقة داخل وزارة الداخلية، توجهت الفنانة ملاك الكويتية إلى مخفر سلوى وقدمت بلاغًا رسميًا ضد النائب السابق أحمد الشحومي، على خلفية تصريحاته “العلنية والمهينة” التي أطلقها في أحد البرامج الحوارية، وكرّرها عبر حسابه الرسمي في وسائل التواصل الاجتماعي.
اتهمته ملاك باستخدام صفته العامة السابقة للتأثير على الرأي العام، ومحاولة النيل من سمعتها أمام جمهورها، وطالبت الجهات المختصة بفتح تحقيق عاجل في الواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.
رد فعل الشارع الإلكتروني: تصدّر الترند الكويتي
خلال ساعات، تصدّر وسم #ملاك_الكويتية و#أحمد_الشحومي قوائم الترند في الكويت، وتوالت ردود الأفعال من كافة الشرائح المجتمعية، بما في ذلك شخصيات إعلامية وفنية وسياسية.
الجمهور الكويتي انقسم إلى 3 تيارات:
- أنصار ملاك: اعتبروا البلاغ رد فعل طبيعي ضد “الخطاب الذكوري والتحريض الإعلامي”.
- مؤيدو الشحومي: رأوا أن ما بدر عنه يدخل في إطار “حرية الرأي العام والنقد المجتمعي”.
- الحياديون: دعوا إلى “ترك الأمر للنيابة والقضاء الكويتي العادل”، دون الانجرار خلف الاتهامات العاطفية.
من هي ملاك الكويتية؟ فنانة لا تخشى المواجهات
- الاسم الحقيقي: عهود عوض العازمي
- الجنسية: كويتية من أم عراقية
- مواليد: 1981
- بدأت مسيرتها الفنية في 2003 بمسلسل “الخطر معهم”
- انطلاقتها الفعلية كانت عام 2007 بمسلسل “الخراز” مع حياة الفهد وغانم الصالح
- اشتهرت بأدوار جريئة مثل: المسترجلة، المصابة بالصرع، الفتاة المتدينة
- مرت بعدة زيجات، أبرزها زواجها من الشاعر مناف نذر
- عرفت ملاك بمواقفها الحادة أحيانًا، وتصريحاتها الجريئة، لكنها في ذات الوقت تملك قاعدة جماهيرية واسعة، خاصة في أوساط الشباب والنساء.
من هو أحمد الشحومي؟ محامٍ وسياسي بنفوذ كبير
- الاسم الكامل: أحمد خليفة الشحومي
- تاريخ الميلاد: 21 أكتوبر 1971
- المؤهلات: دبلوم دراسات عليا بالقانون
المناصب:
- عضو مجلس الأمة الكويتي (2006 – 2020)
- نائب رئيس مجلس الأمة (2020 – 2023)
- رئيس الاتحاد الكويتي لكرة اليد (2023)
- عضو بجمعية المحامين والصحفيين
عرف الشحومي بأنه صاحب صوت صريح داخل البرلمان وخارجه، ويتحدث دائمًا عن “الأخلاقيات العامة”، ما جعله عرضة للجدل والانتقادات في أكثر من مناسبة.
سياق الاتهام: هل تجاوز النائب السابق حدود النقد؟
في إحدى حلقاته الحوارية، تناول الشحومي “بعض السلوكيات في الوسط الفني” ووصفها بأنها “لا تمثل المجتمع الكويتي”، دون أن يسمي أحدًا، إلا أن متابعين لاحظوا مطابقة بعض العبارات التي استخدمها مع ما تنشره الفنانة ملاك على حساباتها الشخصية، وهو ما دفعها لتقديم البلاغ.
هل هذه تلميحات مباشرة؟ أم مجرد رأي عام؟
السؤال يبقى مفتوحًا، لكن القوانين الكويتية تعتبر “الإساءة العلنية دون ذكر صريح” خاضعة للتأويل، وتُقيّم وفق “نية القائل والسياق”.
- رد الفنانة ملاك: دفاع عن الكرامة لا الشهرة
- عبر منشوراتها الأخيرة، قالت ملاك:
“كرامتي أهم من كل جمهور الدنيا.. من يسيء إليّ سأرد عليه بالقانون، لا بالكلام.”
وأكدت أنها لا تسعى للتصعيد الإعلامي، لكنها لن تسكت على محاولة “تشويه صورتها في المجتمع”، خاصة من شخصية سياسية تعرف ما تعنيه الكلمات.
ماذا يقول القانون الكويتي في هذه الحالة؟
التحريض على الفسق والفجور: يعاقب عليه القانون الكويتي بعقوبات قد تصل إلى الحبس والغرامة، خاصة إذا وُجد تعمُّد في إيذاء سمعة شخص.
- حرية التعبير: مصانة بالقانون، لكن في حدود الأدب وعدم المساس بالحياة الشخصية.
المحكمة، في مثل هذه القضايا، تنظر إلى:
- نوايا المتحدث
- السياق العام للتصريحات
- ردود أفعال الجمهور
- الأدلة المرئية أو المسموعة
هل هناك سوابق قانونية مشابهة في الكويت؟
نعم، شهدت الكويت عدة قضايا خلال الأعوام الأخيرة تتعلق بـ:
- التشهير بالفنانين
- المساس بكرامة الشخصيات العامة
- الخطاب الأخلاقي والديني ضد النساء على وجه الخصوص
غالبًا ما تنتهي هذه القضايا إما بالمصالحة أو بالغرامات، لكن حالة ملاك والشحومي مرشحة لأن تأخذ مسارًا قانونيًا صريحًا بسبب حساسية الطرفين.
التغطية الإعلامية: السوشيال ميديا تنتصر على القنوات التقليدية
اللافت أن معظم التداول حول هذه القضية تم عبر:
- إنستغرام
- تويتر (X)
- سناب شات
حيث لم تُسلط القنوات الفضائية التقليدية الضوء الكافي على القضية، ربما بسبب الطابع الحساس بين فنانة مشهورة ونائب سابق نافذ.
التوقعات: إلى أين ستتجه الأمور؟
السيناريوهات المحتملة:
- تسوية قانونية هادئة خلف الكواليس، تحفظ ماء وجه الطرفين.
- تطور القضية إلى ملف جنائي إعلامي وتدخل النيابة بشكل مباشر.
- تبادل التصريحات النارية بين الطرفين في حال خرج أحدهما عن صمته.
- في كل الأحوال، ما جرى لن يُنسى، بل أصبح جزءًا من سجلات العلاقة الشائكة بين السياسة والفن في الخليج العربي.
خاتمة: قضية ملاك والشحومي.. أبعد من مجرد بلاغ
لم تكن هذه الواقعة مجرد بلاغ شرطة، بل هي نقطة تماس نادرة بين عالمي الفن والسياسة، تعيد فتح النقاش حول حرية التعبير وحدود النقد، ومسؤولية الشخصيات العامة عن تصريحاتها.
وما يجعلها أكثر إثارة، أنها تمس امرأة فنية ذات شعبية، وسياسي ذي نفوذ سابق، في مجتمع حساس تجاه القيم والعادات.
هل ستكون القضية بداية تغيير في تعامل السياسيين مع الفنانين؟ أم ستظل مجرد سحابة عابرة في سماء الإعلام الرقمي؟
الأيام المقبلة وحدها تحمل الإجابة.