السبب الحقيقي لـ وفاة أحمد الدجوي حفيد الدكتورة نوال الدجوي.. أسرار جريمة تهز الرأي العام المصري

لم يكن الأحد 25 مايو/ أيار 2025 يومًا عاديًا في مدينة السادس من أكتوبر، فقد شهدت شوارعها هدوءًا ظاهريًا يخفي تحته عاصفة عائلية وإعلامية واجتماعية. في إحدى الشقق السكنية الراقية، وُجد جثمان شاب في مقتبل العمر غارقًا في دمه، إثر إصابته بطلق ناري. إنه أحمد شريف الدجوي، حفيد واحدة من أكثر الشخصيات الأكاديمية نفوذًا في مصر، الدكتورة نوال الدجوي، رئيسة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب.

الواقعة لم تمر كأي جريمة قتل، بل تحولت خلال ساعات إلى قضية رأي عام، وبدأت خيوط القصة تتشابك بشكل غير مسبوق، بين أموال مسروقة، وخلافات عائلية، وتكهنات بوجود صراع داخلي يدار داخل جدران قصور الأثرياء.

من هو أحمد الدجوي ويكيبيديا السيرة الذاتية؟ حياة علمية تصطدم بمصير مأساوي

أحمد شريف الدجوي لم يكن مجرد حفيد لشخصية عامة، بل كان أستاذًا أكاديميًا شابًا واعدًا، يعمل في مجال هندسة الطاقة الميكانيكية. شق طريقه العلمي منذ تخرجه من كلية الهندسة بجامعة القاهرة، حيث حصل على درجة البكالوريوس عام 2008، ثم الماجستير عام 2012، وأخيرًا الدكتوراه في 2015 في تخصص نادر: “تكييف الهواء في المنشآت الصحية”.

كان أحمد يشغل منصب أستاذ مشارك في “كلية الهندسة بجامعة القاهرة”، وقد نال احترام زملائه وطلابه على السواء، واشتهر بصرامته العلمية ودقته في التفاصيل. لكن هذه المسيرة المهنية الرصينة لم تشفع له حينما دخلت حياته في مسار آخر تمامًا… مسار العائلة، المال، والاتهامات.

لحظة العثور على الجثمان: صدمة غير متوقعة

في مساء الأحد 25 مايو/ أيار، ورد بلاغ إلى قسم شرطة أكتوبر من سكان أحد العقارات يفيد بانبعاث رائحة كريهة من شقة في الطابق الرابع. وعند وصول رجال الأمن، كانت المفاجأة… جثة أحمد ملقاة على الأرض، مصابة بطلق ناري نافذ، وبجوارها آثار مقاومة وتبعثر.

رجال المباحث باشروا على الفور التحقيق، وجمعت الأدلة الجنائية والبصمات وكاميرات المراقبة، لكن الغموض ظل سيد الموقف. هل هي جريمة قتل؟ أم انتحار كما روج البعض؟ أم تصفية متعمدة لأسباب عائلية متشابكة؟ الأسئلة أكثر من الأجوبة.

الخلفية العائلية: من هي نوال الدجوي؟

الدكتورة نوال الدجوي، التي تجاوزت التسعين عامًا، هي واحدة من أقدم مؤسسي الجامعات الخاصة في مصر، وقد أسست “جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب” وكانت تترأسها حتى لحظة وقوع الجريمة. تُعرف بأنها سيدة صارمة، صاحبة نفوذ واسع داخل وخارج الوسط التعليمي، ويُقال إنها كانت تتمتع بثروة ضخمة، تديرها بعناية شديدة.

لكنّ هذه السمعة بدأت تتعرض للاهتزاز عندما وقع حادث السرقة الذي استهدف منزلها في 6 أكتوبر قبل أسبوعين فقط من مقتل حفيدها.

حادث السرقة: بداية السقوط المدوي

وقعت عملية سطو على منزل نوال الدجوي وصُنفت ضمن أكبر عمليات السرقة من منازل شخصيات عامة في مصر. ووفقًا للتحقيقات الأولية، تمت سرقة:

  • أكثر من 50 مليون جنيه مصري نقدًا
  • 3 ملايين دولار أمريكي
  • 350 ألف جنيه إسترليني
  • نحو 15 كيلوغرامًا من الذهب

وقد أثارت هذه الأرقام صدمة واسعة لدى الرأي العام، ليس فقط بسبب قيمتها، ولكن لأن هذه “السيولة” كانت محفوظة داخل منزلها، في ظل غياب أي آلية مصرفية أو تأمين كافٍ.

هل كان أحمد الدجوي متهمًا بالسرقة؟

بعد وقوع السرقة، باشرت الجهات الأمنية تحقيقات مكثفة، وكان من بين من تم استدعاؤهم للتحقيق أحمد شريف الدجوي نفسه. ورغم عدم توجيه تهم رسمية له، إلا أنه كان في دائرة الاشتباه، وذُكر اسمه في تقارير أمنية كأحد الأحفاد الخمسة المحتمل تورطهم في القضية.

بل إن بعض المصادر الصحفية تحدثت عن خلافات قديمة بينه وبين جدته، تتعلق بإرث الأسرة وطبيعة إدارة الأموال، خاصة مع تداول معلومات عن تفكير الدكتورة نوال في إعادة توزيع الثروة بعد السرقة، مما زاد من التوتر داخل العائلة.

ما سبب وفاة أحمد الدجوي الحقيقي؟

حتى الآن، لم تُعلن السلطات بشكل رسمي عن الجاني أو عن الدافع وراء القتل، لكن السيناريوهات المتداولة بين الناس وداخل التحقيقات تدور حول فرضيتين أساسيتين:

1. تصفية بسبب صراعات عائلية:

الاحتمال الأكبر أن تكون هناك خلافات مالية حادة بين أفراد الأسرة، وربما تم تصفية أحمد بسبب شكوك بأنه إما كان يعرف شيئًا خطيرًا عن عملية السرقة، أو كان على خلاف مباشر مع الجناة داخل الأسرة نفسها.

2. انتحار تحت الضغط:

طرح البعض نظرية أن يكون أحمد قد أقدم على الانتحار بسبب الضغوط النفسية التي تعرض لها بعد التحقيقات الأخيرة، خاصة إن كان بريئًا من السرقة ولكنه شعر بالخذلان من أقرب الناس إليه.

لكن هذه الفرضية ضعيفة أمنيًا، لأن التقرير المبدئي يشير إلى وجود آثار مقاومة داخل الشقة، وهو ما يُضعف رواية الانتحار.

تقرير الطب الشرعي والمفاجأة المنتظرة

أشارت مصادر مطلعة إلى أن تقرير الطب الشرعي النهائي لم يصدر بعد، لكنه سيكون حاسمًا في تحديد زاوية إطلاق النار، وعدد الطلقات، وتوقيتها، مما قد يرجّح فرضية القتل على حساب أي سيناريو آخر.

وفي حال ثبوت أنها جريمة قتل، فإن التحقيقات ستنتقل إلى مرحلة جديدة تمامًا تشمل فتح ملفات الميراث، وعلاقات الأحفاد ببعضهم، وسجلات الاتصالات.

لماذا تحولت الجريمة إلى قضية رأي عام؟

ما جعل قضية مقتل أحمد الدجوي تنفجر بهذا الشكل إعلاميًا هو تزامنها مع:

  • سرقة غير مسبوقة من منزل شخصية عامة
  • انتماء القتيل لعائلة أكاديمية مرموقة
  • تداول اسم نوال الدجوي في سياقات غير مسبوقة تتعلق بالثروة والإرث
  • تضارب التصريحات حول الحالة العقلية لنوال الدجوي، وفق تقارير طبية أولية
  • تداول وثائق مسربة عن “وصية محتملة” قد تُغير معادلة توزيع الثروة

مواقع التواصل الاجتماعي: ساحة اشتعال

على منصات التواصل، لم يكن الموضوع مجرد نقاش جنائي. بل تحوّل إلى ساحة نقد للفساد، وتضارب المصالح، ومقارنة بين التعليم الحكومي والخاص، وسط دعوات لفتح ملفات الجامعات الخاصة وثرواتها، ووضع رقابة مشددة على مصادر دخلها.

هل كانت هذه النهاية متوقعة؟

كثيرون ممن عرفوا أحمد الدجوي قالوا إنه كان يعيش تحت ضغط نفسي كبير في الشهور الأخيرة. وقد بدت عليه علامات التوتر، وانعزل عن محيطه، وتوقف عن المشاركة في مؤتمرات علمية كان ملتزمًا بها.

لكن أحد زملائه في كلية الهندسة أكد أنه “كان ينتظر فرصة جديدة للسفر والبحث العلمي في أوروبا”، وهو ما يُضعف تمامًا فكرة الانتحار، ويُعزز أن ما حدث له كان تصفية متعمدة.

الختام: أحمد الدجوي ضحية ماذا؟
في ظل هذه الفوضى، يبقى السؤال معلقًا: هل أحمد شريف الدجوي ضحية جشع العائلة؟ أم ضحية ثروة طائلة وُضعت بين أيدي أشخاص لا يجيدون سوى الصراع؟ وهل سيسدل الستار على القضية بكبش فداء، أم تكشف التحقيقات المستور؟

قضية أحمد الدجوي ليست فقط جريمة قتل، بل مرآة لواقع مرير، تتداخل فيه العائلة بالمال، والتعليم بالسلطة، والحقيقة بالغموض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى