تفاصيل قصة صفعة ماكرون من زوجته بريجيت.. فيديو يُربك الإليزيه
في لحظة خاطفة، وبينما كانت عدسات المصورين ترصد وصول الطائرة الرئاسية الفرنسية إلى العاصمة الفيتنامية هانوي، حدث ما لم يكن في الحسبان: السيدة الأولى الفرنسية، بريجيت ماكرون، تمد يدها فجأة نحو وجه زوجها، الرئيس إيمانويل ماكرون، في حركة فُسرت على نطاق واسع بأنها “صفعة مفاجئة”.
الفيديو الذي لم تتجاوز مدته 4 ثوانٍ كان كفيلًا بأن يربك الأجندة السياسية للجولة الآسيوية للرئيس الفرنسي، ويُحول النقاش من ملفات الطاقة والدبلوماسية إلى سؤال مقلق: هل صفعت بريجيت زوجها على متن الطائرة بالفعل؟
حقيقة صفعة ماكرون من زوجته بريجيت: العدسة التي لم ترحم الرئيس
كان الجميع يترقب نزول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته من الطائرة في مستهل زيارة رسمية إلى فيتنام. وبينما كانت الكاميرات تستعد لتوثيق اللحظة البروتوكولية، التقطت عدسة مصور وكالة “أسوشيتد برس” لحظة مثيرة للجدل: يد ترتدي معطفًا أحمر – يُعتقد أنها لزوجته بريجيت – تلامس وجه الرئيس بشكل مباغت، ما دفعه للتراجع خطوة إلى الوراء.
التسجيل انتشر كالنار في الهشيم، تحت عناوين مثل:
- “ماكرون يتلقى صفعة جديدة.. هذه المرة من الداخل!”
- “الطائرة الرئاسية تتحول إلى مسرح عائلي مشحون”
- “صفعة جوية تهز صورة الإليزيه”
تأثير اللقطة: من اللقطة العابرة إلى العاصفة الإعلامية
خلال دقائق من نشر المقطع، تصدّرت هاشتاغات مثل:
- #Macron_Slap
- #Brigitte_Hits_Emmanuel
- #French_Presidency_Tension
- ترند منصة X (تويتر سابقًا) في فرنسا، وامتدت إلى الترندات العالمية.
وتراوحت التعليقات بين السخرية والتفسير والتحليل، حيث كتب أحدهم:
- “بريجيت: ماكرون 2 – الشعب الفرنسي: 1”
بينما أشار آخر
- “حتى الطائرة لم تكن آمنة من التوترات السياسية!”
رد فعل قصر الإليزيه: محاولة لاحتواء المشهد
في ظل الانتشار الكبير للحادثة، أصدر قصر الإليزيه بيانًا عاجلًا أوضح فيه أن ما جرى لا يعدو كونه:
“لحظة خفيفة بين الزوجين تم التقاطها خارج سياقها”.
وأضاف البيان أن الرئيس وزوجته كانا في “حالة معنوية ممتازة”، وأن الفيديو لا يعكس أي خلاف شخصي، بل ربما يُفهم على أنه “حركة عفوية مزاحية”.
لكن رغم هذا البيان، لم تهدأ وتيرة التساؤلات حول مغزى ما حدث، وهل هو بالفعل مجرد دعابة أم يحمل رسائل بين السطور.
زيارة سياسية بطعم الفضائح
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصل إلى فيتنام ضمن جولة تهدف لتعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية في جنوب شرق آسيا. لكن، وبعيدًا عن الاجتماعات الرسمية، تحولت لحظة النزول من الطائرة إلى مادة دسمة للصحافة الصفراء، وبرامج التوك شو، والمواقع الساخرة.
صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية علّقت بالقول:
“صفعة قد تكون رمزية أكثر من كونها جسدية، لكنها تذكرنا بمدى هشاشة الصور المصقولة للرؤساء في عصر الكاميرا الطائرة”.
هل تعكس الصفعة توترًا حقيقيًا بين الرئيس وزوجته؟
في سياق تحليلي، لا يمكن تجاهل أن الظهور العلني للزوجين الرئاسيين الفرنسيين لطالما كان محل جدل، سواء بسبب فارق السن بين ماكرون (47 عامًا) وبريجيت (71 عامًا)، أو بسبب تدخلاتها المتكررة في جدول أعماله السياسي والاجتماعي.
ورغم محاولات كليهما لإبراز التناغم، إلا أن صحفًا فرنسية كانت قد أشارت في تقارير سابقة إلى أن بريجيت أبدت انزعاجها من بعض قرارات ماكرون السياسية، لا سيما في ملفات التعليم والهوية الثقافية.
ماكرون والصفعات.. سجل لا يُمحى بسهولة
الواقعة أعادت للأذهان مشهد الصفعة الشهيرة التي تلقاها ماكرون من أحد المواطنين الفرنسيين عام 2021 خلال زيارته لمقاطعة دروم، في لحظة اعتُبرت حينها تعبيرًا عن الغضب الشعبي من سياساته.
لكن أن تأتي الصفعة هذه المرة من زوجته، فذلك ينقلها من سياق المعارضة الشعبية إلى سياق رمزي داخلي، ما جعل المتابعين يتداولونها كدليل على “اهتزاز الصورة الرمزية للرئيس” حتى داخل بيته.
الرأي العام الفرنسي: انقسام بين من يرى المشهد دعابة ومن يقرأه كرمز
أظهر استطلاع مصغّر أجرته إذاعة RTL الفرنسية أن 58% من المشاركين يرون الصفعة سلوكًا غير لائق من بريجيت في مناسبة رسمية، فيما اعتبرها 32% مجرد “مزحة عائلية غير مقصودة”، و10% رفضوا التعليق باعتبارها “شأنًا شخصيًا”.
تحليل اجتماعي – ثقافي: عندما يخرج الخصام من الجدران إلى الشاشات
يعتبر المتخصصون في علم الاجتماع السياسي أن مثل هذه المشاهد، حين تخرج إلى العلن، تصبح أكثر تأثيرًا من خطب السياسيين أو تصريحاتهم الرسمية، لأنها تمس الجمهور في مشاعره وانطباعاته البصرية.
كما أن المسلسل الرئاسي الفرنسي، بطلّته الممزوجة بالحب والسياسة، يجد له دائمًا مسرحًا متاحًا في وسائل الإعلام الباحثة عن “الدراما الواقعية”.
هل تتأثر صورة ماكرون دوليًا؟
من حيث البروتوكول الدبلوماسي، المشهد يُعد محرجًا، خصوصًا أنه حدث أمام عدسات وسائل الإعلام في زيارة رسمية لدولة صديقة.
وقد علّق دبلوماسي فرنسي سابق لـ”لوبوان”:
“في العرف السياسي، الصورة أحيانًا تساوي الخطاب… والمشهد الأخير لم يكن مثاليًا لرئيس دولة يزور بلدًا آسيويًا بخلفيات ثقافية صارمة.”
رسائل سياسية بين السطور؟
هناك من ذهب أبعد من التفسير الاجتماعي أو العائلي، ليرى أن الصفعة قد تكون مؤشرًا على توتر داخل مؤسسة الرئاسة الفرنسية، أو دلالة على انزعاج زوجة الرئيس من الأعباء المتزايدة دون استشارة كافية.
لكن هذا التحليل، رغم انتشاره، يبقى غير مؤكد، في ظل غياب أي معلومات حقيقية حول دوافع الحادثة.
خاتمة: لحظة عابرة أم صفعة تحمل دلالات؟
مهما كانت طبيعة الواقعة، فإن صفعة بريجيت لماكرون أصبحت بالفعل إحدى أبرز مشاهد العام السياسية – لا بسبب ما قيل عنها، بل بسبب ما أُسقط عليها من رمزية وسياقات.
فهي لحظة تُلخّص كيف أن الصور العابرة قادرة على تحريف مسار نقاش سياسي كامل، وكيف أن “عالم السياسة” لم يعد منيعًا أمام لحظة إنسانية أو عائلية قد تُوثق وتُوزّع عالميًا في لحظات.
ومع عودة ماكرون إلى جدول أعماله في فيتنام، يبقى أثر الصفعة عالقًا في الذاكرة الجماعية، بين من يرى فيها دعابة منزلية، ومن يعتبرها تصدعًا صغيرًا في صورة كبيرة.