خطبة عن فضل عشر ذي الحجة 1446: أفضل أيام الدنيا وفرصتك العظمى للطاعة
في كل عام، ومع اقتراب شهر ذي الحجة، يتجدد الحديث عن فضل هذه الأيام العظيمة، خاصة العشر الأوائل منها، والتي أقسم الله بها في كتابه العزيز، فقال تعالى: “وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ” [سورة الفجر: 1-2]، مما يدل على عظيم شأنها ورفعة مكانتها.
ويأتي موضوع خطبة عن فضل عشر ذي الحجة 1446 ليكون تذكيرًا للقلوب، وتنبيهًا للغافلين، وتحفيزًا للمؤمنين للاستعداد الروحي والعملي لاستقبال أعظم أيام الدنيا، كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم.
خطبة عن فضل عشر ذي الحجة 1446 (نموذج أول)
الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم كتابه: “ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات” [الحج: 28]، نحمده ونشكره، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد أيها المسلمون:
إن موضوع حديثنا اليوم هو خطبة عن فضل عشر ذي الحجة 1446، والتي نحن على أبوابها، فهذه الأيام عظّمها الله في كتابه، ورفع قدرها نبيّه في سنّته، وجعل فيها مواسم للطاعة لا تتكرر في غيرها.
لقد ثبت في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام”، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: “ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء” [رواه البخاري].
أيها الأحبة في الله، هذا الحديث يفتح لنا بابًا عظيمًا من أبواب الخير، ويحفزنا على الإكثار من الأعمال الصالحة في هذه الأيام المباركة.
أولًا: ما الذي يميز عشر ذي الحجة؟
-
هي الأيام التي تجتمع فيها أمهات العبادات: الصلاة، الصيام، الحج، الذكر، الصدقة.
-
فيها يوم عرفة، الذي قال فيه النبي: “صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده” [رواه مسلم].
-
فيها يوم النحر، وهو أعظم أيام الدنيا، ويوم الحج الأكبر، ويوم الأضحية والعبادة والفرح.
ثانيًا: الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة
1. التكبير والتهليل والتحميد
قال الإمام البخاري: “كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر فيكبّران، ويكبّر الناس بتكبيرهم”.
صيغة التكبير المشهورة:
“الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد”
2. الصيام
وخاصة صيام يوم عرفة، فقد ثبت فضله في الأحاديث النبوية.
3. الصلاة
الإكثار من الصلاة، وصلاة النوافل، والتهجد، وقيام الليل.
4. قراءة القرآن
لأنها من أفضل الطاعات، فهي كلام الله، وثواب تلاوته لا يعدله شيء.
5. الصدقة
فهي مفتاح للرحمة، ومغفرة للذنوب، وسبب في رضا الله.
6. الاستغفار والتوبة
قال تعالى: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” [النور: 31].
ثالثًا: الأضحية وفضلها
إن من أبرز شعائر عشر ذي الحجة ذبح الأضحية، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ضحى بكبشين أملحين، وأمر بها أمته، وهي سنة مؤكدة عن رسول الله، وهي مظهر من مظاهر الفرح والتقرب إلى الله، وتوزيع لحومها من البر والإحسان.
قال تعالى:
“لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ” [الحج: 37].
خطبة جمعة عن عشر ذي الحجة 1446 (نموذج ثان)
الحمد لله الذي جعل لنا مواسم للطاعات، وفتح لنا أبواب الرحمات، نحمده ونشكره، ونسأله الثبات حتى الممات، ونشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
أيها المسلمون، حديثنا اليوم عن أعظم أيام العام، عن أيام الفرصة الذهبية لكل مقصر ومذنب، عن أيام السباق إلى الجنة.
خطبة عن فضل عشر ذي الحجة 1446 تذكركم بأن هذه الأيام فرصة لا تعوض. فالعاقل من اغتنمها، والموفق من أعدّ لها، فهل خططت لما ستفعله فيها؟
تذكير مهم:
-
لا تقل: “ليست رمضان”، فهي عند الله أفضل من الجهاد.
-
لا تؤجل التوبة، فالله يناديك من خلال هذه الأيام.
يا من أثقلتك الذنوب:
هذه الأيام هي فرصتك لغسل خطاياك.
يا من فترت همتك:
هذه الأيام تجدد إيمانك.
يا من تاقت نفسك للجنة:
هذه الأيام تقربك منها خطوات.
خاتمة خطبة عن فضل عشر ذي الحجة 1446
أيها المسلمون، لقد اقتربت أيام النفحات والبركات، فلا تضيعوها في الغفلة، ولا تنشغلوا عنها بالتوافه. استقبلوها بنية خالصة، وعزم أكيد على الطاعة.
فلنكثر من الصلاة والصيام والذكر وقراءة القرآن، ولنُحيي سنن النبي، ولنُقبِل على الله بقلوب صادقة وأعمال مخلصة.
اللهم اجعلنا من أهل العشر المباركة، واكتبنا فيها من عتقائك من النار، وبلغنا يوم عرفة، وأعنّا فيه على الصيام والقيام والدعاء، ولا تجعلنا ممن ضيعوا أعظم أيام العمر.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.