حقيقة فصل التيار عن مناطق زراعية وصناعية بالكويت اليوم الأحد 25 مايو 2025
كيف تتعامل الكويت مع ارتفاع الأحمال في صيف 2025؟
في صيف الكويت، لا يكون التيار الكهربائي مجرد خدمة، بل هو شريان حياة حقيقي. ففي ظل درجات حرارة قد تتجاوز الـ50 درجة مئوية، تصبح الكهرباء ضرورة قصوى لتشغيل أجهزة التبريد والمياه والإنتاج في المناطق الزراعية والصناعية على حد سواء. ولهذا السبب، تتابع الجهات المعنية أي انقطاع محتمل بدقة، خاصة إذا كان ذلك ضمن خطة مبرمجة للصيانة.
وفي صباح يوم الأحد 25 مايو/أيار 2025، انتشرت أنباء متداولة على وسائل الإعلام المحلية ومنصات التواصل الاجتماعي عن فصل التيار الكهربائي عن بعض المناطق الزراعية والصناعية في الكويت، الأمر الذي أثار قلق الكثير من المواطنين والمزارعين وأصحاب المصانع، الذين يعتمدون بشكل رئيسي على استمرار التغذية الكهربائية لضمان عدم تعطيل الإنتاج أو تلف المحاصيل.
ولم يتأخر الرد الرسمي، حيث سارعت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة في الكويت بإصدار بيان توضيحي يُطمئن فيه المواطنين والمقيمين، ويوضح حقيقة هذه الأنباء، وأسباب اتخاذ مثل هذه الإجراءات. وتضمّن البيان تفاصيل دقيقة حول أسباب الفصل، ومدته، والمناطق المتأثرة، والإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها لتقليل الأثر على النشاط اليومي للمواطنين والقطاعات الحيوية.
هذا المقال يُقدم تغطية شاملة لهذا الحدث من جميع جوانبه: من خلفيات القرار، إلى المناطق المتأثرة، إلى التفاعل المجتمعي، وتحليل الاستجابة الحكومية، بالإضافة إلى قراءة في تأثير هذا الإجراء على الموسم الزراعي والصناعي في البلاد. فهل حقًا تم فصل التيار؟ ولماذا؟ وما هي خطة الوزارة للتعامل مع تحديات الصيف المتكررة؟
خلفية القرار: لماذا يتم فصل التيار الكهربائي في هذا التوقيت؟
جاء إعلان الوزارة في ظل الاستعداد المبكر لموسم الصيف، وهو أكثر مواسم العام تحديًا بالنسبة للشبكة الكهربائية في الكويت. فمع ارتفاع درجات الحرارة، يتزايد استهلاك الكهرباء بصورة كبيرة، خصوصًا في تشغيل أجهزة التكييف، وهي تمثل نحو 70% من إجمالي استهلاك الطاقة في الدولة.
وأشارت الوزارة إلى أن ارتفاع الأحمال الكهربائية بشكل متسارع خلال الأيام الأخيرة دفعها إلى اتخاذ خطوة احترازية تتمثل في تنفيذ صيانة مبرمجة لبعض الوحدات الحيوية في الشبكة الوطنية للكهرباء. هذه الصيانة تتطلب بطبيعة الحال فصل التيار في مناطق محددة لفترة وجيزة، لضمان إجراء الأعمال بأمان تام، ومن دون إحداث أضرار على المدى الطويل.
ومن خلال هذا الإجراء، تسعى الوزارة إلى تعزيز كفاءة الشبكة، وتقليل فرص حدوث الأعطال الطارئة مستقبلاً، خصوصًا خلال ذروة الصيف في شهري يوليو وأغسطس. وهو ما يعد بمثابة إجراء وقائي واستباقي، وليس رد فعل على أعطال طارئة.
المناطق المتأثرة بانقطاع التيار اليوم الأحد 25 مايو 2025
بحسب ما ورد في البيان الرسمي لوزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، فإن الانقطاع الكهربائي لم يشمل جميع المناطق الزراعية والصناعية في الدولة، بل اقتصر على أجزاء محددة من بعض المناطق في محافظة الأحمدي، ومنطقة الوفرة الزراعية، وبعض أجزاء من مناطق “الشعيبة الصناعية” و”أمغرة الصناعية”.
أبرز المناطق التي شملها الفصل المؤقت:
- منطقة الوفرة الزراعية: تأثرت بعض المزارع الواقعة في القطاعات الجنوبية بالانقطاع الجزئي من الساعة 7 صباحًا وحتى 11:30 صباحًا.
- منطقة الشعيبة الصناعية: انقطاع مؤقت للتيار عن بعض المصانع ضمن القطاع الثالث من 8 صباحًا حتى 10:00 صباحًا.
- منطقة أمغرة الصناعية: تم تسجيل قطع كهربائي محدود في بعض القسائم الصناعية لأعمال اختبار الضغط على الشبكة.
- العبدلي الزراعية: لم تُسجل أي حالات فصل رغم ورودها في إشاعات سابقة، وتم التأكيد على استمرار التيار بشكل طبيعي.
ردود فعل المواطنين وأصحاب المشاريع
جاءت ردود الأفعال متباينة ما بين التفهم والغضب. ففي حين عبّر بعض أصحاب المزارع والمصانع عن تفهمهم لأهمية أعمال الصيانة، رأى آخرون أن توقيت الفصل لم يكن مناسبًا، خصوصًا أنه جاء في يوم عمل رسمي، وتزامن مع ذروة الإنتاج في بعض المنشآت الصناعية، وجني محاصيل زراعية تحتاج لتبريد فوري أو حفظ.
قال أحد المزارعين من منطقة الوفرة في تصريح صحفي:
“ندرك أن الصيانة أمر لا بد منه، لكن كنا نتمنى إعلامنا قبل وقت كافٍ لنقوم بترتيب الأمور، خاصة في ما يتعلق بتخزين المنتجات الزراعية الحساسة كالفراولة والطماطم.”
من جهته، صرح مدير مصنع في الشعيبة:
“الفصل لم يؤثر كثيرًا لأنه كان قصيرًا، لكن نأمل أن تكون هناك خطة بديلة لتوفير الطاقة دون قطع مفاجئ.”
كيف تعاملت الوزارة مع الموقف؟
أظهرت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة قدرًا عاليًا من الشفافية والمهنية في إدارة الموقف، حيث قامت بما يلي:
- إصدار بيان رسمي مسبق في الصحف المحلية وعلى وسائل التواصل الرسمية، يُحدد التوقيت والمناطق المتأثرة.
- إرسال رسائل نصية عبر الهواتف لمشتركي خدمات الكهرباء المتأثرين بالانقطاع.
- نشر خرائط تفصيلية عبر الموقع الإلكتروني توضّح نطاق الفصل بدقة.
- تخصيص خطوط ساخنة للتواصل مع المواطنين والإبلاغ عن أي طارئ.
- تأكيد الجاهزية الكاملة لفرق الطوارئ للتدخل الفوري في حال حدوث أي خلل غير متوقع.
ما أهمية هذا النوع من الصيانة في فصل الصيف؟
الهدف الأساسي من الصيانة المبرمجة في هذا التوقيت هو ضمان استقرار واستمرارية التيار الكهربائي خلال شهور الصيف، التي تشهد في الكويت استهلاكًا كهربائيًا يُعد الأعلى في العالم قياسًا بعدد السكان.
ومن المعروف أن الشبكات الكهربائية تتعرض لضغوط هائلة خلال شهري يوليو وأغسطس، مما يستدعي أن تكون جميع وحدات التوزيع، والمحولات، ومراكز التحكم، في أعلى درجات الجاهزية، لتفادي الانقطاعات غير المبرمجة، والتي قد تكون أكثر كلفة من حيث الأثر الاقتصادي والمعنوي.
ماذا عن المناطق السكنية؟ هل تأثرت بالانقطاع؟
أكدت وزارة الكهرباء في بيانها أن الانقطاع اقتصر فقط على بعض المناطق الزراعية والصناعية، وأن جميع المناطق السكنية بما فيها الجهراء، حولي، السالمية، صباح السالم، القرين، لم تتأثر، وأن التيار الكهربائي مستقر تمامًا فيها.
كما أشادت الوزارة بتعاون المواطنين في ترشيد الاستهلاك خلال ساعات الذروة، وأكدت أن هذا السلوك يُسهم بشكل فعّال في تخفيف الضغط على الشبكة الوطنية.
توقعات الصيف: هل ستكون هناك انقطاعات قادمة؟
وفقًا لتصريحات مهندسين مختصين في الوزارة، فإن خطة الصيف 2025 وضعت بعناية شديدة، وهي تشمل:
- صيانة أكثر من 120 محطة توزيع فرعية.
- تحديث وحدات التبريد المركزية في ثلاث مناطق صناعية.
- إضافة وحدات توليد جديدة في “محطة الزور الجنوبية”.
- حملات توعية للمواطنين والمقيمين بطرق ترشيد الاستهلاك.
ورغم هذا، فإن بعض الخبراء يحذرون من احتمال حدوث انقطاعات مفاجئة في حال حصول موجات حر غير مسبوقة، مشددين على أهمية استمرارية أعمال الصيانة والاستجابة السريعة.
نصائح للمزارعين وأصحاب المصانع خلال فترات الصيانة
- تشغيل المولدات الاحتياطية في ساعات الفصل.
- عدم تخزين كميات كبيرة من المنتجات القابلة للتلف خلال فترة الانقطاع المعلنة.
- تجنب تشغيل المعدات الثقيلة مباشرة بعد عودة التيار.
- الاشتراك في تنبيهات الوزارة عبر الموقع الرسمي.
- إبقاء وسائل الاتصال مشحونة ومفعّلة تحسبًا لأي طارئ.
في الختام: انقطاع مدروس… لأجل استقرار طويل
رغم ما أحدثه الخبر من قلق لحظي، فإن ما قامت به وزارة الكهرباء يُعد إجراءً احترازيًا مدروسًا يهدف لحماية الشبكة الكهربائية وضمان جودة الخدمة. وهو جزء من رؤية أوسع نحو تأمين البنية التحتية الحيوية في الكويت لمواجهة التحديات المناخية والطلب المتزايد.
ويبقى الوعي المجتمعي، وتعاون المواطنين والمقيمين، مفتاحًا رئيسيًا لإنجاح هذه الخطط الفنية، لأن كهرباء اليوم… هي استقرار الغد.