سبب وفاة إبراهيم صالح حامد العوض الحقيقي.. القصيم تودّع رجلًا من أهل البر والإحسان
تودّع القصيم ومحافظة الرس اليوم شخصية بارزة من رجالات الخير والبذل في السعودية، بعد أن رحل عن عالمنا الشيخ إبراهيم صالح حامد العوض، تاركًا وراءه سيرة عطرة ومآثر إنسانية لا تُنسى. انتشر خبر وفاته في صباح يوم السبت 26 مايو 2025، الموافق 18 ذو القعدة 1446، عبر صفحات إخبارية موثوقة مثل “أخبار القصيم” و”وفيات السعودية”، ليتحول سريعًا إلى حديث الساعة في الأوساط المحلية وعلى منصات التواصل الاجتماعي.
الراحل لم يكن مجرد اسم يُتلى في قوائم الوفيات، بل كان علمًا من أعلام البر، ومثالًا للرجل الصالح الذي نذر عمره لخدمة مجتمعه، ومساعدة الفقراء، ودعم الأعمال الخيرية بمختلف صورها، بعيدًا عن الأضواء أو حب الظهور. وقد كان خبر وفاته بمثابة صدمة موجعة لأهل القصيم، حيث عُرف بمحبته للجميع، وتواضعه في التعامل، وكرمه الذي لم ينقطع طوال حياته.
من المقرر أن يُصلى عليه غدًا الأحد 27 ذو القعدة 1446هـ، بعد صلاة الظهر مباشرة في جامع الشايع بمحافظة الرس، وسط أجواء حزينة يخيّم فيها الحزن على محبيه، وعارفي فضله، وذوي الأيادي البيضاء التي طالما امتدت بالخير من خلاله.
تدفقت التعازي من الأصدقاء، والأقارب، وشخصيات عامة، وجمعيات خيرية ومبادرات مجتمعية سبق أن ارتبطت به خلال مسيرته. وتحوّلت صفحات التواصل الاجتماعي إلى مساحة عزاء كبيرة، يترحم فيها الناس على رجلٍ أحبّوه، وكان له في حياتهم حضورٌ ودور.
في هذا المقال، نسلّط الضوء على حياة الفقيد، وأبرز أعماله، وتأثيره الإنساني والاجتماعي، مع عرض تفاصيل الصلاة عليه، وردود الأفعال التي تلت وفاته، لنوثق وداع القصيم لرجل من رجالاتها المخلصين.
من هو إبراهيم صالح حامد العوض؟
ينتمي الفقيد إبراهيم العوض إلى محافظة الرس التابعة لمنطقة القصيم، وقد وُلد فيها ونشأ بين أهلها. ترعرع في بيئة متدينة محافظة، تلقّى فيها علوم الدين، وتربى على الأخلاق الطيبة، والعمل من أجل الآخرين. عُرف في صغره بحب مجالسة العلماء وطلبة العلم، وفي شبابه برز كوجه اجتماعي محبوب، يعمل في صمت ويؤثر في هدوء.
لم يكن من المشاهير إعلاميًا، لكنه كان معروفًا لدى كل من تعامل معه عن قرب، بشهامته، ونُبله، وحرصه على فعل الخير دون تكلّف. وقد لازم الفقيد طوال حياته خطًّا مستقيمًا في العبادة، والتطوع، والإحسان إلى الناس.
رجل البر والإحسان
كانت حياة الشيخ إبراهيم العوض صورة صادقة للإنسان الذي يعطي دون انتظار مقابل. لم يتردد يومًا في دعم أي مشروع خيري أو مجتمعي. ووفق ما نشره مقرّبون منه، فإنه كان من أوائل المتبرعين لبناء المساجد، وكفالة الأيتام، وإفطار الصائمين، والمشاركة في تجهيز الجنائز، بل وفي تسديد الديون عن الغارمين.
في وقت لا يزال فيه الكثيرون يترددون في العطاء، كان هو يُسارع في فعل الخير سرًا وعلنًا، حتى أصبح اسمه ملازمًا لكثير من الجمعيات الخيرية في القصيم، مثل:
- جمعية البر بالرس
- جمعية الأيتام (إنسان)
- لجنة إصلاح ذات البين
- لجان كفالة الأسر المتعففة
وقد ذكر عدد من زملائه أنه كان لا يُحب أن تُنشر أعماله، ويفضّل أن يكون “فاعل خير” مجهولًا، رغم أن أثره كان ظاهرًا في كل زاوية خيرية بالمحافظة.
تفاصيل الصلاة عليه ومراسم التشييع
بحسب ما أُعلن من مصادر رسمية، فإن الصلاة على الفقيد ستُقام غدًا الأحد 27 ذو القعدة 1446هـ، الموافق 26 مايو 2025م، وذلك بعد صلاة الظهر في جامع الشايع الواقع في قلب محافظة الرس.
ومن المتوقع أن يشهد المسجد حضورًا كثيفًا من المحبين، من الأهالي والوجهاء، ورجال العمل الخيري، وأفراد المجتمع، حيث يُعد العوض من الوجوه التي تحظى باحترام واسع في الوسط المحلي.
بعد الصلاة، سيتم نقل الجثمان إلى مقبرة الرس القديمة لدفنه، في مشهد وداعٍ مؤثرٍ لرجل عاش متواضعًا، ومات مرفوع الرأس.
كلمات الحزن والتأبين تتصدر مواقع التواصل
بمجرد إعلان الوفاة، امتلأت منصات التواصل برسائل التعزية والدعاء، حيث كتب أحد أبناء الرس:
“خسرنا اليوم أبًا للجميع.. كان لا يتردد في المساعدة، ولا يعرف كلمة لا.. رحمه الله وجعل ما قدّمه في ميزان حسناته.”
بينما غردت إحدى الصفحات الخيرية:
“اللهم اجعل صدقاته الجارية شفيعة له، وارزقه الفردوس الأعلى.. فقد كان سباقًا في الخير، لا تفوته مناسبة خيرية إلا وكان من أوائل الداعمين.”
كما شارك عدد من الشخصيات العامة ورجال الدين في التأبين، مطالبين بالدعاء له، ومشددين على أن فقدانه خسارة للمجتمع لا تُعوّض بسهولة.
شهادات من عرفوه عن قرب
أحد أئمة المساجد في الرس كتب:
“عاشرته ثلاثين سنة، ما رأيته يومًا في خصومة أو نميمة. كان يتصدق سرًا وعلنًا، ويصل رحمه، ويحسن لجيرانه. رحمك الله يا أبا صالح.”
وصرّح أحد مسؤولي الجمعيات الخيرية:
“كان إذا أراد التبرع، يطلب عدم ذكر اسمه، ويكتفي بعبارة: اجعلوها من رجل يرجو رحمة الله.”
أثره الإنساني في المجتمع
لا يمكن الحديث عن الشيخ إبراهيم العوض دون التوقف عند أثره الحقيقي في الناس. كان من الداعمين الأساسيين للمبادرات الشبابية، حيث فتح أبواب منزله للشباب الراغبين في التطوع، وشجع المشاريع الصغيرة، وموّل أنشطة ثقافية وتربوية للمجتمع.
كما شارك بانتظام في مبادرات “إفطار صائم”، و”سقيا الماء”، و”كسوة الشتاء”، و”عودة المدارس”، ما جعله محبوبًا في كل الأوساط، من الصغير إلى الكبير، ومن الفقير إلى المسؤول.
الدعاء للفقيد.. وإرثه المستمر
في ختام كل سيرة طيبة، تبقى الدعوات هي الزاد الأخير للراحل. وقد رفع الناس أكفّهم بالدعاء له:
- “اللهم وسّع قبره، واغسله بالماء والثلج والبرد”
- “اللهم اجعل الجنة داره، والنبي محمد جاره”
- “اللهم ارحم عبدك إبراهيم، واغفر له، واجعل البركة في ذريته”
وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة القصيم، لا بكونه رجلًا غنيًا أو مسؤولًا رسميًا، بل بصفته واحدًا من أولئك الذين أعطوا من قلوبهم، وتركوا إرثًا أخلاقيًا وإنسانيًا خالدًا.
ختامًا
برحيل إبراهيم صالح حامد العوض، فقدت محافظة الرس أبًا، وأخًا، وصديقًا، وفاعل خير، كان له في كل دربٍ بصمة، وفي كل عملٍ حكاية. لم يكن الراحل صاحب شهرة إعلامية، لكنه كان معروفًا في قلوب الناس، وسيرته ستظل تُروى لأعوام قادمة.
نسأل الله أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يُلهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان، وأن يرزقنا جميعًا حسن الختام كما ختم له.