حقيقة وفاة الفنانة منى واصف… سيدة الشاشة السورية تخرج عن صمتها

في زمن تسيطر فيه الشائعات على منصات التواصل الاجتماعي، لم تسلم قامات فنية من تداول أخبار كاذبة تهز قلوب محبيهم، وكان آخرهم الفنانة السورية الكبيرة منى واصف.

بين ليلة وضحاها، تصدّر وسم “وفاة منى واصف” الترند العربي، متسببًا بحالة من البلبلة والقلق بين جمهورها العريض في سوريا والعالم العربي.

لكن الحقيقة كانت مغايرة تمامًا لما نُشر… فنانة الأجيال لا تزال على قيد الحياة، وبصحة جيدة. وقد خرجت نقابة الفنانين في سوريا عن صمتها سريعًا لتوضح الحقيقة وتضع حدًا للتأويلات. في هذا المقال، نستعرض حقيقة خبر وفاة منى واصف، ونغوص في سيرتها الحافلة التي جعلتها رمزًا فنيًا خالدًا في الذاكرة السورية والعربية.

من هي منى واصف ويكيبيديا السيرة الذاتية؟

منى جلميران مصطفى واصف، الشهيرة بـ”منى واصف”، ولدت في العاصمة السورية دمشق عام 1942، وتنتمي إلى أسرة عريقة تنحدر من أصول عراقية. بدأت مشوارها الفني في ستينات القرن الماضي، ولقبت لاحقًا بـ”سيدة الشاشة السورية” لما قدمته من أعمال أثّرت في وجدان أجيال من المشاهدين.

تزوجت من المخرج السينمائي السوري الراحل محمد شاهين عام 1963، وأنجبت منه ابنها الوحيد عمار عبد الحميد، الذي أصبح لاحقًا كاتبًا وناشطًا في مجال حقوق الإنسان.

هل توفيت منى واصف حقًا؟

في 24 مايو/ أيار 2025، تداولت منصات التواصل الاجتماعي أخبارًا مكثفة عن وفاة منى واصف، ما أثار موجة واسعة من الحزن والدهشة. لكن سرعان ما أصدرت نقابة الفنانين السوريين بيانًا رسميًا ينفي صحة الخبر تمامًا، ويؤكد أن الفنانة لا تزال بخير، ولم تتعرض لأي طارئ صحي كبير.

وذكرت مصادر قريبة من الفنانة أنها تمر فقط بوعكة صحية بسيطة لا تستدعي القلق، وأنها تتابع علاجها الروتيني بهدوء بعيدًا عن الأضواء، كما أعربت بنفسها عن استيائها من تكرار مثل هذه الأخبار دون تحري الدقة.

لماذا تنتشر الشائعات حول منى واصف؟

منى واصف ليست الفنانة الأولى التي تطالها شائعات الوفاة، لكنها تعدّ من أكثر الشخصيات التي تكررت حولها هذه الأخبار الملفقة. يعود ذلك إلى عدة أسباب:

  • مكانتها الكبيرة في الوجدان العربي، ما يجعل أي خبر عنها ينتشر بسرعة.
  • غيابها النسبي عن الظهور الإعلامي مؤخرًا، خاصة بعد مشاركتها في آخر مواسم “الهيبة”.
  • حملات إلكترونية غير مسؤولة تسعى لجذب التفاعل دون اعتبار لمصداقية أو أخلاقية النشر.

المسيرة الفنية لمبدعة الأجيال

في التلفزيون:

شاركت منى واصف في أكثر من 70 مسلسلًا دراميًا تركت فيها بصمتها الساحرة، من أبرزها:

  • زقاق المايلة
  • ساري
  • الخنساء
  • أسعد الوراق
  • رحلة المشتاق
  • شعراء المعلقات
  • الهيبة (بدور “أم جبل” الذي أعادها بقوة إلى جيل الشباب)

في السينما:

قدمت ما يقارب 20 فيلمًا سينمائيًا منها:

  • الرسالة (بدور هند بنت عتبة)
  • الانتفاضة
  • غابة الذئاب
  • الحب للحياة
  • مناحي
  • ظلال الصمت

في المسرح:

كانت عضوًا في “جماعة الأدب الدرامي” وشاركت في عروض المسرح العسكري والمسرح القومي. ومن أشهر أعمالها المسرحية:

  • دون جوان (1964)
  • حرم سعادة الوزير (آخر ظهور مسرحي لها في التسعينات)

أدوار قيادية وإنسانية

لم تقتصر مسيرة منى واصف على الفن فحسب، بل تقلدت مناصب رفيعة، منها:

  • نائب نقيب الفنانين السوريين (1991 – 1995)
  • نائب رئيس اتحاد الأدباء السوريين
  • سفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة (2002 – 2004)

كما كانت عضوًا دائمًا في لجان تحكيم العديد من المهرجانات المسرحية والسينمائية، أبرزها:

  • مهرجان مسقط المسرحي
  • مهرجان حماة للمسرح
  • مهرجان قطر المسرحي
  • مهرجان دمشق السينمائي

تكريمات وجوائز

  • وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة.
  • جائزة مهرجان دمشق السينمائي.
  • جوائز تقديرية من مؤسسات عربية ودولية تقديرًا لمسيرتها الممتدة والثرية.

منى واصف وعمار عبد الحميد… فراق مؤلم

مرت منى واصف بفصل مؤلم في حياتها حين افترقت عن ابنها عمار لأسباب سياسية وظروف الهجرة، حيث غادر إلى الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة، ما شكل جرحًا إنسانيًا في قلبها. لكن رغم هذا الفراق، أكدت في أكثر من لقاء أنها تحبه وتفتخر به، وتأمل في لقائه مجددًا.

الظهور الأخير… وعودة منتظرة

بعد نجاحها في “الهيبة”، قلّ ظهور منى واصف على الساحة، واختارت التريث والبعد عن الأضواء، مع احتفاظها بمكانتها المحبوبة. ويأمل الجمهور أن تعود قريبًا إلى الشاشة، ولو بمشاركة رمزية، تكمل بها مسيرتها التي لا تُنسى.

خاتمة:
منى واصف ليست مجرد فنانة… إنها أيقونة عربية، و”شجرة شامخة” كما وصفها النقاد. حضورها لا يقاس بعدد الأعمال فقط، بل بتأثيرها العاطفي والثقافي، وبصوتها القوي الذي ظل يدافع عن الفن والمرأة والإنسان.

ولذلك، فإن شائعات وفاتها ما هي إلا محاولة عبثية لكسر هذا المجد، لكنها سرعان ما تتلاشى أمام حب الناس، واحترامهم العميق لهذه السيدة التي سكنت قلوب الملايين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى