وش سبب سحب جنسية رياض الطرزي؟ القرار الذي أربك الشارع الكويتي

لم يكن خبر سحب الجنسية الكويتية من الطبيب البارز البروفيسور رياض الطرزي مجرد خبر إداري عابر، بل تحول إلى نقطة ارتباك وطنية وإعلامية أثارت تساؤلات غير مسبوقة داخل الكويت وخارجها. فهذا الجراح العالمي الذي كرّمته وزارة الصحة قبل أسابيع من القرار، ونُظر إليه باعتباره رمزًا للإنجاز الطبي، أصبح فجأة أحد الأسماء الواردة في مرسوم سحب الجنسية المنشور في الجريدة الرسمية في مايو 2025.

كيف انتقل الطرزي من واجهة التكريم إلى قوائم الإسقاط؟ ولماذا تم سحب الجنسية دون توضيحات تفصيلية؟ في هذا المقال، نستعرض السياق الكامل للقرار، ونتتبع أبرز التحليلات والآراء المتداولة، مستندين إلى المصادر الرسمية والمداولات الرقمية التي اشتعلت عقب الخبر.

من هو رياض الطرزي ويكيبيديا؟ الطبيب الذي أبهر الكويت بإبداعه

ولد البروفيسور رياض الطرزي عام 1954 في لبنان، وبدأ مسيرته العلمية في الجامعة الأميركية في بيروت، حيث حصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير في الطب عام 1979. لاحقًا، انتقل إلى الولايات المتحدة، ليكمل تخصصاته الدقيقة في:

  • الجراحة العامة
  • جراحة الأوعية الدموية
  • جراحة القلب والصدر

وقد تتلمذ على يد كبار الأطباء في مستشفى كليفلاند كلينك، وتلقى تدريبًا إضافيًا في زراعة القلب والرئتين بجامعة مينيسوتا، ما جعله من القلائل في الشرق الأوسط المتخصصين بهذا المجال شديد الدقة.

حضوره في الكويت: من الطب إلى التكريم

التحق الطرزي بـوزارة الصحة الكويتية عام 1999، حيث ترأس قسم جراحة القلب والصدر في مستشفى الأمراض الصدرية، وكان له دور محوري في إدخال تقنيات حديثة في العمليات القلبية وزراعة الأعضاء، وأشرف على عشرات العمليات الناجحة.

في أبريل 2025، وقبل صدور مرسوم سحب الجنسية بنحو ثلاثة أسابيع فقط، تم تكريمه رسميًا من قبل وزارة الصحة بعد إجرائه عملية زراعة قلب نادرة، أثارت إعجاب الأوساط الطبية داخل وخارج الكويت.

الجنسية الكويتية.. من تكريم إلى إسقاط

في عام 2018، حصل البروفيسور رياض الطرزي على الجنسية الكويتية بموجب مرسوم أميري، ضمن فئة الشخصيات التي قدمت “أعمالًا جليلة للدولة”، وفقًا لتصنيفات قانون الجنسية الكويتي.

لكن المفاجأة جاءت في 18 مايو 2025، حين نُشر في الجريدة الرسمية مرسوم يُعلن عن سحب الجنسية من عدد من الأفراد، من بينهم الطرزي، إلى جانب أسماء مثل مبارك العمر ومثنى السرطاوي.

وش سبب سحب جنسية رياض الطرزي؟ ما ورد رسميًا في الجريدة

الجريدة الرسمية لم توضح أسباب السحب بشكل مفصل، لكنها أشارت إلى المادة (11) من قانون الجنسية الكويتي رقم 15 لسنة 1959، التي تخوّل الدولة سحب الجنسية في الحالات التالية:

  • إذا ثبت أن الجنسية مُنحت بناءً على معلومات غير صحيحة.
  • إذا انضم الشخص إلى هيئات أو منظمات أجنبية تُعتبر معادية للدولة.
  • إذا ارتكب أعمالًا تُخلّ بأمن الدولة وسلامتها.
  • إذا أقدم على أفعال تُناقض الولاء للدولة.
  • إلا أن هذه البنود عامة جدًا، ولم تُرفق بأي توضيح يتعلق بواقعة محددة تخص الدكتور الطرزي، مما فتح الباب للتأويلات.

التفاعل الجماهيري والرقمي: صدمة، دهشة، وتكهنات

عقب صدور القرار، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية والخليجية بالتعليقات. أبرز ما قيل:

  • لماذا يُكرّم الطرزي ثم تُسحب جنسيته؟
  • هل توجد خلفيات أمنية لم يُكشف عنها؟
  • هل شابت ملفه الإداري مخالفات لم تكن معروفة سابقًا؟

منصة “إكس” (تويتر سابقًا) كانت الساحة الأكثر نشاطًا، حيث تداول المستخدمون صورًا من الجريدة الرسمية، وعبّر البعض عن دهشته بينما التزم آخرون الحذر، مشيرين إلى قانون الجرائم الإلكترونية الذي يُجرّم النشر في مثل هذه القضايا دون إذن رسمي.

تصريحات غير رسمية: تحليل صامت للوضع

لم تُصدر وزارة الداخلية الكويتية أو الجهات القانونية أي بيان توضيحي يخص حالة رياض الطرزي تحديدًا، ما أبقى القصة في دائرة التخمين. ومع ذلك، أشارت تسريبات إعلامية إلى أن القرار ربما جاء ضمن عملية مراجعة شاملة لملفات التجنيس، بهدف تصحيح بعض “الأخطاء الإدارية”، أو وفق معايير جديدة جرى اعتمادها حديثًا.

في المقابل، استبعدت مصادر طبية أن يكون الطرزي قد “أخلّ بولائه للدولة”، مشيرين إلى سلوكياته المهنية المنضبطة ومكانته في المجتمع الطبي.

القوانين الناظمة لسحب الجنسية في الكويت

بموجب القانون الكويتي، يجوز سحب الجنسية بناءً على:

  • المادة (10): إذا اكتسبها بالتبعية من شخص سُحبت جنسيته.
  • المادة (11): كما ورد أعلاه.
  • المادة (13): تتيح للمسحوب جنسيته التظلم أمام الجهات الرسمية خلال 60 يومًا من صدور القرار.
  • وبذلك، يمتلك الطرزي الحق القانوني في تقديم طعن أو تظلم ضد القرار، إذا رغب.

ماذا قال الإعلام الدولي؟

عدد من الصحف الخليجية والدولية أشارت إلى القرار باعتباره “غير معتاد”، خاصة أن رياض الطرزي لم يكن مجرد مقيم عادي، بل:

  • طبيب متخصص من الطراز العالمي.
  • حاصل على البوردات الأمريكية في ثلاثة تخصصات.
  • مؤلف أكثر من 60 بحثًا علميًا.
  • حاضر باسم الكويت في مؤتمرات طبية عالمية.

الجدير بالذكر أن عدداً من المنظمات الطبية الدولية عبّرت عن قلقها إزاء القرار، معتبرة أن ما جرى يثير مخاوف حول استقرار الكفاءات العلمية في المنطقة.

الأبعاد القانونية والسياسية للقرار

من الناحية القانونية، القرار سيادي، لا يُطعن فيه عادة إلا ضمن ضوابط مشددة. أما من الناحية السياسية، فالبعض يرى أن:

  • هناك توجهًا حكوميًا جديدًا لإعادة تقييم ملفات “الأعمال الجليلة”.
  • ربما كانت هناك اعتبارات غير مُعلنة تخص العلاقات الإقليمية أو الخلفيات الأمنية.
  • هناك سعي لإغلاق بعض “ملفات التجنيس الحساسة” من السنوات الماضية.
  • لكن غياب الشفافية يظل أكبر مصدر للجدل في هذه القضية.

ما الذي سيتغير في حياة البروفيسور الطرزي بعد القرار؟

في حال لم يُلغَ القرار، فإن تبعاته قد تشمل:

  • فقدانه للجنسية الكويتية وما يرتبط بها من حقوق مدنية.
  • إلغاء إقامته في البلاد، ما لم يُمنح وضعًا قانونيًا استثنائيًا.
  • تقليص نشاطه في المؤسسات الحكومية والطبية الرسمية.
  • احتمالية مغادرته الكويت للعمل في مراكز طبية بديلة بالخارج.
  • ومع ذلك، فإن إرثه العلمي سيبقى حاضرًا في ملفات الطب القلبي في الكويت لسنوات.

رأي الشارع المهني: لا للتسييس.. نعم للتقييم المهني

الغالبية في الوسط الطبي الكويتي أكدت أن البروفيسور الطرزي لم يُعرف عنه أي نشاط سياسي، بل كان دائمًا منشغلًا في مجاله العلمي، ما يجعل قرار سحب جنسيته محاطًا بعلامات استفهام أكبر من الإجابات.

هل من فرصة لتراجع القرار؟

إذا قدّم الطرزي تظلمًا خلال المدة القانونية، وأثبت أن ملفه خالٍ من المخالفات أو التضليل، فقد يُعاد النظر في القرار، خصوصًا إذا مارست جهات طبية دولية ضغوطًا معنوية لصالحه.

خاتمة: دروس من قضية رياض الطرزي
قضية سحب جنسية رياض الطرزي ليست حدثًا إداريًا عابرًا، بل محطة تدعو لإعادة التفكير في:

  • أهمية شفافية إجراءات سحب الجنسية.
  • التوازن بين الهوية القانونية والإنجاز المهني.
  • ضرورة تأمين بيئة مستقرة للكفاءات العلمية.

سواء أعيدت الجنسية أم لا، ستبقى قصة رياض الطرزي علامة فاصلة في علاقة الدولة بالمبدعين، وشاهدًا على كيف يمكن لمرسوم واحد أن يغيّر مصير إنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى