متى يبدأ شهر ذي الحجة 1446/2025 في تونس؟: أيام مباركة تطرق الأبواب

يقترب المسلمون في تونس ومعظم أرجاء العالم الإسلامي من استقبال أحد أعظم مواسم الطاعات على مدار العام، ألا وهو موسم العشر الأوائل من شهر ذي الحجة.

إنها أيام تتجلى فيها النفحات الإيمانية، وتفتح فيها أبواب الرحمة والمغفرة، ويضاعف فيها الأجر والثواب. ومع اقتراب حلول فاتح شهر ذي الحجة لعام 1446 هجريًا، تزداد الأسئلة في الأوساط التونسية حول موعد بدايته الدقيقة، وما يترتب عليه من مواعيد دينية مهمة مثل وقفة عرفة وعيد الأضحى.

في هذا المقال، نأخذك في رحلة شاملة عبر الحسابات الفلكية، الأبعاد الدينية، والخصوصية التونسية في استقبال هذا الشهر الفضيل، لتكون على استعداد تام لاغتنام هذه الأيام المباركة على الوجه الأمثل.

متى يصادف فاتح شهر ذي الحجة 1446 في تونس؟

بحسب الحسابات الفلكية المعتمدة، من المتوقع أن يكون أول أيام شهر ذي الحجة في تونس هو يوم الأربعاء 28 مايو/ أيار 2025. هذا الموعد يأتي بعد غروب شمس يوم الثلاثاء 27 مايو/ أيار، حيث يُستطلَع الهلال في سماء المدن التونسية، وعلى رأسها العاصمة تونس وصفاقس وقفصة، لتحديد ما إذا كانت بداية الشهر ستكون يوم الأربعاء أو ستتأجل إلى اليوم التالي.

وتشير التقديرات الفلكية إلى أن القمر سيكون قد وُلد فلكيًا في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، ما يجعل ظهوره ممكنًا بعد غروب الشمس في أفق تونس لمدة زمنية كافية، تسهل رصده بالعين المجردة أو من خلال الأجهزة الفلكية.

حسابات الرؤية الشرعية: بين العلم والدين

في تونس، وكما هو الحال في معظم الدول الإسلامية، تُراعى الرؤية الشرعية إلى جانب المعطيات الفلكية. إذ تُصدر دار الإفتاء التونسية إعلانًا رسميًا بعد رصد الهلال، تأكيدًا لبداية الشهر. هذه المزاوجة بين العلم والدين تمنح التقويم الإسلامي بعدًا حضاريًا متكاملًا، يحترم ثوابت الشريعة، ويستفيد من تطور العلم في حساب الأهلة.

اللافت أن تونس لطالما اتبعت رؤية الهلال وفقًا لمعايير دقيقة تجمع بين الرؤية المحلية والمشتركة مع عدد من الدول العربية، في محاولة لتوحيد بداية الأشهر القمرية قدر الإمكان، لا سيما الأشهر ذات الطابع التعبدي مثل رمضان وذو الحجة.

العشر من ذي الحجة: نفحات روحانية لا تُفوّت

بداية شهر ذي الحجة لا تعني فقط حلول شهر هجري جديد، بل تعلن انطلاق موسم من أعظم المواسم الدينية، حيث العشر الأوائل التي أقسم بها الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾.

هذه الأيام تحتضن مناسك الحج، وأعظمها يوم عرفة، الذي يُعد ذروة هذه الأيام، يليه يوم النحر – عيد الأضحى المبارك – في العاشر من الشهر. في هذه الأيام، تُضاعف الأجور، ويُستحب الإكثار من الأعمال الصالحة مثل:

  • الصيام، وخصوصًا يوم عرفة.
  • الصلاة والذكر والتكبير.
  • الصدقة وبر الوالدين وصلة الرحم.
  • قراءة القرآن الكريم.
  • الحج لمن استطاع إليه سبيلا.

وقفة عرفات وعيد الأضحى في تونس

استنادًا إلى التقديرات الحالية، ستكون وقفة عرفات في تونس يوم الخميس 5 يونيو 2025، وهو اليوم الذي يقف فيه الحجاج على جبل الرحمة، بينما سيكون أول أيام عيد الأضحى يوم الجمعة 6 يونيو 2025.

وفي هذا التوقيت، تتحول المدن التونسية إلى مشاهد مفعمة بالروحانية والبهجة. من التحضيرات لذبح الأضاحي، إلى تنظيم الصلوات الجماعية في الساحات، وتبادل التهاني، وتمتين العلاقات الاجتماعية. فالعيد في تونس له طابع خاص يجمع بين الدين والعادات والتقاليد العريقة.

الاستعداد الروحي في المجتمع التونسي

ما يميز المجتمع التونسي في هذه الفترة، هو الحس الجمعي بالإيمان والتقوى، حيث تتسابق الأسر إلى الأعمال الصالحة، ويتضاعف نشاط الجمعيات الخيرية التي توزع الأضاحي والكسوة على العائلات المعوزة.

كما تشهد المساجد ازدحامًا متزايدًا، وتُقام دروس دينية خاصة تتناول فضل العشر الأوائل من ذي الحجة، وفضائل يوم عرفة، وأحكام الأضحية، وهو ما يعكس الوعي الديني الراسخ في المجتمع.

لمحة عن التقويم الهجري وأهميته

يعتمد التقويم الهجري في تحديد بدايات الشهور على الدورة القمرية، وهو ما يجعله متحركًا بالنسبة للتقويم الميلادي. تم اعتماد هذا التقويم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وجعل هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة مرجعًا لبدايته.

وتكمن أهمية هذا التقويم في ارتباطه الوثيق بالشعائر الإسلامية الكبرى مثل رمضان والحج، كما أنه تقويم رسمي في عدد من الدول، فيما تعتمد عليه تونس بشكل موازي للتقويم الميلادي في المناسبات الدينية الرسمية.

خاتمة: فرصة ذهبية للتقرب إلى الله

فاتح شهر ذي الحجة في تونس ليس مجرد بداية لتقويم جديد، بل هو دعوة مفتوحة من السماء لأهل الأرض كي يتقربوا إلى الله عز وجل، ويستثمروا أيامًا عظيمة تضاعف فيها الحسنات وتُمحى فيها السيئات.

فلنغتنم هذه الفرصة العظيمة بالتوبة، والعمل الصالح، وإحياء شعائر الإسلام، لنكون من الفائزين في موسم الخيرات. جعلنا الله وإياكم ممن يُعتقون من النار في يوم عرفة، ويُكتب لهم أجر الحج، ولو لم يطأوا أرض عرفات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى