من هي لينا خودري ويكيبيديا السيرة الذاتية؟ الممثلة الجزائرية التي خطفت الأضواء في مهرجان كان
في مشهد غير تقليدي على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي 2025، جذبت الممثلة الجزائرية الفرنسية لينا خودري الأنظار بإطلالتها اللافتة، لكنها لم تكن وحدها، بل ظهرت برفقة نجم كرة القدم الفرنسي كريم بنزيما، في ظهور علني رسمي أعلنا فيه عن علاقتهما العاطفية.
هذا الحدث الإعلامي أثار موجة تفاعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسرعان ما تصدر اسما الثنائي قوائم البحث في العالم العربي وفرنسا، بل وتجاوزت التغطية بعض أعمال المهرجان نفسه، لتفتح باب التساؤلات: من هي لينا خودري؟ وكيف تحولت من لاجئة جزائرية إلى واحدة من أبرز نجمات السينما الفرنسية؟
النشأة والبدايات: من الجزائر إلى المنفى الآمن
ولدت لينا خودري في 3 أكتوبر 1992 في الجزائر العاصمة، وسط أجواء سياسية متوترة مع تصاعد العنف خلال العشرية السوداء، وهي الفترة التي شهدت اضطرابات أمنية دفعت الكثير من العائلات إلى الهجرة.
هربت عائلتها إلى فرنسا بحثًا عن الأمان، حيث نشأت في بيئة ثقافية مزدوجة بين الأصول الجزائرية والتقاليد الفرنسية، ما شكّل شخصيتها الفنية وأثر في اختياراتها السينمائية لاحقًا.
نشأت خودري في باريس، ودرست التمثيل في معهد كونسرفتوار باريس الوطني، وبرزت كممثلة شابة ذات حضور فني مميز يجمع بين القوة الداخلية والحساسية.
الانطلاقة الحقيقية: فيلم Papicha والتتويج الدولي
رغم بداياتها في مسرحيات قصيرة وأفلام مستقلة، إلا أن الانطلاقة الفعلية جاءت مع الفيلم الجزائري Papicha (2019)، والذي يحكي قصة شابة جزائرية تحاول تصميم الأزياء خلال التسعينيات وسط تصاعد التطرف.
نالت لينا عن هذا الدور جائزة أوريزنتي لأفضل ممثلة في مهرجان فينيسيا السينمائي، وهو ما شكّل انطلاقة دولية قوية لها. كما رُشّحت لجائزة سيزار الفرنسية كأفضل ممثلة واعدة.
خطوات ثابتة نحو العالمية
بعد Papicha، انفتحت الأبواب أمام لينا خودري في السينما الأوروبية والعالمية. وشاركت في عدد من الأعمال البارزة:
- “The French Dispatch” (2021) من إخراج ويس أندرسون: أدت دورًا لافتًا إلى جانب نخبة من نجوم هوليوود.
- “Nos Frangins” (2022): فيلم اجتماعي سياسي ناقش العنصرية والتمييز في فرنسا.
- “13 يومًا و13 ليلة” (2025): من أبرز أفلام مهرجان كان لهذا العام.
- “نسور الجمهورية” (2025): فيلم درامي سياسي يحاكي قضايا المرأة والمقاومة.
وجه فني ملتزم ورسالة إنسانية
تعتبر لينا خودري أكثر من مجرد ممثلة. فهي تستخدم شهرتها لدعم قضايا اللاجئين، المهاجرين، وتمكين المرأة. غالبًا ما تتحدث في مقابلاتها عن أهمية إعطاء الصوت لمن لا صوت لهم، وعن مسؤولية الفنان في تقديم واقع غير مموّه.
هي متعددة اللغات: تتحدث العربية والفرنسية والإنجليزية بطلاقة، ما يتيح لها التنقل بين ثقافات متعددة وتوسيع تأثيرها الفني والإعلامي.
علاقة لينا خودري وكريم بنزيما: مفاجأة رومانسية بنكهة مهرجان
الظهور العلني الأول بين لينا خودري وكريم بنزيما في مهرجان كان 2025 لم يكن متوقعًا، لكنه كان مدروسًا بعناية. حيث حرص الاثنان على الظهور معًا وتأكيد علاقتهما في لحظة سينمائية شهدت تغطية إعلامية مكثفة.
وقد بدا واضحًا أن الكيمياء بينهما حقيقية، حيث ظهرا مبتسمين ومرتاحين، وسط تساؤلات إعلامية حول طبيعة العلاقة، وهل تتجه نحو ارتباط رسمي قريب؟
لينا خودري وكريم بنزيما: إعادة تشكيل للصورة العامة
يشتهر كريم بنزيما بأنه لاعب كرة قدم استثنائي، لكنه أيضًا كثيرًا ما كان محط جدل إعلامي. أما لينا، فهي صوت نسوي ملتزم بالسينما والقضايا الحقوقية.
هذا الظهور أعاد رسم صورة كل منهما: فبنزيما بدا أكثر قربًا من المشهد الثقافي، بينما حظيت لينا بتغطية أوسع وأصبحت حديث الجمهور العريض، وليس فقط متابعي الفن الراقي.
الحضور الإعلامي والبودكاستات: منصة خاصة للتواصل مع الجمهور
إضافة إلى أعمالها التمثيلية، بدأت لينا خودري في الظهور عبر منصات بودكاست حصرية، منها ما يُبث عبر تطبيق سبسيال، حيث تشارك آراءها حول السينما، الثقافة، والهوية المزدوجة، كما تقدم توصيات فنية وتناقش قضايا اجتماعية بجرأة وشفافية.
مستقبل لينا خودري: بين هوليوود والجزائر
مع تزايد شهرتها، تتجه أنظار شركات إنتاج عالمية إلى التعاقد مع لينا في مشاريع جديدة، بعضها أميركي الطابع، لكنها ما تزال حريصة على عدم الابتعاد عن جذورها الجزائرية.
وقد صرحت في مقابلة: “قد أعيش في فرنسا، وأمثّل في أمريكا، لكنني أحمل الجزائر في صوتي ولهجتي وأفكاري.” وهذا ما يمنحها خصوصية تجعلها مختلفة عن كثير من نجمات الساحة.
خاتمة: فنانة تصنع لنفسها مسارًا مختلفًا
في زمن تتشابه فيه الوجوه، تبرز لينا خودري كنموذج فني وإنساني نادر. مزيج من الرقي، والموهبة، والالتزام. من لاجئة صغيرة إلى ممثلة عالمية، ومن شخصية هادئة إلى اسم يثير الجدل والإعجاب في آن.
ظهورها مع كريم بنزيما قد يكون عنوانًا شخصيًا لحكاية حب، لكنه في عمقه عنوان جديد لمسيرتها، كفنانة لم تعد فقط تؤدي الأدوار، بل تكتبها أيضًا.