متى موعد اليوم الوطني الأردني 2025؟ قصة استقلال مملكة تصنع المجد

يصادف موعد اليوم الوطني الأردني 2025 يوم الأحد 25 مايو، وهو التاريخ الذي يحتفل فيه الأردنيون سنويًا بإعلان استقلال المملكة الأردنية الهاشمية عام 1946، عن الانتداب البريطاني. إنه يوم عزّ وفخر وتاريخٌ وطني خالد، يُستذكر فيه النضال الكبير الذي خاضه الأردنيون، بقيادة العائلة الهاشمية، من أجل نيل حريتهم وبناء دولتهم المستقلة ذات السيادة.
ويواكب هذا اليوم في عام 2025 هجريًا 27 ذو القعدة 1446 هـ، لتتزين فيه الشوارع، وتُقام فيه الاحتفالات، وتُرفع الرايات، ويتجدد العهد والولاء للأردن، ملكًا وشعبًا.
ما هو اليوم الوطني الأردني؟
اليوم الوطني الأردني، أو كما يُعرف شعبيًا باسم يوم الاستقلال، هو احتفال رسمي وشعبي بذكرى استعادة السيادة الأردنية في 25 مايو/ أيار 1946، بعد أن أنهى الأردن مرحلة الانتداب البريطاني، وحصل على اعتراف دولي باستقلاله، ليعلن نفسه مملكة عربية مستقلة، تحت قيادة المغفور له الملك عبد الله الأول بن الحسين.
تاريخ استقلال الأردن في 25 مايو 1946
في ذلك اليوم التاريخي، عقد المجلس التشريعي الأردني جلسة استثنائية، أعلن خلالها قرارًا بالإجماع يقضي بإعلان استقلال البلاد، وتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، ومبايعة الأمير عبد الله بن الحسين ملكًا دستوريًا. كما تضمن القرار تعديل القانون الأساسي للدولة، ليتماشى مع الوضع الجديد كدولة مستقلة.
وبهذا الإعلان، أصبح الأردن دولة ذات سيادة، وبدأت مرحلة جديدة في بناء مؤسسات الدولة وتكريس هويتها الوطنية.
إمارة شرق الأردن قبل الاستقلال
قبل أن يُعلن استقلال الأردن، كانت البلاد تُعرف بـ إمارة شرق الأردن، تحت الانتداب البريطاني. تم تأسيس هذه الإمارة في عام 1921، بعد مفاوضات بين الأمير عبد الله الأول والحكومة البريطانية، التي قبلت بوجوده أميرًا على المنطقة بشرط أن تبقى تحت إشرافها.
ورغم قلة الإمكانيات، كانت تلك المرحلة حاسمة في التأسيس الأولي للدولة الأردنية الحديثة.
وصول الأمير عبد الله إلى معان وعمّان
وصل الأمير عبد الله إلى مدينة معان جنوب الأردن في 21 نوفمبر 1920، حيث استقبله وجهاء البلاد والقيادات القومية. بعد فترة وجيزة، وتحديدًا في 2 مارس 1921، توجه إلى عمان، واستُقبل بحفاوة كبيرة من الأهالي، الذين رأوا فيه أملًا جديدًا للخلاص من الاستعمار وبناء وطن حر.
موقف بريطانيا وفرنسا من الأمير عبد الله
أثار وصول الأمير إلى معان وعمّان توترًا دبلوماسيًا بين بريطانيا وفرنسا، خشية من إحياء مشروع الوحدة العربية. حاولت بريطانيا بداية الضغط لإخراجه، إلا أنها غيرت موقفها وبدأت تبحث معه عن تسوية.
أما فرنسا، فتعاملت بحذر، وعززت وجودها العسكري في جنوب سوريا تحسبًا لأي تحرك.
اتفاق القدس بين الأمير عبد الله وتشرشل
في 1921، التقى الأمير عبد الله برئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل في القدس. وتمخض اللقاء عن اتفاق مهم يقضي بتأسيس إمارة شرق الأردن تحت الانتداب البريطاني، مع تعيين الأمير عبد الله حاكمًا عليها، مقابل التزامه بعدم التدخل في شؤون سوريا.
هذا الاتفاق مهّد الطريق للاعتراف الدولي بالإمارة لاحقًا.
إعلان إمارة شرق الأردن تحت الانتداب البريطاني
بموجب الاتفاق، أُسست إمارة شرق الأردن رسميًا عام 1921، وتم الاعتراف بها في عصبة الأمم كدولة تحت الانتداب البريطاني، مع استثناء أراضي شرق نهر الأردن من أي التزامات تتعلق بالاستيطان اليهودي، ما جعل الأردن أرضًا عربية صافية.
استمرت الإمارة حتى عام 1946، حين أعلن استقلال البلاد.
النضال من أجل الاستقلال والاعتراف الدولي
خاض الأردنيون معارك سياسية طويلة على المستويين الرسمي والشعبي لنيل الاستقلال الكامل، في ظل مماطلة بريطانية مستمرة. وتم توظيف العلاقات الدولية، والضغط الشعبي، إلى أن أُعلن الاستقلال، واعترفت الأمم المتحدة بالمملكة الأردنية الهاشمية دولة ذات سيادة.
القرار الرسمي بإعلان المملكة الأردنية الهاشمية
في 25 مايو/ أيار 1946، قرر المجلس التشريعي الأردني بالإجماع:
- إعلان استقلال البلاد الأردنية باسم المملكة الأردنية الهاشمية.
- مبايعة عبد الله الأول بن الحسين ملكًا دستوريًا.
- تعديل القانون الأساسي للدولة.
- وبذلك، أصبح الأردن مملكة مستقلة ذات كيان عربي متكامل.
الملك عبد الله الأول: من البيعة إلى الاغتيال
ظل الملك عبد الله الأول يقود البلاد حتى تم اغتياله في 20 يوليو 1951، أثناء خروجه من صلاة الجمعة في المسجد الأقصى في القدس. وشُيع في جنازة وطنية عظيمة، تاركًا خلفه دولة مستقلة ومؤسسات دستورية راسخة.
ماذا بعد الاستقلال؟ محطات تاريخية مهمة
لم يتوقف بناء الدولة الأردنية بعد الاستقلال، بل شهدت المملكة مجموعة من التحولات التاريخية:
- عضوية الأردن في الجامعة العربية عام 1945.
- مشاركة الجيش الأردني في حرب فلسطين 1948.
- إعلان الوحدة بين الضفتين عام 1950.
- صدور الدستور الأردني عام 1952.
- تولي الملك الحسين سلطاته عام 1953.
الأردن في الجامعة العربية والأمم المتحدة
قبل إعلان الاستقلال الرسمي، شارك الأردن في تأسيس جامعة الدول العربية كدولة عربية طامحة للاستقلال. وبعد نيله السيادة، انضم إلى الأمم المتحدة عام 1955، وأصبح شريكًا فاعلًا في المحافل الدولية.
تعريب قيادة الجيش الأردني عام 1956
في عام 1956، اتخذ الملك الحسين بن طلال قرارًا شجاعًا بتعريب قيادة الجيش الأردني، وإعفاء القائد البريطاني “كلوب باشا” من منصبه، وتسليم القيادة لضباط أردنيين. كانت خطوة مفصلية في ترسيخ الاستقلال الحقيقي وامتلاك القرار السيادي.
مشاركة الجيش الأردني في حرب فلسطين 1948
شارك الجيش العربي الأردني في حرب 1948 دفاعًا عن فلسطين، وأظهر بسالة كبيرة، خصوصًا في الدفاع عن القدس. تمكن الجيش الأردني من السيطرة على الضفة الغربية، وظلت تحت سيطرته حتى عام 1967.
الدستور الأردني وتولي الملك الحسين سلطاته
في عام 1952، صدر الدستور الأردني في عهد الملك طلال، ووُصف بأنه من أكثر الدساتير العربية تقدمًا. وفي 1953، تولى الملك الحسين بن طلال سلطاته الدستورية، وكان عمره آنذاك 18 عامًا فقط، ليبدأ حقبة تاريخية طويلة في حكم المملكة.
معركة الكرامة: لحظة فارقة في تاريخ الأردن
في 21 مارس 1968، خاض الجيش الأردني معركة الكرامة ضد القوات الإسرائيلية في منطقة غور الأردن. كانت المعركة أول انتصار عربي بعد نكسة 1967، وأثبت فيها الجيش الأردني قدرته الدفاعية وشجاعته.
فك الارتباط مع الضفة ومفاوضات السلام
في عام 1988، أعلن الأردن رسميًا فك الارتباط القانوني والإداري مع الضفة الغربية، بطلب من منظمة التحرير الفلسطينية. وفي التسعينيات، شارك في مفاوضات مدريد للسلام، ووقّع معاهدة وادي عربة مع إسرائيل عام 1994، ليُنهي حالة الحرب رسميًا بين البلدين.
متى يصادف اليوم الوطني الأردني 2025 بالهجري؟
يصادف يوم 25 مايو 2025 ميلاديًا يوم 27 ذو القعدة 1446 هجريًا، وسيكون يوم أحد. ويُتوقع أن تبدأ الاحتفالات الوطنية والرسمية في عمان وجميع المحافظات منذ فجر ذلك اليوم، وتتواصل حتى ساعات المساء.
الاحتفالات الرسمية بيوم الاستقلال الأردني
تُقام في هذا اليوم:
- عروض عسكرية ضخمة.
- فعاليات طلابية وثقافية في المدارس والجامعات.
- رفع الرايات في كل المدن.
- كلمات رسمية من جلالة الملك والمسؤولين.
- عروض فنية وألعاب نارية في المساء.
- هو يوم تتجسد فيه مشاعر الولاء والانتماء، ويشعر فيه كل أردني بالفخر لتاريخه وهويته.
خاتمة: لماذا نحتفل بيوم الاستقلال؟
لأن الاستقلال ليس فقط تحررًا من الاستعمار، بل هو بداية مشروع بناء الدولة، والانطلاق نحو المستقبل. يوم الاستقلال هو يوم لتجديد العهد مع الوطن، ولتأكيد حبنا وانتمائنا لكل ذرة من ترابه.
تحيا المملكة الأردنية الهاشمية… ويظل علمها مرفوعًا دائمًا.