من هو البروفيسور رياض الطرزي ويكيبيديا؟ السيرة الذاتية الكاملة بعد سحب جنسيته الكويتية والسبب الحقيقي وراء القرار المثير للجدل
لطالما ارتبط اسم البروفيسور رياض الطرزي بالريادة الطبية في مجال جراحة القلب وزراعة الأعضاء في منطقة الخليج، فحين يُذكر اسمه، يتبادر إلى الأذهان تاريخ طويل من الإنجازات الطبية التي ارتقت بمستوى الرعاية الصحية في الكويت والمنطقة.
غير أن ما لم يكن يتوقعه الكثيرون هو أن تتحول هذه المسيرة اللامعة إلى عنوان للجدل السياسي والقانوني، بعد صدور مرسوم رسمي في مايو 2025 يقضي بسحب الجنسية الكويتية منه، رغم منحه إياها قبل ست سنوات فقط.
هذا القرار فاجأ الجميع، خصوصًا في ظل صمت الجهات الرسمية بشأن الأسباب الدقيقة، وتناقض المشهد مع التكريم الطبي الذي ناله الطرزي في أبريل 2025 بعد نجاح عملية زراعة قلب نادرة.
فهل كان القرار مبنيًا على اعتبارات قانونية؟ أم أن هناك خلفيات سياسية أو أمنية لم يُعلن عنها؟ ومن هو رياض الطرزي، الرجل الذي أثار الجدل وترك خلفه تساؤلات تتجاوز حدود الطب إلى عمق السياسات الوطنية؟
في هذا المقال نستعرض سيرة البروفيسور الطرزي، أبرز محطاته، والظروف المحيطة بسحب جنسيته الكويتية.
من هو البروفيسور رياض الطرزي ويكيبيديا؟ مسيرة طبيب بدأ من بيروت وانتهى في الكويت
ولد البروفيسور رياض الطرزي عام 1954 لعائلة لبنانية ذات خلفية علمية، ونشأ في بيئة أكاديمية أرست فيه مبادئ الانضباط والطموح. منذ سنوات دراسته الأولى في الجامعة الأمريكية في بيروت، برز الطرزي كطالب مميز في كلية الطب، حيث نال شهادتي البكالوريوس والماجستير عام 1979.
خطواته الأولى نحو العالمية
- بعد إنهاء دراسته في بيروت، اتجه الطرزي إلى الولايات المتحدة، حيث بدأ رحلته التخصصية العميقة:
التحق بـمستشفى كليفلاند كلينك في أوهايو، أحد أعرق المراكز القلبية في العالم، وواصل دراسته في:
- الجراحة العامة (1984)
- جراحة الأوعية الدموية (1985)
- جراحة القلب والصدر (1987)
ثم انتقل إلى جامعة مينيسوتا لإجراء تخصص دقيق في زراعة القلب والرئتين عام 1988، ما أتاح له أن يكون من أوائل العرب المتخصصين في هذا المجال.
عودته إلى العالم العربي: الكويت نقطة التحول
في عام 1999، عاد البروفيسور الطرزي إلى المنطقة، وتحديدًا إلى الكويت، حيث تولى رئاسة قسم جراحة القلب والصدر في مستشفى الأمراض الصدرية التابع لوزارة الصحة الكويتية.
وسرعان ما أصبح اسم الطرزي مرادفًا للتفوق المهني والريادة العلمية، حيث أجرى عشرات العمليات الدقيقة، وأسهم في تدريب أجيال من الجراحين، كما شارك في رسم السياسات العلاجية في البلاد.
أبرز المناصب والعضويات الدولية
- رئيس قسم جراحة القلب في مستشفى سانت بول رمزي – الولايات المتحدة
- أستاذ في جامعة شورنتون – كاليفورنيا
- رئيس جمعية خريجي كليفلاند كلينك لجراحة القلب والصدر
- زميل كلية الجراحين الأمريكية
- زميل الجمعية الأمريكية لجراحي القلب والصدر
- عضو في جمعية زراعة القلب والرئتين
إنجازاته العلمية: من العمليات النوعية إلى البحوث المحكمة
لم يكن البروفيسور رياض الطرزي مجرد طبيب عمليات، بل رجل علم وبحث بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد:
- أجرى عشرات عمليات زراعة القلب والأعضاء الحيوية
- أنقذ حياة مئات المرضى في الكويت وخارجها
- ألّف 68 بحثًا طبيًا محكمًا نُشر في مجلات علمية مرموقة
- حاضر في أكثر من 30 مؤتمرًا طبيًا عالميًا
- حصل على جوائز من عدة مؤسسات أكاديمية وصحية دولية
الجنسية الكويتية: تكريم رسمي ومسار اعتراف وطني
في عام 2018، تم منح البروفيسور رياض الطرزي الجنسية الكويتية تكريمًا لإسهاماته الطبية في البلاد. القرار جاء بموجب مرسوم أميري، واستُقبل بترحيب واسع من الأوساط الصحية والرسمية، باعتباره نموذجًا للدمج بين الكفاءة والانتماء.
لم تكن الجنسية فقط رمزًا قانونيًا، بل كانت اعترافًا وطنيًا بجهود رجل أسهم في إنقاذ الأرواح وتطوير النظام الصحي.
أبريل 2025: عملية زراعة قلب تُتوّج المسيرة
في مشهد كان يُفترض أن يكون تتويجًا لمسيرته، أجرى الطرزي عملية زراعة قلب نادرة في مركز سلمان الدبوس لأمراض القلب، وتم تكريمه من وزارة الصحة الكويتية بحضور كبار مسؤولي الدولة، ووُصف حينها بأنه “الطبيب الذي نقل الطب القلبي في الكويت إلى مرحلة جديدة”.
لكن لم تكتمل الفرحة، إذ جاء القرار الصادم بعد ذلك بأسابيع قليلة.
- مايو 2025: سحب الجنسية… القرار الذي فاجأ الجميع
- في 18 مايو 2025، صدر مرسوم رسمي بسحب الجنسية الكويتية من عدد من الأفراد، كان من بينهم اسم رياض الطرزي، في قرار تم تداوله ضمن مراجعة ملفات التجنيس.
- ورغم أن المرسوم جاء تطبيقًا للمادة (11) من قانون الجنسية الكويتي، والتي تتيح سحب الجنسية في حالات تشمل:
الحصول على الجنسية بطرق غير مشروعة
- الإضرار بأمن الدولة
- الانضمام لجهات أجنبية معادية
- إلا أن الجهات الرسمية لم توضح السبب المباشر في حالة الطرزي.
التساؤلات التي فُتحت بعد القرار
القرار فجّر عاصفة من التساؤلات على مختلف المستويات:
- كيف يتم سحب جنسية طبيب قدّم كل هذه الإنجازات؟
- هل هناك سبب أمني أو سياسي لم يُعلن عنه؟
- هل يُعقل أن يتعرض أحد رموز الصحة في البلاد لهذا النوع من الإجراءات دون تحقيق شفاف؟
- هل يتعرض أصحاب الكفاءات الأجنبية في الكويت لمخاطر قانونية رغم إسهاماتهم؟
ردود الفعل: الصدمة في المجتمع الطبي
الصدمة كانت واضحة بين زملاء البروفيسور في وزارة الصحة الكويتية، وبعضهم تحدث — بصفة غير رسمية — عن شعور بالإحباط والقلق من إمكانية أن يكون القرار سياسيًا أكثر منه مهنيًا.
كذلك، عبّر عدد من الحقوقيين عن خشيتهم من أن يشكّل القرار سابقة قد تؤثر على استقرار المهنيين ذوي الجنسيات المكتسبة، خصوصًا من الأطباء والخبراء في مؤسسات الدولة.
هل يمكن الطعن في القرار؟ الجانب القانوني
ينص قانون الجنسية الكويتي على إمكانية سحب الجنسية في بعض الحالات المحددة، لكنه يتيح أيضًا لحامل الجنسية السابقة:
- التقدم بـ”تظلم” خلال فترة لا تتجاوز 60 يومًا من صدور القرار.
- الطعن أمام المحكمة الإدارية في حال تم إثبات وجود تعسف أو مخالفة للإجراءات.
- وبالتالي، لا يزال المجال القانوني مفتوحًا أمام الطرزي إذا قرر اللجوء إليه.
ما وراء الخبر: السياسة، الأمن، أم إعادة التقييم؟
التحليلات المتداولة تشير إلى ثلاثة سيناريوهات محتملة:
- أسباب أمنية: ربما يتعلق الأمر بعلاقات مفترضة مع جهات أجنبية لم يُعلن عنها.
- إجراءات إدارية: قد تكون هناك مخالفات شكلية في ملف التجنيس.
- مراجعة واسعة: ربما جاء القرار ضمن حملة حكومية تهدف لمراجعة تجنيس بعض الكفاءات.
- لكن حتى اللحظة، لا توجد رواية رسمية دقيقة تُفسر القرار، ما يعزز حالة الغموض.
هل سيفقد الطرزي مكانته؟
سحب الجنسية لا يعني بالضرورة إسقاط الاعتراف الطبي أو الأكاديمي، لكن:
- قد تتأثر صلاحياته الإدارية داخل القطاع الحكومي.
- قد يُطلب منه مغادرة البلاد حال فقدان الإقامة.
- قد تتراجع مشاركته في المؤتمرات أو الأعمال البحثية داخل الكويت.
- ومع ذلك، لا يزال الدكتور رياض الطرزي يحتفظ بمكانته العلمية دوليًا.
خاتمة: دروس مستخلصة من قضية رياض الطرزي
قصة البروفيسور رياض الطرزي تفتح ملفات أوسع من مجرد قرار قانوني. هي دعوة للتأمل في:
- معايير التجنيس وسحب الجنسية.
- مدى استقرار بيئة العمل أمام الكفاءات الأجنبية.
- الحاجة لشفافية الإجراءات الحكومية.
- دور المجتمع في الدفاع عن أصحاب الإنجازات.
سواء بقي الطرزي في الكويت أو غادرها، فإن إنجازاته ستبقى محفورة في الذاكرة الصحية للبلاد، ودوره كطبيب أنقذ أرواحًا لا يُمحى بمرسوم.