ما هي ديانة إلياس رودريغيز الحقيقية .. مسلم أم مسيحي؟
في مساء أمريكي عادي تحوّل إلى عاصفة إعلامية، دوّى صوت إطلاق النار أمام المتحف اليهودي في العاصمة واشنطن يوم الأربعاء 21 مايو 2025، ليفتح أبوابًا من الجدل السياسي والديني والاجتماعي حول اسم أصبح حديث العالم: إلياس رودريغيز. لم يكن الشاب الذي أطلق الرصاص في وضح النهار مجرد شخص عابر، بل مثقف وكاتب وباحث ومؤرخ في مقتبل العمر، جمع بين شغفه بالثقافة، وميوله السياسية، وتحوله المفاجئ إلى فاعل في مشهد دموي صادم.
لكن وسط كل هذه الدوامة، لم يكن الحدث فقط هو عدد الطلقات أو هوية الضحايا، بل تركزت الأسئلة حول سؤال بعينه: ما هي ديانة إلياس رودريغيز؟ وهو السؤال الذي تحوّل إلى ترند عالمي بعد ساعات من الهجوم، متصدرًا محركات البحث ومنصات التواصل، وسط موجة من التكهنات التي زادت الأمور غموضًا.
وبين من ربطوه بالإسلام، ومن اتهموه بالتطرف اليساري، ومن ادعوا أنه مسيحي مارق، ومن قالوا إنه يهودي مرتد، بقيت الحقيقة غائبة خلف جدار من التحقيقات الرسمية، وصمت إعلامي ملفت من الجهات الأمريكية المعنية. وفي هذا المقال، نغوص في سيرة إلياس رودريغيز من جميع الزوايا: خلفيته العائلية، توجهاته الفكرية، نشاطه الثقافي، دوافع هجومه، والسؤال الأهم: هل هناك ما يؤكد انتماءه إلى أي دين معين؟
من هو إلياس رودريغيز ويكيبيديا السيرة الذاتية الكاملة؟
ولد إلياس رودريغيز عام 1995 في شيكاغو، ولاية إلينوي الأمريكية، لأسرة متوسطة من أصول لاتينية. يبلغ من العمر ثلاثين عامًا، ويعيش في حي أفونديل، المعروف بتنوعه العرقي والثقافي.
نشأ في بيئة اجتماعية معقدة، حيث اختلطت التقاليد اللاتينية بالحياة الأمريكية الحضرية، لكنه أبدى منذ مراهقته اهتمامًا عميقًا بالتاريخ، خاصة التاريخ الشفهي والمجتمعي.
مؤهلاته ومسيرته المهنية:
- حاصل على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة إلينوي.
- عمل في البداية ككاتب محتوى لدى عدة مواقع رقمية ومجلات أدبية.
- انضم في 2023 إلى مؤسسة “صنّاع التاريخ” كمؤرخ مساعد، وشارك في مشاريع لتوثيق القصص غير المروية لأقليات أمريكا.
- أصدر عدة مقالات أكاديمية حول “إهمال روايات السود واللاتينيين في التاريخ الأمريكي الرسمي”.
التوجه السياسي والفكري
ينتمي إلياس رودريغيز إلى حزب الاشتراكية والتحرير (PSL)، وهو حزب أمريكي معروف بموقفه الرافض للهيمنة الرأسمالية، والداعم لعدد من القضايا العالمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وبحسب تصريحاته على منصات التواصل الاجتماعي قبل الحادث، كان إلياس يعبر باستمرار عن رفضه لما وصفه بـ “الازدواجية الأخلاقية في الإعلام الأمريكي”، فيما يخص تغطية الأزمات الدولية.
وكان من أبرز منشوراته على منصة X (تويتر سابقًا):
“عندما يُقتل طفل في غزة، يُقال ضحية صراع. وعندما يُقتل دبلوماسي في واشنطن، يُقال إرهاب. متى تتساوى الأرواح؟”
هذا التوجه السياسي ربطه كثيرون مباشرة بالهجوم الذي وقع أمام المتحف اليهودي، خاصة وأنه صاح أثناء إطلاق النار بهتافات مثل:
“الحرية لغزة!” و”أوقفوا الدعم غير المشروط لإسرائيل!”
تفاصيل الهجوم: ماذا حدث يوم 21 مايو؟
في تمام الساعة 7:38 مساءً، وخلال فعالية ثقافية تنظمها اللجنة اليهودية الأمريكية داخل قاعة ملحقة بالمتحف اليهودي في واشنطن، تقدم إلياس رودريغيز نحو المدخل الرئيسي، وأطلق ما لا يقل عن عشر رصاصات على سيارة دبلوماسية تقل زوجين من السفارة الإسرائيلية، هما:
- يارون تسيفي (35 عامًا) – مستشار ثقافي
- سارة تسيفي (32 عامًا) – مسؤولة علاقات دولية
توفي الاثنان في موقع الهجوم، في حين سلّم رودريغيز نفسه مباشرة للشرطة دون مقاومة، ورفض التحدث خلال التحقيقات الأولى، مكتفيًا بعبارة واحدة:”لقد فعلت ذلك لأجل غزة، ليس أكثر.”
الملف الأمني: لا سوابق ولا إشارات تطرف
رغم أن الجريمة حملت طابعًا سياسيًا واضحًا، فإن المفاجأة كانت في أن السجل الأمني لإلياس نظيف تمامًا، ولم تسجل بحقه أي قضايا أو شكاوى سابقة، لا عنف، ولا تطرف، ولا حتى مخالفات مرورية.
وأشارت التقارير الاستخباراتية الأولية إلى أن الحادث قد يكون تصرفًا فرديًا، غير مرتبط بأي تنظيم، بل بدوافع فكرية خالصة، وهو ما أربك المحققين الذين اعتادوا الربط الفوري بين العنف والإرهاب المنظم.
ما هي ديانة إلياس رودريغيز؟ بين الشائعات والحقائق
السؤال الذي شغل العالم بعد لحظات من تداول اسمه هو:
“ما ديانة إلياس رودريغيز؟”
وحتى هذه اللحظة، لا يوجد أي تصريح رسمي أمريكي يحدد ديانته بدقة. ومع ذلك، انطلقت موجات من الشائعات، كان أبرزها:
1. اتهامات بالانتماء للإسلام:
انتشرت صور لحساب يُزعم أنه تابع لرودريغيز على موقع eBay يعرض سجادات صلاة بنقوش متطرفة، زُعم أنها مرتبطة بهجمات 11 سبتمبر. لكن لم يتم تأكيد أن الحساب يعود له.
2. تشكيك في كونه مسيحيًا:
ذكرت بعض الصحف اليمينية أنه كان عضوًا سابقًا في مجموعة لاهوتية يسارية، إلا أن تلك التقارير لم تدعمها أدلة.
3. ارتباط محتمل باليهودية المارقة:
بعض المحللين لاحظوا أن اسمه “إلياس” قد يكون ذو دلالة توراتية، ما فتح بابًا آخر للتكهن.
لكن رغم كل هذه التخمينات، يُجمع المتابعون على أن إلياس رودريغيز لم يُظهر خلال مسيرته أي ممارسات دينية واضحة، سواء في كتاباته، أو نشاطاته، أو حتى ملفاته العامة.
إلياس الإنسان: الوجه الآخر بعيدًا عن السياسة
بعيدًا عن الحدث الدموي، يؤكد عدد من أصدقاء إلياس أنه كان شابًا هادئًا، محبًا للفن، والموسيقى الكلاسيكية، وكان يقضي معظم وقته في المقاهي المستقلة، أو داخل المكتبة العامة يقرأ عن حروب القرن العشرين.
قالت صديقته السابقة “ليزا مونرو” في مقابلة صحفية:
“كان حساسًا جدًا، ويشعر بالألم عندما يرى الظلم. لم أتخيل يومًا أنه سيحمل سلاحًا.”
وعلّق زميله في مؤسسة صنّاع التاريخ:
“كان يؤمن بالكلمة أكثر من الرصاص… لكن يبدو أن الكلمة خانته في لحظة ضعف.”
التحقيقات مستمرة… ولا ضوء في نهاية النفق
التحقيقات ما تزال جارية حتى اليوم، وسط ضغط إعلامي هائل لكشف كافة التفاصيل، خصوصًا ما يتعلق بخلفية إلياس الفكرية والدينية. وتقول مصادر مقربة من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) إن تحليل حاسوبه الشخصي وهاتفه المحمول لم يُظهر حتى الآن أي ارتباط واضح بجماعات دينية.
وتبقى الحقيقة المؤكدة أن الرجل تصرف بمفرده، وبدافع سياسي، وهو ما يجعل من تصنيفه أمرًا بالغ التعقيد، بين مجرم، ومُحتج، وثائر، وضحية ضغوط نفسية وفكرية.
الختام: هل من حقيقة وسط بحر التكهنات؟
يبقى اسم إلياس رودريغيز اليوم مرادفًا لحادث غير مسبوق في قلب العاصمة الأمريكية، لكنه في الوقت ذاته يعكس أزمة أكبر: التوتر بين السياسة، والدين، والرأي العام في عصر المعلومات المضللة.
وسؤال “ما هي ديانة إلياس رودريغيز؟” هو في الحقيقة سؤال سياسي بامتياز، أكثر من كونه دينيًا. فهو لا يبحث عن إيمان رجل، بقدر ما يفتش عن قوالب جاهزة يُلصق بها الفعل.
حتى تظهر الحقيقة الكاملة، سيبقى اسم إلياس رودريغيز مشحونًا بالغموض، بين من يراه متطرفًا، ومن يراه ناقمًا، ومن يعتبره مأساة إنسانية قبل أن يكون قضية أمنية.