متى موعد اليوم العالمي للغة العربية 2025؟: الخميس 18 ديسمبر.. احتفال بلغة الحضارة والهوية

في زمن يضجُّ بالصخب الرقمي والتعدد اللغوي، تبقى اللغة العربية حاضرة بقوة، لا لأنها فقط لغة أكثر من 400 مليون إنسان، بل لأنها لغة القرآن الكريم، والهوية، والجمال، والفكر. إنها لغة ارتبطت بالحضارة، واندمجت في النسيج الثقافي للأمم، وساهمت في بناء الإنسانية معرفيًا وروحيًا وأدبيًا.
ومع حلول الخميس، 18 ديسمبر 2025، يجدد العالم احتفاله السنوي بـ اليوم العالمي للغة العربية، هذه المناسبة التي لا تخص العرب فقط، بل تهم كل من يعترف بدور اللغة في تعزيز الحوار والتنوع والسلام.
فما هو أصل هذه المناسبة؟ ولماذا وقع الاختيار على هذا التاريخ تحديدًا؟ وما أهمية اللغة العربية اليوم في ظل التحديات التكنولوجية والتربوية؟ في هذا المقال، نغوص معًا في تفاصيل موعد اليوم العالمي للغة العربية 2025، لنحتفي بلغة تضرب جذورها في عمق الحضارة الإنسانية.
متى يصادف اليوم العالمي للغة العربية 2025؟
التاريخ الرسمي للاحتفال بلغة الضاد
تحتفل الأمم المتحدة واليونسكو والدول الأعضاء بـ اليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام، ويمثل عام 2025 الذكرى الثانية والخمسين (52) لاعتماد اللغة العربية كلغة رسمية سادسة في منظمة الأمم المتحدة.
وبالتالي فإن الخميس، 18 ديسمبر 2025، سيكون يومًا مميزًا لإحياء هذه المناسبة على المستوى العالمي، في المدارس والجامعات والمكتبات والمؤسسات الثقافية.
لماذا تم اختيار 18 ديسمبر يومًا عالميًا للعربية؟
الجذور التاريخية للمناسبة
جاء اختيار هذا التاريخ لأن الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت في مثل هذا اليوم من عام 1973 قرارها رقم 3190، والذي نصّ على إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية الست المعتمدة في المنظمة الدولية، إلى جانب:
- الإنجليزية
- الفرنسية
- الإسبانية
- الروسية
- الصينية
وهذا الاعتراف لم يكن رمزيًا فقط، بل كان تكريسًا لمكانة العربية في الحوار الدولي، وإدراكًا لأهميتها الحضارية والثقافية والعلمية.
اللغة العربية: أكثر من مجرد وسيلة للتخاطب
العمق الثقافي والروحي
لا تقتصر العربية على كونها وسيلة للتواصل بين الناس، بل تتجاوز ذلك لتكون:
- لغة القرآن الكريم.
- لغة الإبداع الأدبي والشعري.
- لغة العلوم الإسلامية والفكر الفلسفي.
- لغة التشريع والمعاجم والتراث.
لقد حملت العربية عبر العصور شعلة الحضارة الإسلامية، واحتضنت الطب، والفلك، والهندسة، والفلسفة، وساهمت في نقل هذه المعارف إلى أوروبا خلال عصر النهضة.
إشادة اليونسكو باللغة العربية
اللغة التي تأسر القلوب وتخلب الألباب
في كل بيان تصدره اليونسكو بمناسبة اليوم العالمي للعربية، نجد اعترافًا عالميًا بقيمة هذه اللغة الفريدة. تقول المنظمة:
“اللغة العربية أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها، الشفهية والمكتوبة، الفصيحة والعامية، وأنتجت آيات جمالية رائعة في ميادين الشعر، النثر، الفلسفة، الغناء، الهندسة…”.
وتضيف أن اللغة العربية تتيح الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع في الأصول، والمعتقدات، والثقافات.
دور العربية في الحوار بين الحضارات
من الهند إلى الأندلس عبر طريق الحرير
بفضل اللغة العربية، ازدهرت حركة الترجمة الكبرى من اليونانية والفارسية والسريانية إلى العربية، ومنها إلى اللاتينية، مما أسهم في إثراء الحضارة الأوروبية.
وكانت اللغة العربية أداة للاتصال بين الشعوب، ووسيلة لإقامة حوار حضاري على طول طريق الحرير، من سواحل الهند إلى القرن الإفريقي، وحتى إسبانيا وصقلية.
الخصائص الفريدة للغة العربية
سر خلودها وقدرتها على التجدد
تتميز اللغة العربية بصفات لغوية وبلاغية تجعلها من أعظم اللغات على مر العصور:
- الترادف: وجود كلمات كثيرة لمعنى واحد، مما يُغني الأسلوب.
- الأضداد: الكلمة تحمل معنيين متضادين بحسب السياق.
- التعريب: قدرة اللغة على إدخال كلمات أجنبية وتكييفها.
- البلاغة: غنى في المجاز، التشبيه، السجع، الجناس، والطباق.
- المحسنات البديعية: التي تُضفي جمالًا على النصوص الشعرية والنثرية.
- الفصاحة: تعني الدقة في المعنى والوضوح في التركيب.
أثر العربية على لغات العالم
تأثير مباشر وغير مباشر في عدة حضارات
لقد أثّرت العربية في لغات عديدة حول العالم، سواء بشكل مباشر من خلال الاقتباس، أو غير مباشر عبر الثقافة الإسلامية، ومن هذه اللغات:
- التركية
- الفارسية
- الأردية
- الماليزية والإندونيسية
- الألبانية
- السواحيلية والهاوسا
- الإسبانية والبرتغالية
- المالطية والصقلية
حتى أن كلمات عربية دخلت المعجم الإنجليزي مثل: algebra (الجبر)، وzero (صفر)، وsugar (سكر)، وcoffee (قهوة).
اليوم العالمي للغة العربية 2025 في المدارس والجامعات
فعاليات تربوية وتعليمية
في 18 ديسمبر من كل عام، تحرص المؤسسات التعليمية في العالم العربي وخارجه على تنظيم:
- إذاعات مدرسية عن اللغة العربية.
- مسابقات في الخط العربي.
- ندوات عن الشعر والنثر.
- معارض كتب عربية.
- أمسيات شعرية ومسرحيات فصيحة.
- ورش لغوية لتحسين المهارات التعبيرية.
ويُعد هذا اليوم فرصة ذهبية لتجديد الفخر باللغة العربية، خاصة في نفوس الأجيال الناشئة.
أبرز التحديات التي تواجه اللغة العربية اليوم
ماذا بعد الاحتفال؟
- رغم هذا الزخم، إلا أن العربية تواجه تحديات حقيقية:
- التراجع في الاستخدام اليومي مقابل اللهجات العامية أو اللغات الأجنبية.
- ضعف الإقبال على القراءة والكتابة باللغة الفصحى.
- الخلل في المناهج التعليمية وضعف تدريب المعلمين.
- هيمنة اللغة الإنجليزية في البحث العلمي والتقنية.
ولهذا، فإن اليوم العالمي للغة العربية يجب ألا يكون احتفالًا فحسب، بل صرخة وعي بضرورة إنقاذ اللغة من التراجع والتهميش.
كيف نُحيي اليوم العالمي للعربية بطريقة فعّالة؟
أفكار ومبادرات يمكن تنفيذها في 2025
- إطلاق حملات رقمية تحت وسم #اليوم_العالمي_للعربية
- نشر محتوى عربي أصيل عبر منصات التواصل
- تحفيز الطلاب على كتابة نصوص بالعربية الفصحى
- إعداد بودكاست أو فيديوهات قصيرة عن جمال اللغة
- تشجيع المؤسسات الإعلامية على استخدام فصحى سليمة
أسئلة شائعة حول موعد اليوم العالمي للغة العربية
متى يصادف اليوم العالمي للغة العربية 2025؟
الخميس، 18 ديسمبر 2025.
لماذا تم اختيار هذا التاريخ؟
لأنه اليوم الذي اعتمدت فيه الأمم المتحدة اللغة العربية لغة رسمية في عام 1973.
كم عدد الدول التي تحتفل به رسميًا؟
جميع الدول العربية، والعديد من المؤسسات التعليمية والثقافية في العالم.
هل اليوم العالمي للعربية إجازة رسمية؟
ليس إجازة رسمية في أغلب الدول، لكنه مناسبة معتمدة عالميًا وتُحيى باحتفالات وفعاليات.
كيف يمكن للطلاب المشاركة؟
من خلال الإذاعات المدرسية، كتابة القصص والمقالات، والمشاركة في المسابقات الثقافية.
خاتمة: اللغة العربية بين التاريخ والمستقبل
في 18 ديسمبر 2025، لا نحتفل فقط بلغة الضاد، بل نحتفل بهويتنا، وتاريخنا، ووعينا.
نحتفي بلغة جمعت الشرق والغرب، ونقلت العلم والحكمة، وخلّدت القصائد والأساطير، وحفظت القرآن الكريم.
إن اليوم العالمي للغة العربية يجب أن يكون انطلاقة عملية لإحياء الفصحى، ودعم تدريسها، واستخدامها في الإعلام والتقنية والتعليم.
العربية ليست بحاجة لمن يدافع عنها، بل نحن من نحتاج أن نعود إليها، لأنها عنوان وجودنا الحضاري، وجسر تواصلنا مع ماضينا ومستقبلنا.