من هو الشيخ صالح بن حميد ويكيبيديا خطيب يوم عرفة 1446هـ؟ السيرة الذاتية الكاملة

في كل عام، ينتظر المسلمون من شتى أنحاء الأرض لحظة عظيمة تهتز لها القلوب وتدمع لها العيون: خطبة يوم عرفة. تلك اللحظة التي تُلقى فيها كلمات تُخلّد، وتُبث فيها رسائل السكينة واليقين والرحمة إلى الملايين من الحجاج والناس أجمعين.

ومع اقتراب موسم حج 1446هـ، جاء الإعلان الرسمي من رئاسة شؤون الحرمين الشريفين بتكليف الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد بهذه المهمة الجليلة، ليكون هو من يتقدم ليخطب بالملايين في مسجد نمرة، بصوته الهادئ وكلماته العميقة التي عرفها العالم الإسلامي منذ سنوات.

لكن من هو الشيخ صالح بن حميد؟ وما الذي أهله ليعتلي هذا المنبر العظيم في واحدة من أعظم اللحظات الروحية في الإسلام؟ في هذا المقال نغوص في سيرته الذاتية ومسيرته العلمية والقيادية، ونستعرض أسباب اختياره، وأثره المنتظر على حجاج هذا العام.

من هو الشيخ صالح بن حميد ويكيبيديا السيرة الذاتية؟ سيرة علمية وروحية حافلة

الشيخ صالح بن عبد الله بن محمد بن حميد، من مواليد مدينة بريدة في منطقة القصيم عام 1369هـ الموافق 1950م. نشأ في بيت علم وقضاء، حيث كان والده الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد قاضيًا ومفتيًا بارزًا، مما أثّر على توجهه الديني والعلمي منذ نعومة أظافره.

بدأ الشيخ صالح مسيرته العلمية في مكة المكرمة، ثم التحق بجامعة أم القرى، التي كانت تُعرف حينها بكليّة الشريعة والدراسات الإسلامية، ونال فيها ثلاث درجات علمية متتالية:

  • بكالوريوس في الشريعة عام 1392هـ.
  • ماجستير في الفقه وأصوله عام 1396هـ.
  • دكتوراه في أصول الفقه عام 1402هـ.

منذ بدايته، عُرف بالذكاء والتوازن والمنهج الوسطي، وهو ما جعله محط تقدير علماء المملكة، ومهيأً لتولي مسؤوليات كبرى في وقت مبكر من حياته المهنية.

المناصب القيادية التي شغلها الشيخ صالح بن حميد

تميّزت حياة الشيخ صالح بن حميد بمسيرة إدارية وعلمية متوازنة، توزعت بين المجال الأكاديمي والدعوي والوطني، ومن أبرز المناصب التي تقلدها:

  • معيد ثم أستاذ في كلية الشريعة بجامعة أم القرى.
  • عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى.
  • عضو مجلس الشورى (1414هـ – 1421هـ).
  • رئيس مجلس الشورى (1422هـ – 1430هـ).
  • رئيس المجلس الأعلى للقضاء (1430هـ – 1433هـ).
  • رئيس شؤون الحرمين الشريفين (1421هـ).
  • مستشار في الديوان الملكي بمرتبة وزير منذ 1433هـ.
  • إمام وخطيب المسجد الحرام منذ أكثر من عقدين.

تكليفه بخطبة يوم عرفة 1446هـ.. شرف وتقدير وثقة

في يوم الأحد 25 مايو / أيار 2025م، أعلنت رئاسة شؤون الحرمين بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، تكليف الشيخ صالح بن حميد بخطبة يوم عرفة 1446هـ، وهي من أعظم الخطابات الدينية التي تُلقى سنويًا.

هذا التكليف لم يكن مفاجئًا، بل جاء تتويجًا لمسيرة استثنائية من الاعتدال والعلم والخدمة الدينية الممتدة، ورسالة بأن العلماء الراسخين في العلم هم من يُؤتمنون على الكلمة في أعظم المواقف.

وقد أكدت الرئاسة أن هذا الاختيار “يعكس التقدير الملكي للعلماء، ويعزز أجواء الطمأنينة التي تميز موسم الحج”.

ما أهمية خطبة يوم عرفة؟ ولماذا لها هذا الأثر العظيم؟

خطبة يوم عرفة ليست كبقية الخطب، فهي الخطبة التي يُنتظر أن يسمعها:

  • ملايين الحجاج في صعيد عرفات.
  • مئات الملايين من المسلمين عبر البث المباشر.
  • الخطباء والأئمة في أنحاء العالم الإسلامي، الذين يستلهمون منها معانيها وروحها.
  • ويُنتظر من الخطيب أن يذكر الله، ويذكّر الأمة بالتوحيد، ويحثهم على الأخلاق والتوبة، والوحدة، والرحمة، وترك الفتن والفرقة.
  • ولهذا يُنتقى الخطيب بعناية شديدة كل عام.

عضويات علمية ومكانة دولية

الشيخ صالح بن حميد ليس فقط شخصية مؤثرة محليًا، بل يحمل حضورًا عالميًا في المحافل الإسلامية، من خلال عضوياته في:

  • هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية.
  • مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي.
  • وقد مثّل المملكة في العديد من المؤتمرات الشرعية والفقهية على مستوى العالم الإسلامي.

مؤلفاته العلمية والفكرية: مزيج بين الفقه والتجديد

على الرغم من انشغاله بالمهام القيادية، لم يتوقف الشيخ صالح عن الإنتاج العلمي والبحثي، وله عدد من الكتب التي لاقت رواجًا واسعًا، منها:

  • “وضع الحرج في الشريعة الإسلامية”
  • “أدب الخلاف”
  • “مفهوم الحكمة في الدعوة”
  • “الجامع في فقه النوازل”
  • “تاريخ أمة في سيرة أئمة” (5 أجزاء)

تتميز كتاباته بالبساطة، والربط بين الفقه والواقع، والدعوة إلى الاعتدال في الطرح والممارسة.

خطباء يوم عرفة عبر العقود.. وتاريخ منبر نمرة

منذ توحيد المملكة وحتى اليوم، تناوب على منبر عرفة نخبة من أبرز علماء الأمة، منهم:

  • الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (ألقى الخطبة لأكثر من 34 عامًا).
  • الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ (25 خطبة).
  • الشيخ محمد عبداللطيف بن عبدالوهاب، أول خطيب في مسجد نمرة عام 1343هـ.

وفي السنوات الأخيرة تعاقب على المنبر:

  • الشيخ عبدالرحمن السديس (1437هـ).
  • الشيخ سعد الشثري (1438هـ).
  • الشيخ ماهر المعيقلي (1445هـ).

ويُتوقع أن تكون خطبة الشيخ صالح بن حميد لهذا العام علامة فارقة، بالنظر إلى خلفيته العلمية وهدوئه الخطابي وعمق كلماته.

توقعات بشأن خطبته هذا العام.. رسالة وحدة وسلام

مع ما يشهده العالم الإسلامي من أزمات إنسانية، وحروب، وصراعات فكرية، يُتوقع أن تحمل خطبة الشيخ صالح بن حميد هذا العام:

  • نداءات للسلام والوحدة بين المسلمين.
  • دعوة للرجوع إلى روح الإسلام في التسامح.
  • تذكير بقيمة التوحيد والعدل في زمن الفتن.
  • حث الأمة على نبذ التطرف والخلاف المذهبي.

ردود الفعل على تكليفه بخطبة عرفة

لاقى قرار التكليف ترحيبًا واسعًا من:

  • علماء الشريعة، الذين وصفوا التكليف بأنه “تكريم للعلماء الكبار الراسخين”.
  • وسائل الإعلام المحلية، التي سلّطت الضوء على سيرته وتأثيره.
  • رواد مواقع التواصل، حيث امتلأت المنصات بالثناء والدعاء له بالتوفيق.

كلمة أخيرة: إمام المنبر الأهم في العام
في وقفة عرفة، تقف الأمة كلها في صمت، تنتظر الكلمة التي ستُقال على منبر نمرة، لأن تلك الكلمة تتردد في آذان الملايين، ويُستشهد بها على مدار عام كامل في المحاضرات والمنابر.

والآن، وقد أُوكلت هذه الكلمة العظيمة إلى الشيخ صالح بن حميد، فإننا أمام لحظة مهيبة من السكينة، والبصيرة، والتوجيه الرباني الذي تنتظره الأمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى