حقيقة إصابة أحمد الدجوي بمرض نفسي تسبب في إنهاء حياته.. القصة الكاملة لحفيد نوال الدجوي الذي صدم الشارع المصري
في واقعة هزّت الأوساط الاجتماعية والإعلامية في مصر، طفت على السطح قصة مأساوية بطابع درامي امتزجت فيه عناصر العائلة، الثروة، المرض، والموت المفاجئ. إنها قصة أحمد شريف الدجوي، حفيد الدكتورة نوال الدجوي، التي وُجدت جثته داخل شقته في مدينة السادس من أكتوبر، مصابًا بطلق ناري في الرأس. الواقعة، التي وُصفت في البداية على أنها انتحار، سرعان ما تحولت إلى لغز حقيقي بعد تضارب التصريحات وتناقض الروايات.
فبينما أعلنت وزارة الداخلية أن الراحل كان يعاني من اضطرابات نفسية دفعته إلى إطلاق النار على نفسه، خرج محامي العائلة لينفي هذا الطرح جملة وتفصيلًا، مؤكدًا أن أحمد لم يكن يعاني من أي مرض نفسي، وأن سفره الأخير كان بدافع العمل وليس العلاج.
فما حقيقة ما جرى؟ وهل نحن أمام حالة انتحار أم أن شبهة جنائية تلوح في الأفق؟ هذا ما نستعرضه تفصيلًا في هذه القصة التي حبست أنفاس الرأي العام المصري.
من هو أحمد الدجوي ويكيبيديا؟ شاب من عائلة ثرية في قلب العاصفة
ينتمي أحمد شريف الدجوي إلى واحدة من العائلات المعروفة في مصر، فهو حفيد الدكتورة نوال الدجوي، المؤسسة والقيادية البارزة في جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA). وقد عمل الراحل ضمن المنظومة الإدارية للجامعة، وتحديدًا في قسم التسويق والعلاقات العامة، وكان معروفًا بلباقته الاجتماعية، وحضوره في بعض المحافل الشبابية.
صفاته كما وردت على لسان محيطه:
- شاب في العقد الثالث من عمره.
- يتمتع بكاريزما واضحة.
- محبوب وسط زملائه.
- نشيط ومهتم بالشأن التعليمي والإداري.
- لكن حياته الشخصية كانت تشهد في الفترة الأخيرة توترات متصاعدة بسبب خلافات عائلية متعلقة بالميراث، انتهت بمواجهات قانونية بينه وبين أقاربه، بمن فيهم جدته.
بداية القصة: جثة داخل شقة فاخرة
في صباح يوم الأحد 25 مايو/ أيار 2025، تلقى قسم شرطة أول أكتوبر بلاغًا من أسرة أحمد الدجوي يفيد بالعثور عليه مصابًا بطلق ناري في شقته بإحدى المنتجعات السكنية الراقية بمدينة 6 أكتوبر. تحركت قوات الأمن على الفور، وتم نقل الجثمان إلى مصلحة الطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة.
المعطيات الأولية بحسب بيان وزارة الداخلية:
- السلاح المستخدم طبنجة مرخصة مملوكة للضحية.
- الطلق الناري أصابه في الرأس.
- لا توجد علامات اقتحام أو عنف على باب الشقة.
- أفراد الأسرة أكدوا أنه كان يعاني من اضطرابات نفسية مؤخرًا.
- الراحل سافر مؤخرًا إلى الخارج في رحلة علاج نفسي.
- التحريات الأولية بدت حاسمة في تأييد رواية “الانتحار”، لكن هذه الرواية سرعان ما واجهت رفضًا قاطعًا من المحيط القانوني للضحية.
المفاجأة: محامي الأسرة يرفض رواية الانتحار
في نفس اليوم، خرج المحامي محمد حمودة، الممثل القانوني لأسرة أحمد الدجوي، بتصريح صحفي رسمي قال فيه إن ما تم تداوله عن إصابة أحمد بمرض نفسي لا يمت للحقيقة بصلة.
أبرز ما جاء في تصريح المحامي:
- أحمد لم يكن يخضع لأي علاج نفسي.
- أسرته لم تبلغ أي جهة أمنية بإصابته بأي مرض عقلي أو اضطراب سلوكي.
- سفره الأخير إلى الخارج كان لأغراض العمل، وليس العلاج.
- سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية للحفاظ على سمعة العائلة وكشف الحقيقة.
- العائلة تنتظر نتائج تحقيقات النيابة العامة وتقرير الطب الشرعي لتحديد السبب الحقيقي للوفاة.
- هذه التصريحات قلبت الرواية الرسمية رأسًا على عقب، وأثارت تساؤلات حول التناقض بين أقوال الداخلية والعائلة.
الخلفية: صراع الميراث وبلاغات متبادلة
لم تأتِ الوفاة في سياق عادي. فقد كانت الأيام السابقة لحادثة الانتحار المفترضة مليئة بالتوتر، حيث نشب نزاع عائلي كبير داخل أسرة نوال الدجوي، وصل إلى المحاكم والنيابة العامة.
تفاصيل النزاع:
الدكتورة نوال الدجوي قدمت بلاغًا ضد حفيديها (أحمد وشقيقه)، تتهمهما بسرقة:
- 50 مليون جنيه مصري
- 3 ملايين دولار أمريكي
- 350 ألف جنيه إسترليني
- 15 كيلوجرامًا من المشغولات الذهبية
في المقابل، رد الحفيدان ببلاغ مضاد ضد ابنتي عمتهما، يتهمونهما بالتلاعب والإضرار بمستحقات الميراث.
القضايا تم تحويلها إلى المحاكم المدنية والتجارية والشرعية، وسط جدل قانوني وإعلامي كبير.
كل هذه التفاصيل تجعل من احتمال أن تكون الوفاة ناتجة عن ضغوط نفسية حادة أمرًا واردًا، لكن يظل إثبات ذلك رهنًا بنتائج التحقيقات الرسمية.
تحليل نفسي: هل كان أحمد الدجوي يعاني من اضطراب حقيقي؟
وفق علم النفس الجنائي، الانتحار في هذه الظروف غالبًا ما ينتج عن:
- اضطرابات اكتئابية حادة.
- شعور بالعجز القانوني أو الاجتماعي.
- الإحساس بالعزلة أو الفقدان.
- لكن في ظل نفي الأسرة وجود مرض نفسي سابق، تبقى الاحتمالات مفتوحة:
- إما أن الداخلية تلقت معلومات مغلوطة من أطراف أخرى.
- أو أن الأسرة تحاول حماية صورة الراحل من وصمة المرض النفسي والانتحار.
- أو أن هناك شبهة جنائية لم تتضح بعد.
الطب الشرعي.. الكلمة الفصل المرتقبة
جثة أحمد الدجوي تم نقلها إلى مصلحة الطب الشرعي لإعداد تقرير تشريحي شامل، من المنتظر أن يحسم:
- اتجاه الطلقة (هل هي متوافقة مع انتحار أم لا؟).
- وجود أي آثار مقاومة أو اعتداء.
- التحاليل الخاصة بالسموم والمخدرات.
- المدة الزمنية بين الإصابة والوفاة.
وبناءً على هذا التقرير، ستقرر النيابة العامة ما إذا كانت ستقيد الواقعة على أنها انتحار أم أنها بحاجة إلى فتح تحقيق جنائي موسع.
ردود الفعل الشعبية والإعلامية
تصدّرت القصة محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي في مصر. المستخدمون انقسموا بين:
- من يصدّق رواية الانتحار بسبب الضغط النفسي والنزاع الأسري.
- ومن يرى أن هناك شبهة جنائية ويطالب بتحقيق شفاف.
- وآخرون ركّزوا على أهمية تجنب الوصم المجتمعي للمرض النفسي، في حال ثبت أنه كان يعاني فعلًا.
الدروس المستفادة من القضية
هذه المأساة تكشف عن جوانب عدة:
- أهمية الشفافية في الروايات الرسمية والعائلية.
- ضرورة دعم الصحة النفسية وعدم وصمها اجتماعيًا.
- أثر النزاعات العائلية والميراث في تدمير حياة الأفراد.
- التريث قبل إصدار الأحكام في القضايا الحساسة.
خاتمة: الحقيقة الكاملة تنتظر تقرير النيابة
قضية أحمد شريف الدجوي لا تزال مفتوحة. الروايات متناقضة، والمشاعر مشوشة، والشارع المصري في حالة ترقب. وحده تقرير الطب الشرعي وتحقيقات النيابة العامة قادران على كشف ما إذا كانت الوفاة انتحارًا ناتجًا عن أزمة نفسية، أم جريمة مغلّفة بالصمت.
في كل الأحوال، فقدت أسرة الدجوي شابًا في مقتبل العمر، وفقدت جامعة أكتوبر أحد وجوهها، وبقيت الأسئلة عالقة في سماء الإعلام، تنتظر الحقيقة.